20 دولة أوروبية لم تنضم إلى “الناتو” فهل سيتغير موقفها؟
السياسية – تحليلات :
أصبحت عضوية حلف “الناتو” فجأة تحت دائرة الضوء بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا ورفض الرئيس فلاديمير بوتين سعي كييف للانضمام إلى الحلف الغربي على اعتبار أنه يهدد أمن بلاده. لكن عدم انضمام 18 دولة أوروبية أخرى بخلاف روسيا وأوكرانيا لحلف “الناتو” يثير مخاوف غربية من أن بوتين قد يتطلع إلى ما وراء أوكرانيا ويستهدف أعضاء آخرين من خارج الحلف، مثل مولدوفا وجورجيا وحتى فنلندا والسويد. فما هذه الدول، وما أسباب عدم انضمامها إلى الحلف، ولماذا يسارع بعضها الآن للانضمام إلى “الناتو” بأسرع وقت ممكن؟
ما “الناتو”؟
يرمز الناتو إلى منظمة حلف شمال الأطلسي، والغرض المعلن عنه هو ضمان حرية أعضائه وأمنهم من خلال الوسائل السياسية والعسكرية، كما يهدف إلى تمكين الأعضاء من التشاور والتعاون بشأن القضايا المتعلقة بالدفاع والأمن لحل المشاكل، وبناء الثقة ومنع الصراع. وفيما يتعلق بالعمل العسكري، يقول “الناتو”، إنه ملتزم بالحل السلمي للنزاعات، لكن إذا فشلت الجهود الدبلوماسية، فإن لديها القوة العسكرية للقيام بعمليات إدارة الأزمات. ويستخدم الحلف مبدأ الدفاع الجماعي بموجب المادة 5 من المعاهدة، وهذا يعني أن الهجوم على أحد أعضاء الناتو يعتبر هجوماً على الجميع.
يتكون “الناتو” من 30 دولة الآن ومقره العاصمة البلجيكية بروكسل، لكنه عندما تأسس عام 1949 كان يشمل 12 دولة فقط، هي “الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، وبلجيكا، والدنمارك، وفرنسا، وأيسلندا، وإيطاليا، ولوكسمبورغ، وهولندا، والنرويج، والبرتغال”، وفي عام 1952 انضمت اليونان، وتركيا، وفي عام 1955 انضمت ألمانيا الغربية إلى الحلف، وبعدها إسبانيا عام 1982 ليصبح عدد المنضمين للحلف 16 دولة.
ولكن بعد تفكك الاتحاد السوفياتي وانهيار حلف “وارسو”، بدأت دول شرق أوروبا التي كانت جزءاً من الحلف الشيوعي السابق في الانضمام لـ”الناتو”، إذ انضمت “بولندا، والمجر، والتشيك” عام 1999، كذلك “رومانيا، وسلوفينيا، وسلوفاكيا، وبلغاريا” عام 2004، وهو العام نفسه الذي شهد انضمام دول البلطيق الثلاث التي احتلها الاتحاد السوفياتي في نهاية الحرب العالمية الثانية، وهي “لاتفيا وليتوانيا وإستونيا” إلى “الناتو”، ثم انضمت ألبانيا وكرواتيا عام 2009، وجمهورية الجبل الأسود (مونتينيغرو) عام 2017، وكانت جمهورية شمال مقدونيا هي الدولة الثلاثين والأخيرة التي تنضم لـ”الناتو” عام 2020.
كيف تنضم الدول إلى “الناتو”؟
يلتزم “الناتو” بسياسة الباب المفتوح أي أن عضويته مفتوحة أمام أي دولة أوروبية أخرى في وضع يمكنها من تعزيز مبادئ معاهدتها والمساهمة في أمن منطقة شمال الأطلسي. لكن يجب على الدول التي ترغب في الانضمام إليه اتباع خطة عمل خاصة بالعضوية، وهي عملية تتضمن تحديد السياسات الأمنية والسياسية للدولة، لكنها مهمة يمكن أن تستغرق وقتاً طويلاً، حيث استغرقت دولة شمال مقدونيا على سبيل المثال 20 عاماً لاستكمال خطة عمل العضوية قبل انضوائها في “الناتو” عام 2020.
لماذا لا تريد روسيا انضمام أوكرانيا إلى “الناتو”؟
تقدمت أوكرانيا بطلب لتصبح عضواً في “الناتو”، لكن لم يتم قبولها رسمياً بعد بسبب خشية بعض دول “الناتو”، وبخاصة الولايات المتحدة من أن تستفز هذه العضوية روسيا. فقد عارض بوتين بشدة اندماج أوكرانيا في التحالف الغربي، معتبراً ذلك تهديداً لحدود روسيا. ويعتقد كثير من المراقبين أن قرب أوكرانيا المتزايد من الغرب هو أحد الأسباب الرئيسة لغزو أوكرانيا، لكن عدم عضوية أوكرانيا السبب وراء عدم إرسال الولايات المتحدة وأعضاء “الناتو” الآخرين، قوات مباشرة إلى البلاد لمحاربة القوات الروسية، أو فرض منطقة حظر طيران كما طالب الرئيس الأوكراني، أخيراً، لأن هذا قد يؤدي إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة.
غير أن بوتين تحدث في خطاب متلفز غاضب في فبراير (شباط) الماضي، عن أن أوكرانيا جزء لا يتجزأ من تاريخ وثقافة روسيا وقيمها الروحية، وأنها لم تكن أبداً بلداً مستقلاً بذاته، وهو ما يشي بأسباب أخرى تتعلق باستعادة أمجاد الاتحاد السوفياتي أو “روسيا القيصرية”.
هل تهاجم روسيا دولاً أخرى؟
بينما ينخرط أكثر من 150 ألف جندي روسي في غزو أوكرانيا الآن ويواجهون بمقاومة شديدة، لم تعلن موسكو عن أي نية للتقدم خارج أوكرانيا، لكنها قالت في وقت سابق أيضاً، إنها لن تغزو أوكرانيا، وهو ما جعل كارين فون هيبل، المستشارة السابقة في وزارة الخارجية الأميركية، تخشى أن يستهدف الرئيس بوتين دولاً غير أعضاء في “الناتو” داخل أوروبا الشرقية، مثل مولدوفا وجورجيا، محذرة من أنه إذا بدأ “الزعيم الروسي في توسيع إمبراطوريته ببطء، فستكون هناك أماكن عدة أخرى في الناتو ستتعرض لضغوط شديدة، خصوصاً أنه من غير الواضح في هذه المرحلة ما إذا كان أي شخص يمكنه إقناع بوتين بفعل أي شيء آخر غير ما يريد فعله”.
وعبر محللون دفاعيون عن خشيتهم من أن رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو كشف عن خطط روسية لغزو مولدوفا، بعدما أظهرت خطط عسكرية لهجوم أوكرانيا، طريقاً محتملاً إلى مولدوفا من مدينة أوديسا الأوكرانية، عبر سهم أحمر كبير، فضلاً عن تظليل حول حدود مولدوفا، قد يشير إلى وجود خطط لاحتلال هذا البلد.
وإذا قامت روسيا بغزو مولدوفا أو جورجيا، البلدين غير العضوين في “الناتو”، فمن المرجح أن يكون الوضع مشابهاً للوضع في أوكرانيا، حيث تكتفي قوات “الناتو” بدعم مولدوفا أو جورجيا عبر إرسال المساعدات العسكرية وغير العسكرية، ولكن من دون الاشتراك في معركة وجهاً لوجه ضد روسيا.
ما الدول الأوروبية غير الأعضاء في “الناتو”؟
إضافة إلى روسيا وأوكرانيا توجد 18 دولة أوروبية أخرى ليست عضواً في حلف “الناتو”، وهي “إيرلندا، والنمسا، وفنلندا، والسويد، وسويسرا، وأرمينيا، وأذربيجان، والبوسنة والهرسك، وكوسوفو، وقبرص، وصربيا، ومالطا، وموناكو، وبيلاروس، ومولدوفا، وجورجيا، وأندورا، وسان مارينو”.
دول محايدة
لكن أسباب عدم انضمام هذه الدول لحلف “الناتو” تختلف من دولة لأخرى، فهناك مجموعة من الدول الأوروبية التي تعلن حيادها التام منذ أمد طويل مثل إيرلندا، التي يواصل الرأي العام فيها تفضيل سياسة عدم الانحياز في النزاعات المسلحة، ولا يوجد حالياً أي منظمة سياسية تدعم انضمام دبلن على الرغم من أن إيرلندا جزء من برنامج الشراكة من أجل السلام التابع للحلف ومجلس الشراكة الأوروبية الأطلسية، ويعني هذا أنه إذا غزت روسيا دولة في “الناتو”، فلن تكون إيرلندا مضطرة لخوض الحرب.
كما تلتزم النمسا الحياد بموجب معاهدة اتفاق عام 1955 لانسحاب القوى المحتلة الأربع التي حكمت البلاد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فقد كانت الاتفاقية هي الثمن الذي فرضه الاتحاد السوفياتي السابق. ولهذا يحظر دستور النمسا الدخول في تحالفات عسكرية وإنشاء قواعد عسكرية أجنبية على الأراضي النمساوية. وخلال الحرب الباردة، كانت البلاد جسراً بين الشرق والغرب، وأصبحت فيينا المدينة الثالثة للأمم المتحدة كموقع للعديد من الهيئات الدولية، ولكن في المشهد الجيوسياسي الجديد، انضمت النمسا إلى الاتحاد الأوروبي عام 1995، كما التحقت في شراكة “الناتو” من أجل السلام.
وينطبق مبدأ الحياد وبشكل أوضح على سويسرا المعروفة بالتزامها القانوني بالحياد، والذي ينبع من وضعها كدولة محايدة دائمة، بعدم المشاركة عسكرياً في نزاع مسلح بين الدول وعدم دعم طرف في نزاع بالسلاح، خصوصاً أنها ليست دولة عضواً في الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أيضاً.
ولا تسمح جمهورية مولدوفا بنشر قوات مسلحة لدول أخرى على أراضيها. وبما أن حياد مولدوفا مكرس في دستورها، فإن البلد ليس لديه أي خطط للانضمام إلى “الناتو” أو منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا.
دول تغير حيادها
وعلى الرغم من أن فنلندا والسويد كانتا تلتزمان الحياد طوال خلال العقود الماضية عقب الحرب العالمية الثانية، فإن التوترات الأخيرة وحرب أوكرانيا دفعت إلى تحول تاريخي يجري الآن في فنلندا، التي تعرضت للتهديد من روسيا لاتخاذها خطوات نحو الانضمام إلى “الناتو”. فللمرة الأولى، يرغب معظم الفنلنديين في الانضمام إلى “الناتو”، كما أصبح السويديون أكثر تفضيلاً للعضوية أيضاً خصوصاً بعد استفزازات عسكرية روسية فوق جزيرة غوتلاند السويدية في بحر البلطيق. وقد يؤدي هذا إلى تحول كبير في السياسة الخارجية لدول الشمال الأوروبي غير المنحازة عسكرياً.
وقد بدا واضحاً أن تهديدات موسكو بأن الانضمام إلى حلف “الناتو” سيؤدي إلى عواقب عسكرية وسياسية على فنلندا والسويد، كان لها تأثير معاكس على الجمهور، فبدلاً من الاختباء في الخنادق، يلجأ الفنلنديون والسويديون إلى الحلف من أجل الأمن، إذ أكدت كل من فنلندا والسويد مراراً حقهما السيادي في اختيار استراتيجية الأمن القومي الخاصة بهما.
وبالنسبة لفنلندا، ظل التاريخ حاضراً بشكل دائم بسبب الحدود المشتركة مع روسيا التي يبلغ طولها 833 ميلاً، والتي جعلت فنلندا تعلم أنه لا يمكنها أبداً اعتبار سيادتها أمراً مضموناً، إذ لا تقتصر الذكريات التاريخية لفنلندا على استرضاء رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين واتفاقية ميونيخ التي تركت تشيكوسلوفاكيا في أيدي ألمانيا النازية، بل تعود إلى المطالب السوفياتية على أراضي فنلندا ومرافئها عام 1939، والتي تبعها غزو روسي للبلاد في نوفمبر (تشرين الثاني) من ذلك العام، ولهذا تبدو فنلندا وكأنها تعلمت من دروس الماضي.
لكن السويد التي تمتعت بسياسة عدم الانحياز لأكثر من 200 عام، تغير فيها الاتجاه نسبياً على الرغم من أن الحكومة الديمقراطية الاجتماعية لا تريد تغيير السياسة الأمنية بشكل جذري، لا سيما في بيئة متقلبة، ومع ذلك يعد الانضمام إلى “الناتو” موضوعاً مثيراً للانقسام، إذ لا تريد الحكومة الإشارة إلى هذا الخيار في عقيدة الأمن القومي للبلاد، على الرغم من مطالبة غالبية أعضاء البرلمان بذلك منذ ديسمبر (كانون الأول) 2020. ومع اقتراب موعد الانتخابات الوطنية في سبتمبر (أيلول) المقبل، من المرجح أن يسود الاستقطاب بين القوى السياسية في البلاد حول مسألة “الناتو”.
دول تفضل “الناتو”… ولكن
تعد كوسوفو أحدث دولة في أوروبا، فقد تشكلت من حربها مع صربيا عام 2008، وهي ترى “الناتو” أساسياً في الحفاظ على السلام هناك، ما يعني أن كوسوفو والحلف يتشاركان في علاقة فريدة على الرغم من أنها ليست عضواً في الحلف، لكنها قدمت مبادرات للانضمام إلى “الناتو” بما في ذلك طلب قدمته في فبراير الماضي لإنشاء قاعدة عسكرية أميركية في البلاد.
أما جورجيا التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفياتي السابق، فقد دعتها الولايات المتحدة وبولندا خلال قمة “الناتو” في بوخارست، للانضمام إلى خطة عمل العضوية، لكن التحالف قرر عدم عرض خطة عمل العضوية على جورجيا بسبب معارضة دول عدة بقيادة ألمانيا وفرنسا خشية أن يثير القرار غضب روسيا.
وبالنسبة للبوسنة والهرسك، ظهرت عراقيل عدة أمام انضمامها لـ”الناتو” على الرغم من رغبتها في ذلك كهدف استراتيجي معلن، لكن صرب البوسنة، بقيادة ميلوراد دوديك الموالي لروسيا والذي يترأس حالياً الرئاسة الثلاثية للبلاد، يريدون أن تظل البوسنة محايدة وتبقى خارج التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة. كما أوضحت روسيا أنها لا تدعم عضوية “الناتو” للبوسنة والهرسك، وهددت بأنها سترد إذا اتخذت البوسنة خطوات نحو الانضمام إلى الحلف، لأن موسكو ستعتبر ذلك عملاً عدائياً.
وتبدو قبرص في وضع صعب، فعلى الرغم من إعلان رغبتها الانضمام إلى “الناتو”، فإن الشطر الشمالي من البلاد يخضع لسيطرة القبارصة الأتراك الذين تدعمهم تركيا، ومن غير المرجح أن تسمح تركيا، بصفتها عضواً في “الناتو”، بانضمام قبرص من دون حل للمأزق.
دول حليفة لروسيا
وتتمتع بعض الدول الأوروبية بعلاقات ثقافية واقتصادية وثيقة مع روسيا، وهو ما يبقيها عادة خارج “الناتو”، ومن بين هذه الأمثلة دول مثل أرمينيا وبيلاروس اللتين تتمتعان بعضوية في منظمة معاهدة الأمن الجماعي تحت رعاية روسيا. ومن غير المرجح أن تنضم أرمينيا إلى “الناتو” لأن سياساتها غالباً ما تجعلها أقرب إلى روسيا، أما أذربيجان فقد تعاونت مع “الناتو” ولكنها لم تطلب العضوية أبداً بسبب روابطها مع روسيا، وكونها عضواً في حركة عدم الانحياز.
أما صربيا، فبعد الإطاحة بالرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش، أرادت تحسين علاقاتها مع “الناتو”، على الرغم من أن العضوية المستقبلية في التحالف العسكري كانت مثيرة للجدل إلى حد كبير، لأنه لا يزال هناك استياء بين الأحزاب السياسية والمجتمع بسبب قصف “الناتو” ليوغوسلافيا في عام 1999، غير أن صربيا ابتعدت منذ سنوات عدة عن الغرب و”الناتو” وتوسع علاقاتها السياسية والاقتصادية والأمنية مع روسيا والصين، وزادت بشكل كبير من وارداتها من الأسلحة الثقيلة من روسيا.
هل تنضم روسيا لـ”الناتو”؟
تحد روسيا خمس دول من “الناتو” حالياً هي “لاتفيا، وإستونيا، وليتوانيا، وبولندا، والنرويج”، ما يجعل الكرملين متحفزاً للحلف الذي يتبع سياسة الباب المفتوح، ويعطي الحرية للدول غير الأعضاء في الانضمام إذا استوفت معايير الحلف وتمت الموافقة على تقديمها من قبل بقية الدول الأعضاء. وعلى الرغم من تعاون روسيا وحلف “الناتو” في العديد من القضايا مثل مكافحة الإرهاب، والتنسيق الثنائي في مجالات تتعلق بأمن أوروبا خلال العقدين الماضيين، بل وطرح فكرة انضمام روسيا إلى الحلف لدى بعض السياسيين والمفكرين، فإن الكرملين قاوم دائماً فرصة الانضمام وتدهورت العلاقات بينهما بعد ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014.
غير أن بعض المراقبين ينسبون هذا الرفض إلى عوامل عدة أبرزها أن عضوية “الناتو” تتطلب أن تكون لأعضائه سيطرة مدنية وديمقراطية على قواتهم المسلحة، وأن يخضع القادة العسكريون للمحاسبة المدنية ولرقابة المجلس التشريعي، وأن تكون الميزانية العسكرية شفافة، وهو ما لا يتوافر في روسيا.
ويتعلق السبب الثاني بالقوى المحافظة والقومية التي تهيمن على مؤسسة الدفاع والأمن في موسكو، والتي تنظر إلى حلف “الناتو” على أنه تحالف مناهض لروسيا بطبيعته، ويعمل على تقليص نفوذ موسكو في ساحة الأمن العالمي، بما يتعارض مع طموحات روسيا العالمية. والأهم من ذلك، أن عضوية روسيا في الناتو ستعني نهاية حلم روسيا باستعادة وضعها كقوة عظمى سابقة، كما تعني عضوية “الناتو”، نهاية منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي عملت روسيا بجد على إنشائها منذ عام 2002 للتنافس مع “الناتو” في الأساس.
وعلاوة على ذلك فإن العامل الصيني يلعب دوراً مهماً، فإذا أصبحت روسيا يوماً ما عضواً في “الناتو”، فإن أراضي الحلف ستمتد إلى الصين، التي تمتد حدودها على مسافة 4000 كيلومتر مع روسيا، وسيؤدي هذا إلى زعزعة التوازن الأمني العالمي الثلاثي الأقطاب بين “الناتو” وروسيا والصين، وسيجعل الصين التي تعتقد نظريات المؤامرة، تظن أن روسيا و”الناتو” يتعاونان من أجل احتواء أو إضعاف الصين.
المادة الصحفية : تم نقلها حرفيا من موقع الاندبندنت