لماذا يعجز الجيش الأمريكي عن الدفاع عن مراكز التجسس الصهيونية في كردستان العراق؟
نظام الدفاع الصاروخي "باتريوت" غارق في النوم
السياسية :
شن الحرس الثوري الإيراني، صباح السبت، هجوما صاروخيا واسع النطاق على مركز تجسس للكيان حول موقع بناء القنصلية الأمريكية الجديدة في أربيل عاصمة كردستان العراق، ويأتي ذلك في رد على جرائم النظام الصهيوني والفظائع التي يرتكبها في المنطقة.
وشددت العلاقات العامة للحرس الثوري الإيراني، في بيان لها، في إشارة إلى استهداف المركز الاستراتيجي للتآمر الصهيوني بصواريخ أرض إلى أرض، على أن “تكرار أي شر سيواجه بردود قاسية وحاسمة ومدمرة”. ومع ذلك، لم يتم الإبلاغ عن المعلومات الدقيقة وتفاصيل هذا الحادث حتى الآن، لكن مصادر عراقية تزعم أن عددا من ضباط التجسس الإسرائيليين قتلوا أو أصيبوا في الهجوم.
في العامين الماضيين، كان هناك العديد من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار على جواسيس الموساد ووكالات المخابرات الإسرائيلية الأخرى في إقليم كردستان العراق، ولا سيما في أربيل وقاعدة الحرير في شمال شرقي العراق؛ وكانت النقطة الملفتة للنظر في هذه الهجمات هي عدم قدرة أنظمة الدفاع العسكرية الأمريكية على حماية قواعد تجسس ابنها غير الشرعي في شمال العراق.
تاريخ نظام باتريوت في اربيل
في 10 نيسان / أبريل 2020، تم نشر صور مثيرة للاهتمام على القمر الصناعي التجاري MAXAR المتاح للعامة، والتي أظهرت تقليص الجيش الأمريكي قواته في العراق ونقلها من بغداد وصلاح الدين والأنبار إلى إقليم كوردستان، حيث نشر تجهيزات عسكرية كبيرة في القسم العسكري من مطار أربيل الخاضع لسيطرته. وأظهرت الصور المنشورة عددا كبيرا من مروحيات النقل أو الهجوم من طراز AH-64 أباتشي وطائرات نقل ومعدات عسكرية أخرى متمركزة في مطار أربيل؛ لكن أكثر ما جذب الانتباه هو نشر أنظمة الدفاع باتريوت MIM-104 في هذا المكان. قبل هذا التاريخ، وتحديداً حادثة الهجوم الصاروخي للحرس الثوري الإيراني على قاعدة عين الأسد الجوية في كانون الثاني 2020، ادعت مصادر أمريكية عدم وجود نظام دفاع صاروخي في القاعدة لاعتراض الصواريخ الإيرانية. لكن بعد ذلك، وفي بيان رسمي من القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم)، أشارت إلى أن الجيش الأمريكي نشر رسميا أنظمة دفاع صاروخي في قواعده بالعراق.
من العجز عن اعتراض الطائرات المسيرة إلى الصمت المطلق تجاه الصواريخ الباليستية
بعد أن أدركت فصائل المقاومة وجود أنظمة دفاعية أمريكية في هذه المناطق، أصبحت هذه القضية تحديًا مثيرًا ودافعًا لها لإثبات عدم فعاليتها بإطلاق صواريخ أو طائرات مسيرة انتحارية وعبور حاجز الدفاع الأمريكي. ومن أبريل إلى يونيو 2021، تم تنفيذ ما لا يقل عن أربع ضربات ناجحة بطائرات بدون طيار على قواعد عسكرية وتجسسية أمريكية في العراق، واثنتان في قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار واثنتان في كردستان العراق. وفي منتصف ليل 14 أبريل 2021، استهدفت طائرات مسيرة انتحارية حظيرة طائرات مملوكة لوكالة المخابرات المركزية في مطار أربيل، وهو ما أكدته مصادر أمنية أمريكية رسمية. وبحسب البنتاغون، فإن الهجوم لم يسفر عن أي إصابات، ولكن نظرًا لطبيعة الهدف وتعقيد العملية، فقد شكل تحذيرًا خطيرًا للجيش والأجهزة الأمنية الأمريكية في البلاد. ووقعت حادثة أخرى في ليلة 11 مايو 2021، عندما استهدفت طائرة مسيرة انتحارية المبنى المركزي لقاعدة الحرير الجوية شمال شرق أربيل.
تُعرف قاعدة الحرير باسم مركز العمليات الخاصة للجيش الأمريكي في العراق، ونظراً لأهميتها الكبيرة وحساسيتها، فقد تضاعفت المخاوف من استمرار تلك الهجمات مع إدراك عجز أنظمة الدفاع العسكري الأمريكية، مثل باتريوت أو سي رام، على الرد على أي من ضربات الطائرات بدون طيار هذه. لكن استغرق الأمر قرابة عامين قبل أن تواجه أنظمة الدفاع باتريوت في مطار أربيل تحديًا أكبر وأكثر خطورة، وهو صواريخ باليستية تابعة للحرس الثوري الإسلامي. التفاصيل الدقيقة لعملية الليلة الماضية ضد مباني التجسس حول القنصلية الأمريكية الجديدة غير متوفرة، لكن مقاطع الفيديو والصور تظهر ما لا يقل عن ست ضربات صاروخية باليستية تكتيكية. على الرغم من وجود دفاعين باتريوت على الأقل بالقرب من موقع الهجوم، لا توجد صورة واحدة لصواريخ باتريوت يتم إطلاقها أو أي صواريخ اعتراضية.
* المصدر :الوقت التحليلي