سبع سنوات من الدمار لم يلقي لها الرأي العام بالاً..!
السياسية:
أشارت التقارير الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة، إلى إن المجاعة الناجمة عن الحرب الدائرة في اليمن سوف تكون من بين أسوأ المجاعات التي شهدتها البشرية منذ قرن من الزمان.
إن الحرب التي نشأت جراء الصراع , تم تدويلها في وقت مبكر للغاية بتدخل من دول تحالف العدوان العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية لمواجهة انصار الله التي تتمركز في العاصمة صنعاء .
بدأت الحرب في اليمن في أواخر سبتمبر من العام 2014 ،وفي 26 مارس 2015، أعلنت الرياض بدء عملياتها العسكرية لدعم الحكومة اليمنية المتحالفة مع السعودية .
وبعد سبع سنوات من الصراع الدامي، وعلى الرغم من الخسائر الباهظة في الأرواح والتي بلغت 380 ألف شخص معظمهم سقطوا جراء أسباب غير مباشرة للصراع ، مثل الجوع والمرض ونقص مياه الشرب ، التي تفاقمت بسبب الحصار البحري والجوي الذي فرضه التحالف، إلا أن الرأي العام الدولي لا يعبأ لما يحدث في اليمن، حيث صب الإعلام في الآونة الأخيرة جل اهتمامه على أزمة جائحة الفيروس التاجي والحرب الدائرة في أوكرانيا.
ومن على منبر صحيفة لا كروا الفرنسية، قالت سكينة شرف الدين، العاملة ضمن فريق منظمة إنقاذ الطفولة، من صنعاء ” أننا نرى الأطفال يعانون من الجفاف لدرجة إنهم لم يعد بمقدورهم البكاء، الوضع بالنسبة لنا لا يمكن إلا أن يزداد سوءاً”.
الحرب التي رأت فيها المملكة العربية السعودية انها حرب سوف تكون بسرعة البرق والتي شنتها بدعم من تحالف مكون من تسع دول عربية مدعومة ومسلحة من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا, تعثرت ولم تتمكن من صد الحوثيين المدعومين من إيران.
واليوم، التحالف قد تفكك, ولم تعد تحظى السعودية بالدعم المباشر إلا من جانب الإمارات العربية المتحدة التي تحمل لقب “سبارتا الصغيرة”، والتي تساعدها فرنسا بشكل خاص (كانت اتفاقية الدفاع ملزمة بين البلدين منذ العام 1995) حيث تعتبر دولة الإمارات هي خامس أكبر عميل لصناعة الأسلحة الفرنسية.
ولكن الحماس العسكري الإماراتي أمطرته بثلاثة هجمات في يناير المنصرم ضد منشآت النفط ومطار العاصمة أبو ظبي، على الرغم من وجود القواعد الفرنسية والأميركية على أراضيها.
إن المقاتلين الحوثيين لا يزالون يحتفظون بالعاصمة صنعاء والمناطق الشمالية من البلد فحسب، بل إنهم يشنون هجمات مهينة على الأراضي السعودية والإماراتية،بطائرات بدون طيار وصواريخ لأهداف إستراتيجية.
في 25 مارس المنصرم ضرب الهجوم الأخير مصفاة نفط تابعة لعملاق النفط السعودي شركة أرامكو في جدة وردت الرياض وابو ظبي بتكثيف القصف وتسليح الميليشيات الموالية.
وتحت ضغط من المملكة العربية السعودية، لم يتم تجديد مهمة فريق الخبراء الذي عينه مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في العام 2017 للتحقيق في الفظائع التي ارتكبها الجانبان, في أكتوبر الماضي.
ومنذ ذلك الحين، ازدادت “الأضرار الجانبية” على السكان المدنيين، وخاصة في صعدة، حيث يتركز 60% من السكان في الشطر الشمالي الذي يسيطر عليه الحوثيون.
ومن جانبها, تدق المنظمات الإنسانية ناقوس الخطر بشأن عواقب الحرب في أوكرانيا وهذا لا يحول الاهتمام القليل الذي كان يوليه الرأي الدولي لليمن فحسب، بل إنه يتلقى معظم التبرعات، في حين أن أزمة القمح، التي سوف تضرب أفريقيا بشكل خاص، لا يمكن إلا أن تزيد من تفاقم المجاعة التي يعاني منها بالفعل 23 مليون يمني.
* بقلم: فيليب أوزوالد
* المصدر: موقع “أكسيون فخونسيز- action Francaise” الفرنسي ـ باريس 30 أبريل 2022
* ترجمة: أسماء بجاش ـ الأدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي ـ “سبأ”)
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر ولاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع