السياسية – تقرير: عبدالعزيز الحزي

 

مع دخول العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها الـ25 تمكنت القوات الروسية السبت من الدخول إلى مدينة ماريوبول الواقعة في الجزء الجنوبي الشرقي لأوكرانيا بينما يواصل الجيش الروسي تدمير الأهداف العسكرية الأوكرانية، وسط استمرار الغرب بإمداد كييف بالسلاح والدعم المادي والمعنوي.

وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية، الليلة الماضية، أنها فقدت قدرتها على الوصول إلى بحر آزوف “مؤقتا”، بعد إحكام القوات الروسية قبضتها على ميناء ماريوبول الرئيسي على البحر.

وكانت ماريوبول، بموقعها الإستراتيجي على ساحل بحر آزوف، هدفا منذ بدء الحرب في 24 فبراير الماضي، وتقع المدينة على الطريق بين شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في الغرب ومنطقة دونيتسك في الشرق والتي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا.

وتعرضت ميكولايف (جنوب) إلى عدة ضربات جوية غداة مقتل عشرات العسكريين الاوكرانيين في غارة ضد ثكنة للجيش.

ميدانيا أيضا، أصيب مصنع “آزوفستال” للصلب والمعادن في ماريوبول، أحد أكبر معامل الحديد في أوروبا، بأضرار جسيمة بسبب عمليات قصف، بحسب ما أعلن مسؤولون أوكرانيون اليوم الأحد، في وقت تدور فيه معارك محتدمة في ماريوبول التي طالها دمار كبير بعد أن دخلت القوات الروسية لتحارب في وسطها.

من جانبها، دعت الرئاسة الأوكرانية الصين إلى الانضمام الدول الغربية في “إدانة /ما اسمته /”الهمجية الروسية” بعد أن سقط عشرات القتلى نتيجة ضربات جديدة شملت استعمال طرازا جديدا من صاروخ فرط صوتي.

وأخر التطورات على الصعيد السياسي،قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، اليوم الأحد، إنّ بلاده تقف على الجانب الصحيح من التاريخ بشأن الأزمة في أوكرانيا.

وأضاف وانغ في بيان: “الصين تقف على الجانب الصحيح من التاريخ بشأن الأزمة الأوكرانية، وسيثبت الوقت ذلك”، مؤكّداً أنّ هذا الموقف “يتماشى مع رغبات معظم الدول”.

وشدد على أنّ الصين “لن تقبل أبداً أي إكراه أو ضغط خارجي”، وأنّها تعارض أي اتهامات “لا أساس لها أو مريبة” ضدها.

وفي السياق، أيد نائب وزير الخارجية لي يو تشينغ، أمس السبت، موقف موسكو المتعلق بحلف شمال الأطلسي، قائلاً إنّ الحلف “يجب ألا يتوسع شرقاً كونه يجعل قوة نووية مثل روسيا محاصرة”.

ويأتي ذلك بعد لقاءٍ افتراضي بين الرئيسين الصيني شي جين بينغ، والأمريكي جو بايدن. وحظي اللقاء بين الرئيسين بمتابعة عن كثب، كونه الأول لهما منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وقال الرئيس الصيني لنظيره الأمريكي إنّ الأزمة في أوكرانيا “ليست بالأمر الذي ترغب بكين في رؤيته”، مؤكّداً أنّ الأحداث “تُظهر مرة أخرى أنّ العلاقات بين الدول لا ينبغي لها أن تصل إلى المواجهة العسكرية”.

بدوره، حذّر بايدن من “تداعيات وعواقب” تقديم الصين دعماً مادياً لروسيا، مؤكداً دعمه إيجاد حلّ دبلوماسي للأزمة.

من جانب آخر،دعت السيدة الأولى الأوكرانية أولينا زيلينسكا، زوجة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مجلس الكنائس العالمي، وهو منظمة تمثل 580 مليون مسيحي في العالم، للمساعدة في تنظيم “ممرات إنسانية حقيقية” في أوكرانيا.

وكتبت زيلينسكا في رسالة نشرتها الرئاسة الأوكرانية وأُرسلت إلى المنظمة “إدراكا منا بتجربة مجلس الكنائس العالمي في معالجة الأزمات الإنسانية، نطلب منكم، لا سيّما من خلال الوكالات التابعة لكم، مساعدة أوكرانيا والأوكرانيين الفارّين حاليًا من الحرب”.

وأضافت “أطلب منكم أولًا أن تصبحوا وسطاء في تنظيم ممرات إنسانية حقيقية”.

إلى ذلك، قال حاكم منطقة لوغانسك الأوكرانية سيرهي غايداي إن ممرا إنسانيا لعمليات الإجلاء سيُفتح في المنطقة صباح السبت.

وأضاف على تطبيق تليغرام: “تم الاتفاق على فتح ممر إنساني. سنحاول إجلاء الناس وجلب الطعام اليوم. تم الاتفاق على ‘نظام صمت‘ يوم 19 مارس ابتداء من التاسعة صباحا (0700 بتوقيت غرينتش)”.