السياسية:

بقلم: روبن أورا كانيجيس

ترجمة: انيسة معيض- الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”

 

هل ستكون قادراً على مهاجمة منزل جارك والسيطرة عليه بسبب نزاع على خط الحدود؟ هل يمكن أن تهدد سلامتهم قانوناً مهما كنت غاضباً؟  ولا يهم كم من الناس سيجوعون؟ الجواب لا.

إذن لماذا عندما يتجاوز النزاع الحدود الوطنية، لا يكون لدينا منهج واضح وفوري ضد العدوان غير التهديد أو تنفيذ المزيد من العنف في المقابل؟

مجتمعاتنا – المحلية والوطنية والعالمية – تختار السلوكيات التي نتعارف عليها.

لقد وضعنا القتل والسرقة خارج الحدود الأخلاقية في معظم السياقات المجتمعية.

فلماذا تنتهي قوانيننا الأخلاقية عند حدود الدولة؟ لماذا لا يوجد تحرك جاد لإلغاء الحرب؟

لقد تم تقويض نظام القانون الدولي في كل منعطف لحماية قدرة الدول القوية على فعل ما يحلو لهم.

ظلت الأمم المتحدة ضعيفة، مع نظام مجلس الأمن الذي يستخدم حق النقض (الفيتو) للأعضاء الخمسة الدائمين مما يجعل فكرة المساءلة العالمية مهزلة.

المحكمة الجنائية الدولية (ICC) هي حالة اختيارية، تنطبق فقط على تلك الدول التي قبلت سلطة المحكمة ولم تخترها روسيا ولا الولايات المتحدة.

تستهدف معظم القضايا المدرجة في جدول المحكمة الجنائية الدولية مسؤولين أفارقة أو شرق أوسطيين، مما يضع نقطة ضعف على المحكمة ولا يُقصد بها التدقيق في جرائم العدوان أو جرائم الحرب أو الإبادة الجماعية أو الجرائم ضد الإنسانية.

قوبل القرار التمهيدي الصادر عن محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة بأمر روسيا بـ “تعليق” العمليات العسكرية في أوكرانيا بتجاهل روسيا، التي أكدت ببساطة أن المحكمة تفتقر إلى الولاية القضائية.

التأثير المدمر للحرب ليس بجديد, تحتدم الصراعات الكبرى والثانوية في جميع أنحاء العالم اليوم، إلى حد كبير بعيدا العناوين والتعاطف الغربي.

في منطقة الساحل واليمن وأفغانستان، والقائمة تطول قُتل مئات الآلاف من الأشخاص ودمرت حياة الملايين بسبب الصراع العنيف، دون ما أي ملاذ.

إن حجم الاهتمام العالمي الذي حظيت به الحرب في أوكرانيا يوضح العنصرية العميقة والكراهية للإسلام التي تلعب دوراً في تشكيل حياة الأشخاص الذين قد تتعرض حياتهم للتهديد بشكل مقبول بسبب الحرب.

ولكن نظراً لأن القوى الكبرى في جميع أنحاء العالم تولي اهتماماً، فإن الهجوم على أوكرانيا يوفر أيضاً نقطة انعطاف: هل يجب أن يكون من القانوني مهاجمة منزل جارنا ومحاولة احتلاله؟ إذا لم يكن كذلك، ألم يحن الوقت لإلغاء الحرب؟

لقد تم تكييفنا لقبول العنف الدولي- القتل الجماعي في الأساس باسم أهداف الدول. بينما على السطح تجاوزت المجتمعات الأنظمة الإقطاعية مع تنافس أمراء الحرب على الأرض، فلدينا اليوم أسلحة رهيبة يمكن أن تدمر البشرية بأسرها مرات عديدة بنقرة زر واحدة.

يكمن مصير العالم في اتفاق “رجل نبيل” عالمي ضعيف بأننا ربما لن نضغط على هذا الزر- لكن تهديد التهديد بالإبادة ما زال يحيط بنا، مع عدم وجود ملاذ حقيقي على المستوى العالمي.

إن نظام المساءلة الوحيد الذي استثمرنا فيه هو القدرة على إبادة الآخرين بقدر ما يمكن أن يبيدونا.

“مع انتشار الرعب العالمي على أوكرانيا ، لماذا لا تزال الحرب قانونية؟”

 

  • صحيفة “The News International– ذا نيوز إنترناشونال” الباكستانية-
  • المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع