العام الثامن من العدوان على اليمن.. هل ينتهز قادة العدوان الفرصة للنجاة؟
السياسية- مروان حليصي:
يدخل العام الثامن ومازالت جرائم تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على الشعب اليمني مستمرة ، دون أن يحرك المجتمع الدولي أي ساكن حيال ابشع الجرائم المرتكبة من استهداف المدنيين والاحياء المدنية وتدمير البنية التحتية، واستمرار الحصار برا وبحرا وجوا وحرمان الشعب اليمني من أهم الاحتياجات الضرورية لاستمرار الحياة من الدواء والغذاء والمشتقات النفطية وغيرها.
وفي كشف مفضوح لإزدواجية المعايير التي يمارسها المجتمع الدولي والأمم المتحدة وهيئاتها عبر التنديد بما سموه الازمة الروسية – أوكرانيا والدعوة لوقفها والإغداق على الحكومة الأوكرانية بالمساعدات الإنسانية والمالية والعسكرية في التعامل مع الشعوب والحكومات بناء على المصالح والمكاسب السياسية والاقتصادية التي سيجنونها، وليس بداعي الإنسانية وتطبيق وإنفاذ القوانين والمعاهدات الدولية التي تحمي للشعوب حقها في العيش بحرية وكرامة واستقلال قراراتها واستغلال ثرواتها ، والتي يتشدقون بها بغزارة في اكثر من مكان بينما لم تعرف طريقها إلى الشعب اليمني وكأنها استثنته عند ولادتها .
لم يبقى شيء لم يخسره الشعب اليمني، جراء العدوان الذي قتل الأم والاب والإبن والاخ والأخت صغيراً وكبيرا، ومن لم يمت جراء استهداف طائرات التحالف وقصف ميليشاته ومرتزقته مات على قارعة طريق.
الشعب اليمني ينتظر فك الحصار عن مطار صنعاء للسفر للخارج للعلاج أو الحصول على الدواء الذي وعدت الأمم المتحدة بوصوله إليه ، ولم يبقى لديه ما يخاف عليه من الإستهداف وقد دمر العدوان كل مقومات الحياة والممتلكات الخاصة والعامة.
فالمدارس والجامعات والمستشفىات والمساجد والطرقات والمنازل والمنشآت الحيوية بشكل عام لم تسلم من العدوان وتجاوز عدد المنازل التي دمرها العدوان نصف مليون منزل استشهد فيها الآلاف على مرأى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي دون أن يحرك شعور الإنسانية لديهم قيد انمله.
إلاّ أن الشعب اليمني لن يظل مكتوف الأيدي منتظراً رحمة المجتمع الدولي لكي يوقف العدوان عليه ، لكنه ومن تحت الركام وعبر الجيش واللجان الشعبية سيواصل تعزيز قدراته العسكرية في القوة الصاروخية والطيران المسير ومختلف الصناعات العسكرية التي ستجبر تحالف العدوان على وقف عدوانه والقبول بإرادة الشعب اليمني في تقرير مصيره بعيدا عن الوصاية والهيمنة.
وياتي ذات بعد ان ذاق نظامي العدوان على اليمن السعودي والاماراتي بأس تلك القدرات وشدة وطأتها عليهم وما خلفته من أضرار اقتصادية كبدتهم خسائر بلغت مليارات الدولارات وزعزعت أمن واستقرار بلدانهما ، وهي لم تتجاوز كونها عمليات رد مشروعة لا غير، وليست حرب شعواء تطال الاخضر واليابس كما يفعلون .
هل يستغل تحالف العدوان السعودي والإماراتي الفرصة التي حملتها مبادرة فخامة رئيس الجمهورية المشير مهدي المشاط التي اعلنها في السبت 26 مارس في ذكرى يوم الصمود الوطني، لوقف عدوانه على اليمن، إذا بقيت لديهم نسبة ضئيلة من العقلانية والحنكة السياسية واستشراف المستقبل، للحفاظ على دولهم إقتصاديا وسياسياً وأمنيا، وعليهم أخذ العبرة من العديد من الحكام العرب والمسلمين الذين جندوا أنفسهم لخدمة المشروع الأمريكي الصهيوني، وفي النهاية تخلى عنهم الأمريكان في وضح النهار دون سابق إنذار، و وجدوا أنفسهم في مزبلة التاريخ.
نتمنى ان تنتهز قيادات تحالف العدوان الفرصة قبل فوات الاوان، وقبل أن يكونوا ممن ينطبق عليهم المثل اليمني “جنت على نفسها براقش”، لأن العام الثامن لن يكون عام ازدهار ورخاء لدولتي السعودية والامارات، طالما وحربهم وحصارهم بالإنابة عن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني على اليمن مستمرا.
وهذا ما يقوله أبسط مواطن نظراً لحالة الثقة لديه بنصر الله له في الدفاع عن نفسه كحق كفلته الشرائع السماوية ، وثانيا لثقته في حنكة قيادة الثورة ممثلة بالسيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي وقدرات جيشه ولجانه في تغيير المعادلة وصنع تحول في مختلف المجالات وخاصة المتعلقة بالتصنيع العسكري تذعن له أنظمة العمالة والاستكبار في المنطقة، في ظل استمرار عمليات الردع لفك الحصار وتصاعدها من حيث نوعية الأهداف المستهدفة وعددها، والتي نفذت الثالثة منها عشية الذكرى الثامنة للعدوان، بإستهداف منشآت أرامكو السعودية التي ارتفعت ألسنة اللهب عنان السماء، واشفت صدور اليمنيين، وإلى جانب أهداف حيوية آخرى، وعندها لن يكون الإمساك بزمام الأمور من نصيب قوى العدوان التي بدأت عدوانها، وعليه فإن الشعب اليمني المحاصر هو وحده من سيفرض شروطه لوقف العدوان، والعاقبة للمتقين.