السياسية – هناء السقاف

يصادف اليوم الذكرى 41 لتأسيس ما يسمى بمجلس التعاون الخليجي الذي أعلن في أبو ظبي عاصمة الإمارات بعضوية ست دول كانت منذ فترة من الزمن ليس لها وجود على خارطة الدول عدا سلطنة عمان وبلاد نجد والحجاز.

وفيما تشكلت أنظمة تحكم تلك الدول مستبعدين السلطنة عن المشهد فان من ظاهرها تحمل النخوة العربية والإسلامية إلا أن الأيام مع مرور الوقت كشفت حقيقة تلك الدول الخليجية وزعمائها وما يخفونه من عماله وخيانة وكيف أصبحوا تابعين لقوى تحمل العداء للإسلام والمسلمين كما انهم باتوا خنجرا  في خاصرة الوطن العربي وقيود وضعتها تلك الدول حول فلسطين للإطاحة بأي ثورة أو حركة عربية أو فلسطينية تطالب بتحرير الأقصى المبارك.

وتكشف الأيام تباعا حول مهمة هذا المجلس وتدخلاته في الشؤون العربية واليمنية والتي تتجلى بوضوح أهدافه في تقسيم الشعوب العربية وبث الفوضى وإصدار القرارات التي تؤجج الأوضاع الداخلية في أمن البلدان والتي تصورها أنها المنقذ  لتطورات الأحداث على الساحة العربية.

وتحديدا يظهر ذلك الخبث لمجلس التعاون الخليجي في تدخلاته في الشأن اليمني حيث يصدر كل فترة وأخرى قرارات تخص اليمن بل ويفرض ذلك على اليمنيين وسط ابتزاز ات وتهديدات غير معلنة أو معلنة لتنفيذ أجندته التي يسعى له منذ,فترة زمنية طويلة ..

وحدث ذلك مؤخرا في ما يسمى بالمبادرة الخليجية عقب ثورة الشباب عام 2011 والذي لا يزال الخليجيون مصرون وحتى هذا اللحظة أنها المرجعية الأساسية حول أي حل سياسي أو انهاء الحرب الدائرة الذي شنها تحالف العدوان و الذي أيده المجلس  وبارك انطلاقة ما يسمى بعاصمة الحزم بعد أن ظل يرسم ذاك المخطط الإجرامي منذ سنوات مع شركائهم الإقليميين في المنطقة.

ومؤخرا  أعلن المجلس عن مبادرة جديدة عقب فشل العدوان على اليمن وبعنوان جديد سمي بمشاورات  يمنية يمنيه وعقد في الرياض  عاصمة دول العدوان الرئيسي دعا فيه جميع الأطراف اليمنية لعقد تشاور ات للعمل على خلق مرحلة جديدة يكون المتصدر فيها في كل الأحوال  الحكم الخليجي لليمن وعودته لعباءة الوصاية السعودية تحديدا بعد التحرر منها.

وزعم الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجر، أن الهدف من هذه المبادرة هو حل الأزمة اليمنية وحث الأطراف كافة على القبول بوقف شامل لإطلاق النار، على أن تشمل محوراً عسكرياً وأمنياً وآخر للعملية السياسية.

وذكر أن هذه المشاورات ستناقش تعزيز مؤسسات الدولة والإصلاح الإداري ومكافحة الفساد، وستتناول الآليات المقترحة لتعزيز عمليات تقديم المساعدات الإنسانية في اليمن.

ونوه بأن هذه المشاورات تنبع من إيمان مجلس التعاون الخليجي بأن الحل بيد اليمنيين، وضرورة الانتقال من حالة الحرب إلى السلام. وهو في باطن ذلك كله هو مناشدة جميع الحلول التي تمكن دول العدوان من العودة إلى السيطرة على اليمن واليمنيين وإبقاءهم  تحت مظلة الفقر والعوز المستمر إلى الفتات والدعم الخليجي.

مهما حاول زعماء أنظمة دول الخليج ما يعتبرونه مد يد العون للغير فهو أصبح قطعا دخل شباك ابتزازهم  فهم دائما يلعبون بالورقة الاقتصادية بشكل رئيسي وبعد ذلك يلعبون بالورقة السياسية لذا يظهر للعيان أنسياق العديد من الدول التي تطمح إلى الاستقرار الاقتصادي والسياسي في بلدانهم إلى تأييد ملوك وأمراء دول تلك الخليج

تستغل الأنظمة الخليجية أي ثغرة أو حدث في البلدان لتنثر  شباكها حولهم أكثر ولا تستطيع كبت جماحها في حال الشعور أن أي بلد يريد التحرر من يقودهم فلا تنفك تزرع الإرهابيين من الأنظمة الإرهابية كداعش والقاعدة وتمويل جماعات تهدد الأمن الداخلي وتنشر الفتن كما تبدأ الماكينات الإعلامية التابعه لها في بث الأخبار والقضايا التي تهم الشعوب وتجعلها ناقمة على سلطتها والانقلاب عليها.

يسجل التاريخ مساوئ دول الخليج وقرارات مجلسه التابع لأمريكا وإسرائيل والذي يتحكم في أي ملف أو قضية صغيرة إلى إصدار البيانات والقرارات التي تتعلق بمصير العديد من الدول كاليمن والعراق وسوريا وليبيا وغيرها وإعلان الحروب وتمويلها.

وفي حين يحتفي مجلس التعاون الخليجي باحياء ذكرى تأسيسه تغزو الأذهان للشعوب العربية والخليجية أن أمراء وملوك الخليج ما هم إلا أقنعة مزيفة وعملاء خائنين  يلتفون حول طاولة يحيكون  فيها الفتن والدسائيس والمؤامرات تحت سقف واحد يتظللون تحته بأطياف الموساد الإسرائيلي والمخابرات الأمريكية أسيادهم ومن يخدموهم.