السياسية:

نستعرض فيما يلي بعضا من أهم الموضوعات التي تناولتها صحف اليوم الثلاثاء البريطانية، ومن بينها تقرير يناقش الأسباب والدوافع وراء سعي المئات من الأفارقة إلى الانضمام إلى القتال في أوكرانيا، وآخر عن كيفية استغلال العلامات التجارية العالمية للملابس لإدمان البعض على شراء موضات الأزياء الجديدة لتحقيق أرباح أكبر.

وقد أجرت بورتيا كراو وأوزيل مومار لو، الصحفيان في الإندبندنت، تحقيقا تضمن مقابلات مع عدد من الأفارقة الذين أبدوا رغبتهم في الانضمام إلى الفيلق الأجنبي الذي يقاتل لصالح أوكرانيا ضد الغزو الروسي، وحاول التحقيق التعرف على الدوافع التي تحرك مئات الأفريقيين للذهاب للقتال مع قوات كييف ضد القوات الروسية في الفترة الأخيرة.

وكشف التحقيق الصحفي عن أن هناك دافعا أساسيا وراء قتال الأفارقة في صفوف الفيلق الأجنبي الداعم لأوكرانيا وهو ما وصفته الصحيفة بأنه دعم ومساعدة أوكرانيا؛ بينما ساق آخرون ضمن التحقيق دوافع مختلفة، أبرزها الهجرة إلى أوروبا.

وتسمح كييف بدخول الأجانب الذين يبدون استعدادا للقتال ضد القوات الروسية بدون تأشيرة، وهي فرصة نادرة أمام الأفارقة الراغبين بالوصول إلى أوروبا، الذين غالبا ما تُصنف جوازات سفرهم بأنها الأضعف بين دول العالم.

ويهاجر الكثير من الأفارقة، الذين ليس لديهم جوازات سفر، إلى أوروبا عبر قنوات غير شرعية. ويخوض هؤلاء رحلات طويلة محفوفة بالمخاطر برا وبحرا علاوة على ما كانوا يتعرضون له من مخاطر من بينها العنف، والتمييز، والاحتجاز خلال ذلك الطريق الطويل.

وكان من بين المتطوعين من أفريقيا، المتقدمين للانضمام إلى الفيلق الأجنبي الداعم لأوكرانيا، الذين أجرت معهم الإندبندنت مقابلات؛ عامل البناء السنغالي ألسان فاي الذي أكد أنه بمجرد أن شاهد الأنباء عن الغزو الروسي لأوكرانيا، شعر برغبة قوية في أن يفعل شيء لتقديم المساعدة.

وقال فاي، البالغ من العمر 45 سنة ويقيم في مدينة صغيرة بالقرب من العاصمة السنغالية: “لا أستطيع أن أدعم الظلم، ولا أحب أن أرى الناس يعانون”.

وبدأ الرجل بالفعل التواصل مع السفارة الأوكرانية في داكار عبر الهاتف وأخبر المسؤولين هناك برغبته في الانضمام إلى القتال في صفوف الفيلق الأجنبي. وبالفعل وجهته السفارة إلى طريقة التقدم عبر الإنترنت، لكن الحكومة السنغالية طالبت بوقف تجنيد مواطنيها في ذلك الوقت بعد أن وصل عدد المتقدمين للتطوع للقتال من أجل كييف إلى 35 سنغالي بحلول أول مارس/ آذار الماضي.

وبينما أكد فاي أنه لا يريد “استغلال الحرب” لتحقيق مصلحة شخصية، اتضح من كلامه أن جزء من رغبته في الانضمام إلى الفيلق الأجنبي في أوكرانيا كان بدافع من إمكانية البحث عن عمل هناك بعد انتهاء الحرب.

* لماذا يندفع عرب وأجانب للقتال في حرب أوكرانيا؟

بي بي سي تحقق في مزاعم تلقي مقاتلين أجانب في أوكرانيا أوامر بقتل أسرى الحرب الروس

وروى أيضا عن تجربته في 2005 عندما ألقت السلطات القبض عليه أثناء محاولته الهرب في قارب صيد إلى إسبانيا. وقال إن صديق له كان يدين له بالمال عرض عليه خوض تلك التجربة وأنه سوف يسدد له تكلفة الرحلة. لكن فاي اعتقل مع صديقين آخرين بعد أن صعدوا على متن القارب.

وقال ستيفن كروزد، رئيس قسم الحوكمة والدبلوماسية في معهد دراسات الشؤون الدولية في جنوب أفريقيا، للإندبندنت: “إذا فكرنا قليلا، سوف نجد أن أغلب المتطوعين من الشباب وذوي اللياقة العالية الذين يرون أن المشاركة في الحرب في أوكرانيا تذكرة خروج من أفريقيا وطريقة لدخول أوروبا ومن ثم الإقامة هناك”.

وقال إبراهيم نايي، زميل مركز الديمقراطية والتنمية، الذي يمثل جماعة للدفاع عن حقوق الإنسان، في ليبيريا إن أغلب هؤلاء (الأفارقة الذين يريدون الانضمام إلى القتال في صفوف أوكرانيا) “حاولوا السفر إلى أوروبا في وقت سابق عبر طرق غير شرعية”.

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تشكيل الفيلق العسكري الأجنبي الداعم لبلاده في آخر فبراير /شباط الماضي بعد أيام قليلة من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقالت السفارة الأوكرانية في كينيا إنها تلقت عددا من الطلبات للانضمام إلى الفيلق الأجنبي. كما تحدثت الإندبندنت مع عدد من الأشخاص من أوغندا وبوروندي، حيث لا توجد سفارات لأوكرانيا، أعربوا عن رغبتهم في الانضمام إلى القتال أيضا، لكنهم لا يعلمون كيفية التقدم لذلك.

وأكد السفير الأوكراني في جنوب أفريقيا على أن السفارة تلقت أعدادا كبيرة من طلبات الانضمام إلى القوات الأجنبية التي تدافع عن أوكرانيا.

وأكد داميان ماغرو، متحدث باسم الفيلق الأجنبي، أن هناك “بعض أعضاء الفيلق” من أفريقيا، لكنه لم يذكر أي تفاصيل عن الأعداد والجنسيات.

وقال مسؤول عسكري أوكراني الشهر الماضي إن الفيلق الأجنبي يضم حوالي 20 ألف مقاتل من 50 جنسية.

*المصدر: بي بي سي