تصاعد عمليات المقاومة رداً على جرائم الكيان المحتل بحق أبناء فلسطين وثأرً للشهداء
السياسية – تقرير: مرزاح العسل
رداً على جرائم كيان الاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنه بحق أبناء الشعب الفلسطيني وثأرً لشهداء المقاومة الأبطال.. تصاعدت وتيرة عمليات المقاومة المُسلحة في مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما بدا واضحاً خلال الأيام الحالية.
ففي أحدث العمليات البطولية أطلق مقاومون فلسطينيون، الليلة الماضية، النار تجاه حاجز عطارة العسكري شمال غرب رام الله والبيرة بالضفة المحتلة.. فيما أطلق مقاومون آخرون، عصر أمس، النار صوب قوات الاحتلال القريبة من جدار الفصل العنصري غرب مدينة جنين.
ويستهدف المقاومون بشكل يومي حواجز الاحتلال العسكرية، رداً على العدوان والانتهاكات المتواصلة بحق المواطنين، واستشهاد الشبان.
وشهدت عمليات إطلاق النار خلال الساعات والأيام الماضية، ارتفاعاً كبيراً، رداً على اعتداءات الاحتلال وقطعان مستوطنيه ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده وخاصة في مدن الضفة الغربية المحتلة.
وتسعى كتيبة جنين لإلحاق الخسائر تلو الخسائر بصفوف جنود الاحتلال “الإسرائيلي”، رداُ على الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال في كل مدن الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وذلك تزامناً مع تهديد العائلات الفلسطينية بالطرد من حي الشيخ جراح، وارتفاع وتيرة الاستيطان بالضفة، واغتيال المقاومين في وضح النهار.
وتؤكد قوى وفصائل المقاومة الفلسطينية، على استمرار الجهاد، والمقاومة بقتال العدو الصهيوني في كل الساحات من أجل حماية الشعب الفلسطيني من جبروت الاحتلال الذي يمارس أبشع الجرائم ضد المدنيين العزل.
وشدّدت فصائل المقاومة الفلسطينية، في البيان الختامي لمؤتمر “المقاومة طريق التحرير في مدينة غزة”، خلال هذا الأسبوع على أن وحدة الشعب الفلسطيني ضد العدو يدل وعي الفلسطينيين، ورفضهم لكل محاولات تمزيقهم.
وجدّد البيان، على تأكيد رفضها محاولات التطبيع، وعقد التحالفات العسكرية مع العدو، واعتبرت ذلك “انحرافًا خطيرًا”.. وقالت فصائل المقاومة: إن” القدس ستبقى عربية إسلامية، ولا مكان فيها للمحتلين الصهاينة مهما ارتكبوا فيها من اعتداءات”.
هذا ويمتلك مخيم جنين تاريخاً طويلاً من المواجهات مع جيش الاحتلال التي بلغت ذروتها في عام 2002 خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وهو ما كبد الاحتلال خسائر كبيرة على الرغم من ضيق مساحته، إلا أن جيش الاحتلال يلقى مقاومة شرسة كلما حاول اقتحامه أو محاصرته.
وكانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، قد أكدت أمس، أن دم الشهداء في جنين والخليل بالضفة المحتلة، سيزهر نصراً لكل فلسطين.. وشددت على استمرار مسيرة الدم والشهادة من جنين إلى الخليل، والتي ستبقى جذوة مشتعلة على الغاضبين الصهاينة.
كما أكدت، أن المقاومة المسلحة هي الخيار الوحيد للرد على انتهاك الحرمات والاعتداءات المتكررة.. داعيةً الكل الفلسطيني للتوحد خلف خيار المقاومة، والرد بقوة على هذه الانتهاكات وتصعيد العمل المقاوم.
وشدد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة “أبو طارق” على أن المقاومة لم تكن يوما أقوى وأصلب من يومنا هذا وهي تمضي إلى أهدافها بكل قوة واقتدار، وأنها الخيار الحقيقي للأمة في مواجهة العدو والإرادة الحية ُتزيل أكبر التحديات والعقبات.
وجدد القائد النخالة تأكيده على وحدة المقاومة في كل المنطقة في مواجهة المشروع الصهيونية حتى هزيمته، قائلاً: “حقنا التاريخي في فلسطين من النهر للبحر”.. ممضيفاً: إن القدس ستبقى في قلوبنا ومحط رحالنا، وسندخلها فاتحين ونسقط راياتهم وأحلامهم وأوهامهم.
كما أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في طولكرم الشيخ نظير نصار، الليلة الماضية، أن مدينة جنين هي رأس الحربة، كما غزة في خاصرة المشروع الاستعماري “الإسرائيلي”.. مشددا على أن المقاومة ستبقى مشتعلة حتى زوال المحتل.
وقال نصار: “آن الأوان للسلطة أن تعود لحضن شعبها الدافئ والتوحد على خيار الوحدة والمقاومة”.
ووجه رسالة لحركة فتح قائلا: “أقول لأبناء حركة فتح أبناء أبا عمار وأبا جهاد وكل فصائل المقاومة لن تقوم لنا قائمة ولن نسترد كرامتنا ولن نسترد أقصانا وأسرانا إلا بمقاومة الاحتلال”.. مضيفاً: “أقول للشرفاء في الأجهزة الأمنية استشعروا أقوال قادتكم أبو عمار وأبو جهاد وأبو إياد وسعد صايل ورائد الكرمي”.
ووجه كلمة لكتيبة جنين قائلا: “كل التحية لكتيبة جنين وأُؤكد أن كرة اللهب ستحرق كل المتخاذلين والمتآمرين والمطبعين”.
بدوره أكد القيادي المحرر ماهر الأخرس تعقيباً على استشهاد عدد من المجاهدين في جنين، أن رسالة الشهداء هي أن “شعبنا سيبقى ثابتاً وسيموت واقفاً ولن يركع”.
وفي حديث خاص نشرته وكالة “فلسطين اليوم” يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن كيان الاحتلال يسعى للانتقام والاستفراد من الفلسطيني، أينما وجد، وكون جنين تشكل قلعة لمقاومة المحتل، فهو بكل تأكيد يحاول استهداف والاستفراد بالمدينة ومخيمها وأهلها، في محاولة منه للانتقام من مقاومتها التي كبدته خسائر فادحة من عشرات السنوات، وكذلك مع ارتفاع وتيرتها في الآونة الأخيرة، والتي تثير تخوفات وهلع وقلق العدو.
وقال الصواف: “إن الاحتلال يسعى للتخلص من كل الذين يحاولون ردعه ونفي مشروعه الإرهابي التمددي في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، فهو يحاول الاستفراد بأهل نابلس، وجنين، وبيت لحم، وهو لا يفرق بين محافظة وأخرى، ويُعادي ويقتل كل فلسطيني ويحاول طرده من أرضه والاستيلاء عليها، لهذا يسعى جاهدا لطرد أهالي الشيخ جراح، وضم تلك الأراضي لمستوطنيه.
وأضاف: “الاحتلال يدرك جيدا أن اشتداد وارتفاع وتيرة المقاومة في جنين، فإنها ستمتد إلى كل محافظات الضفة الغربية، والقدس وقطاع غزة، والداخل المحتل، وسيجد نفسه في ورطة لا يُحسد عليها، فهو يحرص على الانتقام لذاته وملاحقة المقاومة التي تؤرقه ليلا نهارا، ليستفرد بجميع أراضي الضفة دون أن يحرك أحدا ساكنا”.
وطالب، الفلسطينيين جميعا بعدم إعطاء الفرصة للاحتلال لكي يتشفى بالمقاومين ويغتالهم، لذلك علينا تشكيل درعا قويا لحمايتهم من غدر الاحتلال ومعاونيه، فهم أمل فلسطيني في تحرير أرضها من دنس الصهيونية.
وشدد على أنه “عندما يحمل المقاوم السلاح، عليه أن يعي جيدا أن لديه هدف يريد تحقيقه، وخاصة في ظل الأوضاع الأمنية التي تشهدها مدن الضفة بشكل عام، وجنين خاصة، وملاحقة الاحتلال وأجهزة أمن السلطة للمقاومين واعتقالهم، علينا نحن أن نشكل لهم حصنا منيعا، لتفادي اعتقالهم”.
وبحسب المؤشرات فإن الضفة الغربية على فوهة بركان، وإذا انفجرت في جنين، فإنها ستنفجر في نابلس والخليل، والقدس، فهذه شرارة ستولد شعلة كبيرة، وهو أمر يخشاه الاحتلال ومعاونيه”، وفق الصواف.
وتوقع الصواف، أن تشهد محافظات الضفة الغربية انتفاضة ليست شعبية فقط، بل يمكن أن تتطور إلى انتفاضة مسلحة بأشكل مختلفة.. داعيا الجميع لحماية ظهر المقاومة، والوقوف سدا منيعا للمقاومين في كل الأراضي الفلسطينية، وتقديم كل الدعم لهم، لكي يشعرون أن ظهورهم محمية من أبناء جلدتهم، فهو أمر يُشعرهم بالأمان”.
من جهته اتفق الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، مع رأي الصواف على أن الضفة تشهد حالة من الغليان بسبب التصعيد الصهيوني على جنين والمدن المحتلة، وقد تتجه لأكثر من مواجهات فردية، وربما تتصاعد وتيرها لمواجهة كبيرة.
وأشار إلى أن التغول الصهيوني على جنين ومخيمها ومواطنيها سيزيد من المقاومة ويرفع من وتيرتها، كون “الدم يطلب الدم”، وما يحصل في بيت لحم وجنين والضفة المحتلة، سيؤجج نار المواجهات والانتفاضة بالضفة، وسيقود إلى حالة من الغليان والانفجار.
ودعا المقاومين إلى أخذ أقصى درجات اليقظة والاستعداد الكامل لمواجهة المحتل ومساعديه، والمستعربين، وخاصة أنهم يسعون لاختراق صفوف المدنيين بلباس مدني، لمحاولة الوصول إلى المقاومين واغتيالهم.
بدوره اعتبر القيادي المحرر والأكاديمي بسام أبو عكر، أن “جنين ومخيمها عنوان للمقاومة والشرف والشهادة، تأبى إلا أن تكون في مقدمة السالكين، والعارجين إلى الله في يوم إسراء رسوله من البيت الحرام إلى المسجد الأقصى ومعراجه إلى السماء، في درب الشهادة الطويل والصعود نحو النصر والتحرير”.
وشدد أبو عكر في تصريحات صحفية، على أن جنين المقاومة ومخيمها البطل هي البوصلة واتجاهها، وهي لم تحرف البوصلة باتجاه الوطن ووجهة الصراع الحقيقية والمركزية.
وأشار إلى أن جنين صوبت البوصلة نحو وجهتها الحقيقية، بعد أن حاول الاحتلال وبالتنسيق مع أعوانه أن يجعلوا الفلسطيني يقتل أخيه الفلسطيني ويحرفوا البوصلة عن قصد لجعل الدم الفلسطيني مباح من جانب الاخ ضد أخيه.
وقبيل منتصف الليلة الماضية، عمد مقاوِمون الى إطلاق النار وإلقاء قنبلة يدوية الصنع، باتجاه حاجز الجلمة التابع لجيش العدو، قرب جنين.
تلا ذلك تدريبات لما تُعرف بـ”وحدة الإرباك الليلي” الفلسطينية، تخلّلها إلقاء مجموعة كبيرة من القنابل المحلية الصنع.
في غضون ذلك، ومع عودة الحافلات والمركبات التي تُقلّ فلسطينيين عائدين من المسجد الأقصى الى منطقة جنين، كانت 9 مركبات وشاحنات تجارية ومدنيّة، بلوحات تسجيل فلسطينية، تحمل جنوداً ومعدّات عسكرية، تتسلّل إلى داخل مدينة جنين ومخيّمها، مستغلّةً الازدحام المروري وحركة السير الكثيفة، بحكم عودة الفلسطينيين من إحياء ذكرى “الإسراء والمعراج” في القدس.
ورغم أنّ الاقتحام كان مفاجئاً، وشكّل صدمة عند المقاومين، إلّا أنّهم سرعان ما تداركوا الأمر، واستعدّوا لخوض اشتباكات مسلّحة مع جيش العدو وقواته الخاصة، والتي أدّت إلى استشهاد عبد الله الحصري (22 عاماً)، في أول الاشتباك، وهو من كوادر حركة “الجهاد الإسلامي”.. وبعدها بدقائق، ارتقى الشاب شادي نجم (19 عاماً)، وهو من حركة «فتح»، ورغم أنه ليس “مُطارداً”، إلّا أنّه تقدّم المواجهة لصدّ الاقتحام “الإسرائيلي”.
وصباح أمس، وبعد ساعات على انتهاء العملية العسكرية “الإسرائيلية”، خرجت “كتيبة جنين” في مؤتمر صحفي، أكّدت فيه “استمرار المواجهة مع جيش العدو”.. وقال المقاومون، في بيانهم، إنّ العدو “ذاق منّا الويل، عندما دخل المخيم فجراً وسنعلن عن التفاصيل لاحقاً”.. كما أشاروا إلى أنّ قوات العدو وحواجزه ودورياته العسكرية “لم تعُد، ولن تكون بأمان وسيرى ذلك”.
وبعد تشييع الشهيدين بساعات، تعرّضت قوة عسكرية “إسرائيلية” لإطلاق نار قرب قرية العرقة قضاء جنين.. ومن الملاحظ في الآونة الأخيرة، أنّ المقاومين وسّعوا “دائرة النار” وابتعدوا تدريجياً عن الحواجز الرئيسية المحيطة بجنين، لتشمل جدار الفصل العنصري في قرى جنين، كما بدأوا بالهجوم على أهداف “إسرائيلية”، بدلاً من انتظار اقتحامات العدو.
ولم تنجح كلّ محاولات اجتثاث ظاهرة “الاشتباك” المسلّح من جنين، أخيراً، رغم تلقّي المقاومين سلسلة من الضربات على يد جيش العدو وأمن السلطة، حيث استشهد عدد منهم واعتقل آخرون.. لكن اللافت، اليوم، هو وجود عدد كبير من المطارَدين الذين لا يزالون طُلقاء رغم كلّ الملاحقات، وعدد آخر من المقاومين المسلّحين الذين خرجوا ملثّمين في جنازة الشهيدين الحصري ونجم، علماً بأنّ عدد المطلوبين لجيش العدو في محافظة جنين حالياً، يتجاوز 12 مسلحاً، وهو عدد كبير في ظلّ الملاحقة الأمنية المستمرة.
وشنت قوات الاحتلال فجر اليوم حملة اعتقالات واسعة طالت عدداً كبيراً من كوادر وقادة حركة الجهاد الإسلامي في بلدتي السيلة الحارثية القريبة من جنين، وبلدة بيتا جنوب نابلس شمال الضفة الغربية.. وطالت هذه الاعتقالات الشيخين المؤسسين لحركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية هاني جرادات وخالد جرادات.
ومن المقرر أن ينظم عدد كبير من المستوطنين الصهاينة اليوم الأربعاء، مسيرةً استفزازيةً للمستوطنين في حي الشيخ جرّاح في مدينة القدس المحتلة، وذلك احتجاجاً على القرار القضائي بتعليق تهجير العائلات الفلسطينية في الحي وللمطالبة بمزيدٍ من الحماية الشرطية للمستوطنين.
ويتقدم “المظاهرة” الاستفزازية، نائب رئيس بلدية الاحتلال في القدس، أرييه كينغ، وعضو الكنيست الكاهاني إيتمار بن غفير الذي كان قد نصب خيمة في أراضي عائلة سالم في الشيخ جرّاح، ونقل إليها أعمال مكتبه البرلماني في 12 فبراير الجاري، الأمر الذي أدى إلى ازدادت اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على أهالي الحي.