(السياسية): هناء السقاف

تكشف تطورات الأحداث الجارية وما يحدث على الساحة اليمنية عن المرحلة القادمة وما يخطط له دول تحالف العدوان برعاية أمريكية وصهيونيه الذي تقحم اليمن إلى مثلث التدمير الاقتصادي والسياسي والامني.

مجلس صوري

دفعت دول العدوان من خلال إعلان مجلس رئاسي يضم مختلف القيادات الموالية لها والتي تدعمها بالتسليح العسكري إلى الجلوس معا بالرغم من التناقضات والتوجهات السياسية والأهداف المبيته لكل فصيل منها وما يحمله كل فصيل من بغض للآخر وهذا ما يشكل علامة استفهام حول الغرض الرئيسي في تشكيل صوري لهكذا مجلس الذي يبشر إلى هذه اللحظة بفشله.

ويؤكد الموقع الاستخباراتي الفرنسي، Intelligence Online ، إن تشكيل السعودية والإمارات للمجلس يهدف الى إنشاء جيش جديد موالٍ لهما.. مشيرا إلى أن رشاد العليمي مفضلاً لدى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان؛ بسبب قربه من السفير السعودي إلى اليمن، ومهندس هذا المجلس، محمد الجابر.

وعيّنت الرياض أيضاً الزعيم القبلي المؤثر من محافظة صنعاء عثمان مجلي، بينما حرصت أبوظبي على تقديم منصب رفيع في المجلس لعيدروس الزبيدي قائد المجلس الانتقالي الجنوبي، التابع للإمارات.

وأوضح الموقع، أنه يمكن لولي عهد الإمارات، محمد بن زايد آل نهيان، أيضاً التعويل على ولاء أبي زرعه المحرمي، قائد ألوية العمالقة الجنوبية، المنخرطة بقوة في المعركة الإستراتيجية الحالية في المأرب، وكذلك طارق صالح..ولافتا إلى أن جمعيهم على هذا النحو، سيتعين على كبار المسؤولين هؤلاء التعاون مع رئيس أركان جيش المجلس الحالي، صغير بن عزيز، الذي هو نفسه يدرك الصعوبات التي يعانيها جيشه، والذي باعترافه، لا يُعرَف قوامه الحقيقي، في مواجهة جماعة أنصار الله التي تزداد عنفاً.

وتتكشف الاختلافات والمشاحنات بالتزامن مع غياب سلطان العرادة عن الاجتماع الذي عقد بقيادة العليمي مع مغادرة رئيسي مجلس الشورى والنواب التابع للعدوان احمد بن دغر وسلطان البركاني وبعض أعضاء برلمان عدن من المحافظة، ومن المتوقع أن يكون العرادة قد غادر عدن إلى محافظة مأرب.

وبحسب وسائل إعلامية موالية لتحالف العدوان، أمس الجمعة، فَـإنَّ ما يسمى مجلس الرياض الرئاسي تلقى مقترحاتٍ من أبو ظبي للإطاحة بـ “وزير الدفاع” في حكومة الفنادق المرتزِق محمد المقدشي، بالإضافة إلى المرتزِق معمر الإرياني.. موضحة أن الاحتلال الإماراتي اقترح تعيين المرتزِق صغير بن عزيز بديلاً للمقدشي.

في السياق، أفادت مصادر أمنية بان العناصر التي اقتحمت قاعات الاجتماعات في قصر معاشيق واعتدت على البركاني وعثمان مجلي ، تتبع شلال شائع ، قائد ما تسمى بـ”المقاومة الجنوبية” وابرز الرافضين لعودة الهيئات الحكومية الموالية للسعودية إلى عدن.

النظام السابق

وفي خضم الوضع السياسي الحالي وما يخطط له العدوان ويظهر جليا هو إعادة النظام السابق إلى الواجهة لحكم اليمن من خلال العناصر التي تم تعيينها والمحسوبين عليه في مناصب كبيرة ومسيطرة وإزاحة الجانب الاخواني وتقليص أدوار الأحزاب أو المكونات الأخرى.

وفي هذا الشأن حذر نجل الرئيس الجنوبي السابق قبل الوحدة هاني علي سالم البيض، “الانتقالي” من سيناريو لدغة وشيكة من المؤتمر الشعبي، عبر تنامي نفوذه واستحواذه على غالبية المناصب في السلطات الثلاث، بدعم من التحالف بقيادة السعودية والإمارات.

وقال مغردا على “تويتر”: “تأتي للمؤتمر الشعبي، وقد أصبح له نصيب الاسد في مفاصل الدولة من الرئاسي الى البرلمان والحكومة والدفاع والامن والمحافظات والقطاع المالي والسلك الدبلوماسي وعلى أصعدة مختلفة متعددة ندركها لمصلحة من؟ والآن؟”.. محذرا للمجلس الانتقالي “بيقوشكم من داخلكم ومن خارجكم شوفوه المؤتمر وليس الإصلاح”.

كما يؤكد ذلك التغريدة السابقة لبن دغر عن اجتماعه الأول برشاد العليمي والذي ناقشا فيه رفع العقوبات عن احمد علي نجل صالح والذي يؤكد كشف خيوط اللعبة القادمة لإدخاله في الصورة وعودته بدعم من التحالف إلى حكم البلاد بحيث أكد مراقبون ومحللون سياسيون أنه لن تجد دول العدوان من يخلص لها بانبطاح ليس له مثيل كعائلة صالح .

فوضى أمنية

ويأتي عدم الاستقرار السياسي مواكبا لما يتم التخطيط عليه في نشر الفوضى الأمنية للبلاد حتى ولو تم الإعلان عن توقف الحرب فقد وضعت دول العدوان بقيادة امريكا والكيان الصهيوني اسس في زرع عصابات وفصائل مسلحة ستواصل دعمها عن بعد لإيصال اليمن إلى شفير الهاوية حيث ذكرت إن التحالُفُ كثف نشاطَه وتحَرّكاتِه لدعم وتمويل الجماعات الإجرامية والتكفيرية باليمن حَيثُ زوّدت مؤخّراً تلك الجماعات بطائرات “الدرونز”؛ مِن أجلِ إعادة تواجدها في محافظة البيضاء بعد تطهيرها من قبل الجيش واللجان الشعبيّة في النصف الثاني من العام 2021م.

وأكّـد ما يسمى تنظيم القاعدة يوم الجمعة 21 رمضان امتلاكَه طائراتٍ بدون طيار، مبيناً تواجده في المناطق المحاذية لمديريات البيضاء في محافظتي شبوة وأبين المحتلّة، الخاضعة لسيطرة تحالف العدوان .

إلى ذلك، رجّح خبراء عسكريون حصولَ تنظيم القاعدة الإجرامي على طائرات الدرونز، من معسكرات شبوة، كما أن إعلانَ التنظيم التكفيري عن امتلاكِه طائرات الدرونز يأتي بعد أَيَّـام من إفراج دول العدوان عن عشرات القيادات الإجرامية التابعة التنظيم من أحد سجون سيئون بمحافظة حضرموت الخاضعة للقوات السعوديّة وهو الأمر الذي يكشفُ مخطّطاً جديداً للعدوان عبر الأدوات التكفيرية .

وهكذا يتجلى للعيان الهدف الرئيسي من أشغال اليمنيين في حروب أهلية داخلية ليحكم العدوان الخارجي في السيطرة اكثر على اليمن وممراته البحرية الهامة وإنشاء القواعد العسكرية في الجزر المطلة على المواقع الإستراتيجية والمتحكمة في ممرات دولية مهمه.

ويتجلى ذلك بوضوح عما تم إعلانه البحرية الأمريكية من تشكيل فرقة مع دول حليفة تتكون من سفينتين إلى ثماني سفن، للقيام بما زعمت دوريات في البحر الأحمر، تستهدف مهربي الفحم والمخدرات والأسلحة والأفراد.

يقول معهد السلام الامريكي بان اعلان تشكيل جديد لتحالف بحري يتكون من 34 دولة يأتي في ظل مساعي اسرائيلية امريكية للسيطرة على احد اهم طرق الملاحة الدولية من خلال احكام سيطرتها على مضيق باب المندب وذلك عبر بناء قواعد استخباراتية وعسكرية في جزيرة سقطرى وعدد من جزر الارخبيل بالتعاون مع الامارات والسعودية وهما ضمن هذه القوة المستحدثة الى جانب الكيان الصهيوني.

وأضاف المعهد الامريكي إن واشنطن سعت وبقوة لتشكيل هذا التحالف تحت مبرر حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر إلا أن الهدف الحقيقي من وراء تأسيس هذا الحلف هو من اجل نهب النفط والغاز اليمني في محافظات شبوة وحضرموت وعدن ومارب .. مؤكدا ان اليمن ستعوض نقص امدادات الطاقة العالمية وسيمثل مجلس القيادة غطاء قانوني لها لتسرق وتنهب خيرات اليمن.

وأشار المعهد في تقرير نشره على موقعه الرسمي أن الشركات الأجنبية وعلى رأسها توتال برعاية من واشنطن، ابلغت حكومة المرتزقة انهم ما زالوا ملتزمين بالأسعار المتفق عليها وهذا ما يعني انهم مستمرون بنهب النفط والغاز اليمني بمعدل سعر الطن 230$ بينما يقدر سعره عالمياً ما يقارب 2400$.

إيرادات منهوبة

وفي ظل العدوان العالمي على اليمن الذي يفرض الحصار الاحتلال على الجزر والموانئ اليمنية تظهر أرقام تفصيلية عن ما يتم نهبه من الثروات النفطية في الأراضي اليمنية ووفقا لقناة المسيرة اعلنت عن بيانات إنتاج النفط الخام وإيراداتها المنهوبة من قبل دول العدوان ومرتزقتهم خلال الفترة الواقعة بين يناير 2015 ومارس 2022م حيث بلغت الكمية المنتجة خلال الـ7 السنوات الماضية 129 مليونا و61 ألف برميلا من النفط الخام بقيمة تقديرية وصلت 7 مليارات و666 مليون دولار.

وأوضحت البيانات أن قيمة النفط الخام المنهوبة خلال 7 سنوات تعادل 4 تريليونات و599 مليار و729 مليون ريال يمني، مبينةً أن إيرادات النفط المنهوبة تغطي فاتورة مرتبات جميع موظفي الدولة خلال 7 سنوات.

وإحكاما في الحصار وخنق الشعب اليمني وبالرغم من الهدنة المعلنة يستمر العدوان في حجز السفن وكانت آخر سفينة يوم الجمعة والتي تحمل شحنة من مادة الديزل، رغم تفتيشها وحصولها على تصريح دخول إلى ميناء الحديدة .

وقال المتحدث الرسمي لشركة النفط بصنعاء “عصام المتوكل”، أن هذه الشحنة كانت مخصصة للقطاعات الخدمية “الصحة والكهرباء والمياه ووسائل نقل السلع الغذائية”..مؤكدا أن استمرار احتجاز السفن، يضاعف من معاناة المواطنين ويرفع غرامات التأخير على تلك السفن جراء احتجازها..داعياً الأمم المتحدة الى الضغط على التحالف للافراج عن السفينتين المحتجزتين، والالتزام بتعهداته التي تضمنتها الهدنة الانسانية التي أعلنها المبعوث الأممي الخاص مطلع الشهر الحالي.

ومما تم ذكره نصل إلى أن تحالف العدوان يحاول دخول اليمن في مأزق ثلاثي لا خروج منه فوضى أمنية وصراع سياسي واقتصاد مدمر للخروج بنتيجة تخدم مصالحة الرئيسية في السيطرة على موقع اليمن ونهب ثرواته.