السحور الأخير..!
نصر القريطي
تسحّرت حكومة الفنادق وعلى رأسها “الدنبوع الكبير” بذلٍّ سيجعلها تصوم الدهر كله على إيقاع الذل والهوان الذي تستحقه وسيجعل من هؤلاء المرتزقة عبرةٍ لكل من يبيع نفسه ووطنه لأحفاد الشيطان..
أخيراً قررت الرياض وأبوظبي التخلّص من عبئ المرتزقة الذين أثقلوا عليهما فعمدتا الى تفكيك “منظومة الشرعية الزائفة” الشمّاعة التي بُني على زيفها العدوان..
لطالما حذرنا هؤلاء المرتزقة من أنهم أرخص من أن يكون لهم ثمنٌ عند من يبيعون أنفسهم ووطنهم له..
لطالما رأفنا لحالهم فهم وإن كانوا أسوأ مرتزقة الأرض إلا أنهم يظلوا بالنسبة لنا يمنيين ولا نرتضي لهم ما ارتضوه لأنفسهم من الذل والهوان..
لقد مروا بمفترقات عديدةٍ كان حريّاً بهم أن يراجعوا أنفسهم فيها على الرغم من عِظَمِ ما اقترفوه بحق أنفسهم وشعبهم ووطنهم لكنهم أصروا على المضي في درب العمالة للغازي والمحتل فكان لزاماً على التاريخ أن يؤدبهم ولو بعد حين..
ما حصل فجر الأمس كان تحصيلاً حاصلاً لكل ما حذرناهم منه.. وتأكيداً لحقيقة أن لا قيمة للمرتزقة عند قوى العدوان حتى ولو قربتهم منها..
ما حصل فجر الأمس هو أعلى درجات سخرية الأقدار ممن استرخصوا انفسهم، بل هي لوحةٌ جسدت المآل الحتمي لكل عميلٍ أرتضى بفنادق عواصم العدوان وطناً بديلاً عن وطنه فالله يمهل ولا يهمل..
هي بالنسبة لهم صدمةٌ من العيار الثقيل.. وعاصفةٌ حقيقية نزلت كالصاعقة على رؤوس كل أطياف المرتزقة حتى الذين استبدلوا بهم فهم وإن قربتهم الرياض وأبوظبي إليهما إلا أنهم يعرفون أن الدور قادمٌ عليهم وليت أنهم يعقلون..
إنه كشف حساب سيستمر هؤلاء في دفعه ثمناً للطريق الذي أصروا ولا يزالون يصرون على السير فيه حينما باعوا أنفسهم وسلموا وطنهم للغازي والمحتل..
ما يمكن أن نسميه بـ”الإعلان غير الدستوري” الذي تلا حروفه الأولى، المجرم الفار هادي، كتبته الأيادي التي دوّنت الحروف الأولى من هذا العدوان، في واشنطن قبل سبعة أعوام..
ظهر هذا “البليد” منكسراً، وهو يقرأ مجبراً، البيان الأخير، في تاريخ حياته السياسية، ويعلن تفكيك هذه المنظومة الرخيصة، التي لطالما حذرنا، رموزها وقواعدها من أن ابن سلمان يستخدمها، كشماعة وكذريعة فقط للعدوان على بلادنا، وأنه حينما يستثقلها لن يتردد، على الإطلاق في التخلص منها، وقد فعل بصورةٍ أقذر مما كنّا نتوقعها..
لن نبحر اليوم في سماء التحليل، فالصورة بيّنةٌ جليةٌ ، ولا تحتاج لتفسيرٍ أو تبيين، وسنكتفي بوضع النقاط الرئيسية على بعض الحروف، وتحديد أهم المحاور، المحيطة بانقلاب السعودية والإمارات، على منظومة الشرعية الزائفة، التي لطالما أدعوا أنهم أتوا لنصرتها..
عملية جراحية أستأصل بها ابن سلمان وابن زايد نخبة مرتزقته لتقديمهم ككباش فداءٍ لمرحلة جديدة يحاولون فيها التنصل من مسئوليتهم عن الآثار المدمرة والكارثية لعدوانهم على اليمن، وهي أيضاً محاولةٌ اجراميةٌ مفضوحةٌ لغسل أيديهم من كل جرائم الحرب التي ارتكبت بحق اليمن أرضاً وانساناً واقتصاداً وحياةً وبنيةً تحتية..
قررت السعودية، التعامل مع مرتزقة “الشرعية الزائفة” كسرطانٍ خبيثٍ، فأجروا له عملية جراحيةً، استأصلته بصورةٍ كليّة..
تسعى الرياض، من وراء قذف المرتزقة، دفعةً واحدةً، من سفينة عدوانها الغارقة، الى التخلص من المأزق اليمني برمّته، الذي تورطت في رماله المتحركة، حتى شعرت بأنه شارف على ابتلاعها..
لا تسعى قوى العدوان، بهذه الطريقة للتهرب من المسئولية الإنسانية والقانونية والأخلاقية والمادية لعدوانها المجرم فحسب بل أرادت عبر هذه الطعنة الغادرة التي وجهتها الى ظهر مرتزقتها أن تبيّض صفحتها وتظهر بصورة المنقذ الذي تدخلّ وبحزم لانتشال اليمن من الآثار الكارثية الرهيبة التي عمّقتها أيديها في هذا البلد طيلة سبع سنين..
وَضَعَ ابنُ سلمان “بيض الشرعية الزائفة” كُلّه في سلّة واحدة وقذفه في اليمّ غير آسفٍ بسبع سنين من العِشرة الحرام مع هؤلاء المرتزقة..
ما قبل هذا “الطلاق البائن” الذي لا رجعة فيه ليس كما بعده وهو بالتأكيد بإذن الله مقدمة النهاية لهذا العدوان الكوني المجرم الذي لم يسبق له مثيلٌ في التاريخ وإن حاولت “الأفاعي السعودية والإماراتية” استبدال جلودها وتغيير وجوه مرتزقتها..
الحديث عن تفاصيل هذا الحدث الجلل لا يمكن أن تحويه قراءة واحدة لكن الطريقة المخزية التي تخلص بها العدوان من مرتزقته تؤكد أن النهاية باتت وشيكةً بل إننا نلمسها في هذه الغربلة..
ليس من الانصاف أن نقول أن “القطّة أكلت عيالها” فالسعودية لم تنظر لهؤلاء يوماً على انهم جزءٌ من كيانها أو أن مصيرها مشتركٌ معها بل تعاملت معهم منذ اليوم الأول ككروت محدودة الصلاحية ومدفوعة الأجر..
المضحك في الامر أن الرياض استكثرت على مرتزقتها أن يكون لهم ذكرٌ ولو في هوامش التاريخ فسارعت لإطلاق رصاصة الرحمة على “مؤتمر الخزي والعار” وخرجت بمنظومة شرعية زائفةٍ جديدةٍ كليةً حتى لا يحسب لهؤلاء ولو زوراً أنهم كان لهم دورٌ ولو صوريٌّ في تحديد مصير أنفسهم.
من اليوم فصاعداً سيعضُّ المرتزقة أصابع الندم فمن لم يطله “منشار ابن سلمان”.. ومن لم يسعه معتقل الـ”ريتز كارلتون” ذي السبعة نجوم.. ومن لم يتلقى طعنةً غادرةً في الظهر من ابن زايد.. فإنه سيعامل من قبل قوى العدوان كذنبٍ يجب ان يتطهر منه أحفاد الشيطان.