محاولة فاشلة لـ«التعويض» في حرض: فرار سعودي – سوداني تحت نيران الجيش و«اللجان»
السياسية- متابعات:
رشيد الحداد
«محاولة فاشلة»، هو أقلّ ما يمكن أن يُطلق على الخطوة السعودية الأخيرة، الهادفة لاستعادة جزء من المكاسب التي جرت خسارتها، في الأسابيع الماضية. وأمام الالتفاف الناجح الذي نفّذه الجيش و«اللجان» عليها، وشنّ عملية هجومية قاسية، اضطرّت هذه القوات، وتلك المساندة لها، إلى مغادرة مواقعها والفرار تحت ضغط النار
أحبط الجيش اليمني و«اللجان الشعبية»، خلال الساعات الـ48 الماضية، محاولةً سعودية لاستعادة جزء من المكاسب المفقودة، خلال الأسابيع الماضية، في محيط مدينة حرض الحدودية. مصادر محلية هناك أكّدت لـ«الأخبار» أنّ معارك عنيفة دارت بين الجيش و«اللجان» وقوات سعودية، مسنودة بقوات سودانية، وأخرى موالية للرئيس المنتهية ولايته، الفار عبد ربه منصور هادي، منذ فجر الأربعاء في المناطق الفاصلة بين محافظة حجة شمال غرب اليمن، والحدود الجنوبية للسعودية، وامتدت من محيط مدينة حرض وحتى ميدي القريبة من حرض، وصولاً إلى مناطق تابعة لمديرية عبس في المحافظة نفسها.
ووفقاً للمصادر، فإنّ القوات السعودية والسودانية حاولت التقدّم تحت غطاء جوي كثيف، من مواقعها المتواجدة بالقرب من سلسلة «جبال النار» باتجاه مناطق سيطرة الجيش و«اللجان» شمال شرق مديرية حرض لاستعادتها، بعدما كانت قد خسرتها، الشهر الماضي. وأشارت المصادر إلى تنفيذ الجيش و«اللجان» عملية استدراج مميتة للقوات المعادية، جنّبتها غارات الطيران السعودي، وأتاحت لها هامشاً واسعاً للإجهاز على تلك القوات، لتوقع في صفوفها أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى.
كذلك، أكّدت المصادر نفسها أنّ قوات الجيش و«اللجان»، تقدّمت من جبل القفل شمالي حرض، وتمكّنت من تنفيذ التفاف ناجح على القوات السعودية، لتشنّ عملية هجومية قاسية دفعت القوات السعودية والقوات المساندة لها، إلى مغادرة مواقعها والفرار تحت ضغط النار باتجاه صحراء البقع و«جبل النار» داخل الحدود السعودية، بعد تعرّضها لخسائر فادحة، بلغت 12 قتيلاً و17 جريحاً، وتدمير عدد من المدرّعات. وخلال المواجهات، شنّ طيران «التحالف» أكثر من 30 غارة جوية على مناطق التماس، خلال أقل من 24 ساعة، محاولاً دعم قواته المنهارة.
وفي هذا الإطار، هاجم الجيش و«اللجان» مواقع قواتٍ تابعة لتحالف العدوان في مناطق ضمن مديرية عبس، كما نفّذت عملية إغارة موازية طاردت فيها القوات المعادية الفارّة من محيط مدينة حرض باتجاه المعسكرات السعودية في نجران. وفي ميدي، تعرّض معسكر خاص بالقوات السودانية لهجوم صاروخي من قبل الجيش و«اللجان»، مساء الأربعاء، أدّى إلى سقوط ما بين 60 قتيلاً وجريحاً، وفقاً لمصادر عسكرية.
ويأتي ذلك، بعد ساعات من تصدّي الجيش و«اللجان» لزحف نفّذته قوات «اللواء 161» التابع لحكومة هادي في سلسلة جبال «القذاميل»، الواقعة بين محافظتَي الجوف وصعدة، والتي تجدّدت المواجهات فيها، خلال اليومين الماضيين. وقالت مصادر عسكرية موالية لحكومة هادي، إنّ «اللواء 161» تقدّم باتجاه سلسلة جبال «القذاميل» غربي محافظة الجوف باتجاه صعدة، وبسبب غياب الإسناد الجوي تراجع باتجاه صحراء البقع ومدينة نجران في الحدود مع السعودية، بعد تعرّضه لخسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وجاء التصعيد الجديد في الشريط الحدودي الواقع بين محافظتَي صعدة والجوف، بعد أيام من تمكّن الجيش و«اللجان» من السيطرة على آخر معسكرات تحالف العدوان في محافظة الجوف، واقترابها من حدود مدينة نجران بحوالى 20 كلم. وأكدت مصادر محلية قيام الجيش و«اللجان»، أواخر الأسبوع الماضي، بشنّ عملية عسكرية مفاجئة واسعة، من عدة محاور على معسكرات تحالف العدوان في محافظة الجوف. وقالت إنّ العملية انتهت بسيطرة قوات صنعاء على قرون ومعسكر العناب في محور اليتمة شمال شرق مديرية خب والشعف الواقعة على الحدود الشمالية الشرقية لليمن مع السعودية شرقي نجران. ووصفت المصادر سقوط ما تبقّى من شريط حدودي قبالة نجران، بـ«الضربة القاسية للجانب السعودي الذي فشل في وقف تقدم قوات صنعاء رغم شنّه عشرات الغارات الجوية».
وجراء تساقط معسكرات مدعومة من تحالف العدوان السعودي الإماراتي في الشريط الحدودي مع المملكة، أنهت قيادة القوات المشتركة في نجران، الأسبوع الماضي، خدمات الميليشيات الموالية لها والمنتشرة على الحدود مع محافظة الجوف. ووفقاً لمصادر قبلية، فقد أمرت قيادة القوات السعودية في نجران بإخلاء معسكر اللواء الأول لحرس الحدود التابع لهادي الواقع شمال شرق صحراء اليتمة في الشريط الحدودي مع نجران، وسرّحت المئات من عناصره، كما أغلقت آخر معسكرات الميليشيات التابعة لها على الأراضي السعودية.
وتزامن هذا التوجّة مع ترتيبات سعودية جديدة لتصعيدٍ عسكري مضاد في الشريط الحدودي بين الجوف ونجران، على إثر الانتكاسات العسكرية للقوات المدعومة من الرياض، وسقوط مناطق استراتيجية في الشريط الحدودي مع نجران تحت سيطرة الجيش و«اللجان». وأكّدت مصادر قبلية لـ«الأخبار»، أنّ الجانب السعودي يرغب في جعل اليتمة «منطقة خالية من السكان»، كما أفاد بأنّ قائد القوات السعودية مطلع الأزميغ، طلب بشكل رسمي من سكان المدينة إخلاءها ومغادرة منازلهم ومزارعهم. واعتبر المصدر التحذيرات السعودية هذه، «انتقاماً مكشوفاً من قبائل اليتمة وأبنائها المدنيين».
- المصدر: “الاخبار” اللبنانية
- المادة الصحفية تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع