السياسية :

قبل نحو عام، تشير جميع تقارير وسائل الإعلام الأمنية والاستخبارية والسياسية التابعة للکيان الصهيوني إلى اقتراب موعد تفجر الأوضاع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ وهو الأمر الذي يخاف منه مسؤولو کيان الاحتلال.

في الوقت الراهن أيضًا، تتنبأ الأوساط الصهيونية بأن توقيت انفجار الأوضاع في عموم فلسطين سيكون قريبًا للغاية، وخاصةً بالنظر إلى تصاعد الأوضاع في القدس المحتلة ومدن الضفة الغربية، وكذلك الأراضي المحتلة عام 1948. وعليه، أمرت حكومة الكيان الصهيوني جميع المؤسسات السياسية والأمنية بالاستعداد ليوم الانفجار.

خوف الصهاينة هذا هو ما كشفته أمس صحيفة “هآرتس” العبرية، حيث أفادت الصحيفة إن الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن التابع للکيان يستعدان لمواجهة تصعيد محتمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة؛ خاصةً مع اقتراب شهر رمضان المبارك والذكرى السنوية لمعركة سيف القدس(حرب 12 يومًا بين الفلسطينيين والکيان الصهيوني في مايو 2021).

وحسب صحيفة “هآرتس” فإن أجهزة الأمن والشرطة الإسرائيلية تعتبر هذه الفترة هي الفترة الأكثر احتمالاً لاشتعال الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.

وتشير هآرتس إلى بعض التقديرات الأمنية، والتي تعتقد الأوساط الصهيونية بموجبها أنه إذا بقيت منطقة الصراع في القدس المحتلة، فلن تؤدي هذه القضية إلى تصعيد الوضع الأمني ​​في مناطق أخرى.

لکن الصحيفة نفسها تتابع قائلةً إنه بالنظر إلى التضليل الإسرائيلي في العام الماضي بأن معارك القدس لا تمتد إلى أجزاء أخرى من فلسطين، هذه المرة أيضاً قد تكون الدوائر الإسرائيلية قد أخطأت في تقديراتها، وقد يصل الصراع إلى قطاع غزة.

کما أشارت الصحيفة الصهيونية إلى الأحداث التي بدأت العام الماضي واستمرت حتى شهر رمضان، وخاصةً أن الفلسطينيين يزيدون من وجودهم في المسجد الأقصى خلال هذا الشهر.

ومع بدء المزيد من الاحتفالات اليهودية الصهيونية في هذا الشهر والشهر المقبل، تزداد احتمالية حدوث توترات واشتباكات بين الفلسطينيين والصهاينة، وقد يؤدي ذلك إلى انفجار الوضع في القدس المحتلة ثم في أجزاء أخرى من فلسطين؛ وخاصةً أن الفلسطينيين يحتفلون بذكرى معركة سيف القدس في 10 مايو.

وتابعت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، إن الجيش الإسرائيلي يتمركز حالياً في المراكز الثلاثة الرئيسية في القدس، وهي حي الشيخ جراح وباب العمود والمسجد الأقصى، وتحديداً ساحة باب العمود لا يزال مصدرًا محتملًا للصراع، وتتواصل الأعمال الاستفزازية لشرطة الکيان الصهيوني ضد الفلسطينيين هناك. وقد يكون هذا هو الدافع لاشتعال الأوضاع، وكذلك حدوث تطورات جديدة في القدس المحتلة، في أعقاب العمليات الاستشهادية الفلسطينية الأخيرة.

وأكدت صحيفة “هآرتس” الصهيونية أنه بعد القدس انصب تركيز الجيش الإسرائيلي على منطقتي “النقب” و “اللد” في الأراضي المحتلة عام 1948. لأن هاتين المنطقتين تشكلان أيضًا تهديدًا كبيرًا من حيث تفجير الأوضاع؛ وخاصةً بالنظر إلى اقتراب “يوم الأرض” وإحياء ذكرى الشهداء الفلسطينيين الذين استشهدوا في معركة سيف القدس في أيار من العام الماضي.

من ناحية أخرى، فيما يواصل الكيان الصهيوني عدوانه على الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، تعرب دوائر الكيان عن قلقها من أن يؤدي هذا العدوان المستمر إلى بدء جولة جديدة من التوترات في قطاع غزة.

وفي هذا الصدد، قال مسؤول صهيوني كبير، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت يخشى بشدة تصعيد الأوضاع في قطاع غزة.

وأكد المسؤول الصهيوني الذي لم يذكر اسمه وهو مقرب من نفتالي بينيت، أنه في بعض الأحيان لا يمكن تجنب حرب جديدة، لكنها لا ينبغي أن تكون نتيجة استفزازات سياسية.

من جهة أخرى، حذرت عدة مجموعات وشخصيات فلسطينية خلال الأسبوعين الماضيين من تصاعد عدوان الکيان الصهيوني على حي الشيخ جراح وسكانه والتآمر لتهويد القدس، مؤكدين أن الکيان الإسرائيلي يلعب بالنار.

وفي هذا الصدد، أكد “خالد أبو عرفة” وزير القدس السابق أن “کيان الاحتلال زاد من عدوانه وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني وأرضنا ومقدساتنا في جميع أنحاء فلسطين التاريخية. وخاصةً أن هذه الجرائم تستمر ضد الأسرى والفلسطينيين الذين يعيشون في القدس المحتلة بشكل مكثف. والکيان الصهيوني يستغل انشغال العالم بالحرب الروسية الأوكرانية لتكثيف عدوانه ضد الفلسطينيين”.

وأضاف إن کيان الاحتلال يستغل الأوضاع الداخلية في فلسطين والأزمات الإقليمية والدولية لتهويد القدس المحتلة، وتكثيف أعماله الإجرامية بحق الفلسطينيين.

کما حذَّر وزير القدس الأسبق من مغبة استمرار عدوان الکيان الصهيوني على الأسرى والشعب الفلسطيني، خاصةً في حي الشيخ جراح بالقدس.

وفي إشارة إلى اقتراب الذكرى السنوية لمعركة سيف القدس، أکد أنه “يجب على المحتلين أن يتذكروا الحرائق التي اندلعت قبل عام في جميع أنحاء الأراضي المحتلة. إن الشعب الفلسطيني وفي مقدمته أهل القدس مستعدون لتقديم التضحيات دون أي تردد، للدفاع عن مقدساتهم وأرضهم وحقوقهم وهويتهم”.

* المصدر : الوقت التحليلي