السياسية: بقلم: هناء السقاف

في السنوات الأخيرة حلت ذكرى الوحدة اليمنية وسط حرب طاحنة وقصف متواصل وتدمير ممنهج للأرض والإنسان اليمني في مسار حياته من قبل تحالف العدوان ولكن هذه هي المرة الأولى التي تأتي ذكراها في ظل متغيرات سياسية في المناطق المحتلة وهدنة هشة بين صنعاء والرياض غير مكتملة الأركان لمدة شهرين تخللتها العديد من خروقات العدو وعدم الالتزام ببنودها المتفق عليها في فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة مقابل وقف إستهداف أراضي المملكة.

ويحتفل العديد من اليمنيين بهذا اليوم لتخليده وترسيخه أكثر في عمق الوجدان الوطني معتبرين أن الوحدة هي الشريان القوي الذي يمنح الشعب القوة ومواجهة الطامعين ومن يوجهون أنظار لاحتلال البلد لما يتمتع به من إستراتيجية الموقع الهام لليمن المطل على أكثر من موقع ملاحي في البحر الأحمر والعربي وعلى ما تحتويه الأرض من الثروات النفطية والطبيعية .

يدرك اليمنيون أهمية الوحدة ونخص بالذكر أولئك الأحرار والشرفاء الذي همهم الوحيد الدفاع عن وطنهم من الغزاه والمحتلين بعيدا عن من استعبده المال والمنصب ووضع نفسه العوبه في يد قاسيه لا ترحمه ممسكه به بسلاسل من الذل والعار تبتزه في اي وقت لينفذ أجندتها الخاصة .

وفي هذا العام بدأ الوضع قليلا مختلفا عن الأعوام الأخيرة فقبل حلول هذا اليوم حتى وجدنا في جنوب الوطن أصوات ترتفع مابين مؤيد ومعارض ومحايد ومتذمر ومتحدي ومن له أهداف ومصالح شخصيه أو تخدم من يوجه له الأوامر.

هدد ما يسمى المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا من سيحتفل بذكرى الوحدة الوطنية ووصف من يقوم بذلك بأنه يستفز قوى المجلس ودعا مناصريه للخروج في مسيرات وعقد مؤتمرات تسمى بفك الارتباط وهذا ما تم اليوم في مهرجانات نظمها الانتقالي رافعين فيها إعلام الانفصال ومرددين هتافات تطالب ما أسموه استعادة دولتهم وحقهم في ذلك.

وكما هو معروف يستغل المجلس الانتقالي العديد من أبناء الجنوب وبناء الوهم لهم لتمرير أجندة الانفصال بدعم إماراتي لتنفيذ ما تخطط له أبوظبي منذ عام 1994 والذي كانت تطمح بالانفصال بين الجنوب والشمال لتحكم سيطرتها على جنوب الوطن وهاهي اليوم تكشف بشكل علني ما تسعى إليه من خلال أدواتها.

ومن خلال ذلك لابد أن يكون لما يسمي نفسه بأنه الشرعية المخولة من الشعب أن يبدي رأيه وعزمه في هكذا تحدي وان يكون له اليد الطولى في حسم هذا الأمر فيعلن ما يسمى برئيس مجلس الشورى التابع للعدوان المرتزق احمد عبيد بن دغر تغريدة على تويتر وفاة مشروع “الانفصال” في استفزاز واضح للمجلس المنادي باستعادة الدولة جنوبا..مشيرا إلى وجود شبه إجماع كلي على التمسك بالوحدة.

وقال بن دغر في سلسلة تغريدات على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي أن من وصفهم بـ”احرار اليمن” أدركوا خطورة من وصفهم بالانفصاليين وهو ما أدى إلى تراجع مشروع الأخير الذي كان يسعى بالعودة باليمن إلى الماضي من منظور وصفه بـ”المتطرف والمناطقي”..

ويستمر الصراع السياسي والأمني في المناطق المحتلة بين القيادات الموالية للعدوان حيث تحدثت مصادر عسكرية عن دعوة طارق عفاش، عضو ما يسمى المجلس الرئاسي وقائد قوات ما يسمى “المقاومة الوطنية حراس الجمهورية” بإحياء العيد الوطني 22 مايو بفعالية كبرى في عدن و إلى رفع صور عمه الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح عفاش. وسط أنباء عن وصول 4 كتائب من قواته للمشاركة في تأمين الاحتفال.

نقلت هذه التصريحات وسائل إعلام طارق، وأخرى موالية له، ومنها وكالة المخا الإخبارية، التي ذكرت: إن “طارق صالح أكد أن “قيادة المجلس الرئاسي لن تلتفت لتلك الأصوات النشاز” والتي تحاول استفزاز القيادات الوطنية، وتحاول اختبار صبر قواتها”. مردفا: إن “تهديدات بعض الأصوات النشاز بعدم إقامة احتفالات الوحدة، ليست أكثر من فقاعات هوائية، مردودة على من يصدرونها”. في إشارة إلى فصائل “المجلس الانتقالي الجنوبي”

وفي وقت تسوده حالة من التوتر أطراف الصراع الموالين للخارج يأتي الموقف السعودي لتخفيف حالة التوتر الذي ينذر بتفجير الوضع عسكريا في تغريدة لمساعد رئيس تحرير صحيفة “عكاظ” السعودية المقربة من مراكز صنع القرار في المملكة، عبدالله آل هتيلة، محذراً من مغبة اعتداد المجلس الانتقالي ، بقوته العسكرية ضد مجلس القيادة الرئاسي في عدن، الذي عين رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، عضوا فيه.

وقال آل هتيلة: “إلى الأخوة في المجلس الإنتقالي: إنتبهوا لا ينطبق عليكم المثل الدارج (صقر حسن)”. مردفا: “حسن أجاد تربية الصقر إلا أن الأخير وبعد أول تجربة طيران فقأ عين حسن”. وتابع مخاطباً الانتقالي: “هناك من يمتدحكم وهو ينتمي لمكون يمني آخر لمساعدته فقط في تمرير مصالحه الشخصية بطرق مفضوحة، وقطعاً إن حققها لن يلتفت لكم”.

منتقدا في تغريدة أخرى، تهديدات الانتقالي بقوله: “المملكة لا تسيىء لأحد، ولا تلتفت لمراهقتهم، ولا تجاريهم في عنترياتهم المزعومة، لكنها في النهاية ومن موقع القوة تجبرهم على المجيء إليها وهي تحتفظ بكل أدوات الإنتصار السياسي”. في إشارة إلى أن المجلس الانتقالي دون دعم التحالف لا يملك أي مصدر قوة لفرض ما يريد.

من هنا تراقب صنعاء تطورات الأحداث في مناطق الاحتلال بصمت في حين أن ذكرى الوحدة باقيه وسيتم أحياها كما هي العادة في المناطق المحررة من دول العدوان ومرتزقتهم .كما حددت وزارة الخدمة المدينة في حكومة الإنقاذ الأحد الموافق 22 مايو إجازة رسمية، بينما لم تعلن حكومة معين بعد أي إجازات رسمية بهذه الذكرى.

ومما سبق ذكره تتكشف الأطماع والطموحات من خلال من يفرض سيطرته على الأرض وكلا حسب هواه وحسب أجندته الخارجية وآخر حسب وطنيته واعتزاز ببلده.. وفي الأخير تبقى الأرض لمن يحافظ عليها ويروي بها بدمه وبحبه العظيم لها.

* المادة الصحفية تعبر عن وجهة نظر الكاتب