السياسية :

أدانت السفارة الإماراتية في تل أبيب العمليات التي نفذها فلسطينيون خلال الأيام الماضية، والتي أعقبت الاجتماع الخماسي الذي حضره عدد من وزراء الخارجية العرب، في إطار ما اطلق عليه اسم قمة “النقب”.

ووصفت السفارة في تغريدة لها على “تويتر” العمليات الفدائية الفلسطينية بـ”الإرهابية”، مقدمة التعازي لمن اسمتهم أسر الضحايا الإسرائيليين.

وأضافت: “نشاركهم صلواتنا ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى وعائلاتهم”.

وفي وقت سابق، أدانت الخارجية البحرينية بشدة ما وصفته بالهجوم “الإرهابي” الذي وقع في مدينة بني براك القريبة من تل أبيب، الثلاثاء، والتي أدت لمقتل 5 إسرائليين.

وأعربت الخارجية في بيان عن تعازيها ومواساتها لأسر الضحايا والحكومة الإسرائيلية، على حد وصفها، مؤكدةً موقف بلادها الرافض لكل أشكال التطرف والعنف.

استنكار للموقف العربي من حركات المقاومة

قال القيادي في الجبهة الديمقراطية طلال ابو ظريفة ان “الدول العربية والاسلامية، وخاصة الامارات وتركيا والبحرين، التي تدين هذه العمليات عليها ان تدين الاحتلال الاسرائيلي الذي يرتكب الجرائم بحق شعبنا“.

وفي تصريح له، اضاف ابو ظريفة: نحن ندافع عن شعبنا والذي هو حق مكفول بقرارات الشرعية الدولية.

التطبيع ليس اتفاق سلام وإنما اتفاق حرب ضد الشعب الفلسطيني

لم يكن التطبيع الكامل بين دولة الإمارات والكيان الإسرائيلي اتفاقاً للسلام، وإن أطلق عليه “اتفاق السلام التاريخي”، لأنه على أرض الواقع لم يكن هناك حرب بين الإمارات والكيان الإسرائيلي، إذاً هذه الخطوة هي في حقيقتها حرب تشنها الإمارات، بمساعدة ترامب، على فلسطين المحتلة، وعلى الشعب الفلسطيني الذي لم يزل مشرداً وتنتهك سيادته على أرضه منذ عام 1948، بينما لا يزال الكيان الاسرائيلي يقتطع من الأراضي الفلسطينية كل يوم أجزاء جديدة ولم ولن تتوقف سياسة الضم التي كانت شرط الإمارات إمام وسائل الإعلان لتوقيع هذا التطبيع.

ربما لم يكن قرار التطبيع مفاجئاً، فهذه حرب ناعمة تكمل ما يقوم به الكيان الإسرائيلي، بل هي اتفاق حرب ليكون غطاء على ما تمارسه إسرائيل من قتل وسجن ومصادرة أراض، ومحاصرة للشعب الفلسطيني.

عقاب إماراتي بحريني لمواقف الفلسطينيين من التطبيع

بعد توقيع اتفاق العار بين كل من الإمارات والبحرين والكيان الصهيوني كشفت القيادة الفلسطينية عن رفضها واستنكارها الشديدين لتطبيع العلاقات بين الکیان الإسرائيلي والإمارات، واصفة ما قامت به الإمارات بأنه “خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية”.

وربما هذا الوصف وردة الفعل هذه أزعجت حكام الإمارات لذلك قررت الانتقام بشكل أكبر من الشعب الفلسطيني من خلال مضايقات للفلسطينيين المقيمين على أرضها ووقف المساعدات المقدمة للمنظمات الدولية التي تقدم الدعم للشعب الفلسطيني.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن المضايقات الإماراتية للفلسطينين لم تكن جديدة ولكنها لم تكن تظهر للعلن فبالتوازي مع جهود الكيان الإسرائيلي الكثيفة، خلال العقد الأخير، لتجفيف منابع دعم المقاومة الفلسطينية في الدول العربية، كانت الإمارات الدولة الأبرز في التجاوب مع مطالب الاحتلال، بل كانت الأولى والأكثر شراسة في ذلك، وبذلت على مدى سنوات جهوداً أمنية واستخبارية ضد حركة «حماس» تحديداً، ونفذت اعتقالات طالت عناصر وقيادات فيها، إضافة إلى مصادرة أموال واستثمارات تابعة لها.

إن عمر العمل الإماراتي ضد حركة المقاومة الإسلامية حماس يعود إلى تاريخ فوزها في الانتخابات التشريعية عام 2006، ثم ازداد مع فرض الحصار على قطاع غزة، وتمثلت بوادره آنذاك في تجفيف منابع الحركة المالية داخل الامارات، حيث أوقفت السلطات عمليات تحويل الأموال، إضافة إلى مصادرة أموال كانت في طريقها للتحويل إلى غزة، بعد معلومات قدمتها سلطات الاحتلال عن تلك العمليات. ولم تكتف أبو ظبي بذلك، بل اعتقلت العشرات من قيادات «حماس» وعناصرها من الذين كانوا مقيمين لديها.

سحب السفراء من بلد عربي

كلنا يتذكر حادثة تصريح وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي وإدانته للعدوان السعودي الإماراتي على اليمن وعندها قامت الدنيا ولم تقعد حيث سحبت معظم الدول الخليجية سفراءها من لبنان بسبب هذا التصريح واستقال على إثرها الوزير إذا لماذا لا نشهد سحب السفراء من تل أبيب بسبب قتل الفلسطينيين أو قتل السوريين والسؤال هنا موجه للطرفين فلماذا لا تقوم القيادة الفلسطينية أيضا بسحب سفرائها من الدول العربية استنكاراً لوقوفهم إلى جانب الاحتلال؟!  نعم يا سادة إنما الأعراب أشد كفراً فما نشهده من الكيان الاسرائيلي هو نتيجة للدعم الذي يتلقوه من الأعراب والضحية دائماً هو الشعب المقاوم المتشبث بأرضه وبوطنه.

إذاً أصبحت اللعبة الإماراتية الصهيونية اليوم مكشوفة للجميع بعد أن كانت تتم في السر ومن تحت الطاولة ولم تعد تخجل الإمارات من إظهار هذه الأمور للعلن لا بل تتباهى بها أيضاً.

ولكن على حكام الإمارات أن يعلموا جيداً أن أبناء الشعب الفلسطيني ومن خلفهم أحرار العالم لن يتخلوا عن القضية الفلسطينية فهم لم يتخلوا عنها في أصعب الظروف التي مروا بها من تجويع وحصار خانق ومن المؤكد أنهم لن يتخلوا عنها بسبب ضغوط المال الخليجي الذي أصبح شريكاً مع السلاح الصهيوني في إسالة الدم الفلسطيني، وبالطبع إن أحرار العالم يعلمون جيداً ما تقوم به الإمارات ويوجهون خطابهم لحكام الإمارات المطبعين قائلين لهم ماذا تفعلون أيها الخونة؟ انتم تدمرون القدس وتعملون على تصفية القضية الفلسطينية وتعملون على انكار وجود فلسطين والشعب الفلسطيني على مر التاريخ.. وتحاربوه أكثر مما فعل به الكيان الصهيوني فالكيان الصهيوني عدو لفلسطين منذ عام 1948 ولكن أنتم تدعون الأخوة وتطعنون قضيتنا في الظهر، يجب أن تخجلوا من أنفسكم، يجب أن تخجلوا أمام شعوبكم وأمام شعوب الوطن العربي والامة الإسلامية ..ماذا ستقولون لشهداء دير ياسين وشهداء صبرا وشاتيلا وشهداء قبية وكفر قاسم وشهداء غزة.. عار عليكم .. عار عليكم ..

* المصدر :الوقت التحليلي