صراع من أجل التكامل الأوروبي
السياسية:
كتب مدير البرامج في منتدى فالداي، تيموفي بورداتشوف، في “إزفيستيا”، حول الترابط بين صراع أوروبا مع روسيا والتطور داخل أوروبا نفسها.
وجاء في المقال:
حتى لو كان ما يحدث الآن في أوكرانيا بالنسبة لروسيا عملية عسكرية خاصة تهدف إلى تحويل هذه المنطقة إلى دولة لا تشكل تهديدا لبقائها وتطورها، فبالنسبة للاتحاد الأوروبي، الحديث يدور عن صراع شامل لا يحول دون المضي فيه قدما إلا الخوف من الأسلحة النووية الروسية. هذا، في الواقع، ليس مفاجئا: لقد دمرت موسكو من خلال عمليتها إمكانية استكمال بناء نظام عالمي في أوروبا، تحتل فيه دولها الرئيسية مكانة مركزية.
ليست أوكرانيا نفسها بأي حال من الأحوال الهدف من إجراءات دول الاتحاد الأوروبي الموجهة ظاهريا نحو القضية الأوكرانية، فهي ببساطة لا تملك الموارد المناسبة لأوروبا. المشكلة الحقيقية هي أن روسيا، من خلال عمليتها، يمكنها بناء خط فاصل واضح على حدودها الغربية، سيكون تجاوزه على الأرجح أكثر صعوبة مما كان عليه قبل بضعة أشهر. قد يؤدي الصراع المستمر إلى انفصال روسيا لزمن طويل عن أوروبا في إطار عالم ينقسم إلى تكتلات اقتصادية.
في حال حدوث ذلك، وثبت أن الدولة الروسية تقاوم التحديات العديدة التي تواجهها في الواقع، وسوف تواجهها في المستقبل القريب، فقد تكف روسيا بالفعل عن كونها جزءا من أوروبا. لذلك، بالنسبة للدول الأوروبية، بات الآن من أهم المهام منع روسيا من تحقيق أهدافها في أوكرانيا والحيلولة دون صمودها في الحرب الاقتصادية المعلنة ضدها: سيحرمهم ذلك من أهم مصدر محتمل للموارد والفضاء الجغرافي. وبهذا المعنى، فهم يحددون بشكل مناسب أولوية الأهداف الحالية في علاقتها بمصير التكامل الأوروبي.
* المصدر: روسيا اليوم ـ المادة الصحفية تعبر عن رأي الكاتب