مياده العواضي

الزواج سنة من سنن الله على الأرض ويحق لكل شخص لديه القدرة عليه باختيار شريك حياته الذي يكمل معه حياته ويشاركه تفاصيلها.

ويُعتبر زواج المعاقين من القضايا المهمة في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وحقهم في الحياة الكريمة وتكوين أسرة وإنجاب الأطفال، وعلي الرغم من ذلك تم تجاهلها إعلامياً وبحثياً ومجتمعياً.

هل يحق لأي شخص رفض زواج شخص فقط لمجرد أنه من ذوي الإعاقة ؟وهل الحق في هذا الزواج مصان من قبل المجتمع؟

لدى الأشخاص ذوي الإعاقة الحق كغيرهم بتكوين أسرة ملؤها المودة والاستقرار طالما قادرين على تحمل أعباءها ،لا يجوز كمجتمع أن نحكم عليهم بالفشل لمجرد قصور في إحدى القدرات الجسمية أو الحسية أو العقلية أو التواصلية أو التعليمية أو النفسية .

وهناك قصص نجاح كثيرة لأشخاص يكون أحدهم من ذوي الإعاقة ، استطاعوا بالتفاهم ان يصنعوا لهم حياة زوجية تملوها السعادة وذلك فقط لأن أحدهم تقبل الآخر.

وقد يشكك الكثير في قدرة المعاق على تكوين أسرة أمنة ومستقرة ،وتلك نظرة قاصرة أثبتت عدة تجارب فشلها ولكنها نجحت بالتوافق بين الشريكين والقدرة علي التغلب علي المشكلات التي تواجههم في حياتهم.

وينصح العديد من علماء النفس بمصارحة الطرف الآخر على حالة ووضع الشخص المعاق وقدراته المختلفة .

في معظم الأحيان ، تكمن المشكلة في أن يجد المعاق نفسه محبطاً من رفض أهله لزواجه من غير ذوي الإعاقة و الذين دائما ما يرون ان هذا الزواج فاشل ، وبالتالي لا تخرج بتفكيرها ونظرتها لأبنها أو ابنتها المعاقة عن دائرة المجتمع الذي يرفض هذا الزواج.

يشكل الأشخاص من ذوي الإعاقة ما يعادل 15 في المئة من إجمالي عدد السكان وهذا يجعل التعامل مع قضاياهم يجب ان يكون أكثر جدية لما لهم من تأثير .

هناك حاجة لتغيير النظرة السائدة والمفاهيم الخاطئة التي تخص قدرتهم على الزواج وتكوين أسر قادرة ومعتمدة على نفسها كما يقول ذوي الإعاقة، وانهم كغيرهم يحق لهم أن تكون لهم حياة زوجية وهذا ما نصت عليه الاتفاقية الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة المادة 23 التي نادت باحترام البيت والأسرة وحقهم بالزواج وتأسيس عائله.

وتكمن أهمية زواج ذوي الإعاقة في:
– الحفاظ على النوع البشري.
– المحافظة على المجتمع من كثرة الحالات النفسية والاضطرابات .
– تأمين الغرائز البشرية.

ويلخص العديد من الاختصاصين الصعوبات التي تواجه المعاق عندما يريد الزواج بشخص غير معاق، في التالي:

– الصعوبات المالية التي تواجه المعاق وايجاد فرص عمل ملائمة .
– صعوبة ان يجد المعاق من تتقبل الزواج منه .
– نظرة المجتمع القاصرة لزواج ذوي الإعاقة والذي له انعكاسات سلبية على نفسيه المعاق.
– عدم التكيف، أو القدرة على تكيف الزوج أو الزوجة، بالحياة مع المعاق.
– إنجاب الأطفال وتربيتهم وما يرتبط بذلك من أمراض يمكن أن تنتقل عن طريق الوراثة.
– أفضلية زواج الفرد المعاق من أخرى لا تعاني من أي إعاقة أم يتزوج من أخرى تعاني من نفس الإعاقة وبالعكس.

وقد أكدت الأديان السماوية علي حق ذوي الإعاقة في تكوين أسرة وإنجاب الأطفال ،فهو في الشريعة الإسلامية له حقوق وواجبات ولا تزيد واجباته عن قدراته .