السياسية : أمل باحكيم

عندما تأتي ليلة رمضان ترى الشوارع وقد لبست حلة جديدة بإنارة الفوانيس الرمضانية , وترى تأهب الناس لاستقبال الشهر الكريم ناهيك عن صوت المساجد التي تبعث البهجة والسرور, وعندما يأتي العيد ترى القلوب تتراحم وتبدأ الزيارات وترى ألوان جميلة تتجلّى في ابتسامة الأطفال بقدوم العيد.

كل هذا الفرح والاستقبال سواء لرمضان أو العيدين في كل بلاد المسلمين ولكن لليمن فرحة عامرة أخرى غيرهم وهي رجوع المشتقات النفطية التي كانت محتجزة، لترجع الحياة تدبّ من جديد حيث وهذه المشتقات سبباً مهماً لانتعاش الحياة الإنسانية وبها تنبض الحياة في كل المجالات سوء اقتصادية أو اجتماعية أو ….. الخ

إن العدوان السعودي الأمريكي هو السبب الرئيسي لافتعال هذه الازمات من حين إلى حين باحتجازه لسفن النفط رغم أن تلك السفن تحمل تصريحات أممية ومطابقة للمواصفات ولكن هذا العدوان يريد تحطيم البنية التحتية تماما ويريد أن ينتشر الفقر والمرض ويريد للاقتصاد اليمني أن ينهار بأي وسيلة.

فعندما تصل المشتقات إلى كل المحافظات خاصة العاصمة صنعاء تجد عرسا لاستقبال الشاحنات في المحطات النفطية وكذلك عند عقال الحارات لتعبئة الغاز المنزلي، فتسمع صوت بوق السيارات وتجمع المواطنين وفي كل حارة تجد طابورا طويلا لتعبئة الغاز.

وانطلاقا من أهمية هذا الموضوع ووصف ما يعانيه المواطن من جراء تلك الازمة المفتعلة ” السياسية ” استطلعت آراء بعض المواطنين حول ما سببته الازمة لهم وكيف كانت معاناتهم.

الجانب الاقتصادي والاجتماعي ومنها: –

محطات البترول: يقول أحد مالكي المحطات اننا لا ننام من كثرة الفوضى التي تعم المكان ويكون معنا طابور طويل من السيارات لتعبئتها ناهيك عن المشاجرات والمخالفات ولكن سيارة الشرطة تنظم عملية سير السيارات حتى نستطيع أن نمشي كل السيارات في وقت أسرع.

السلع الغدائية: محمد مجاهد يقول “كلما جاءت الازمة كلما ارتفعت الأسعار أكثر وأكثر” وأصبحت السلع محدودة حتى نفادها وذلك لصعوبة نقلها وارتفاع أسعارها.

الأدوية: أبو ماجد يفرح بعودة البترول ويقول الحمد لله أستطيع أن أجد العلاجات بكل سهولة حيث أن أزمة المشتقات تعرقل وصول الادوية وترتفع أسعارها خاصة في مناطق الريف.

الإنتاج الزراعي: المزارع ناجي عبد الله يكون سعيد بوفرة البترول فيصف أن الازمة النفطية تسبب له الكثير من المشاكل منها أنه يشتري البترول من السوق السوداء بأسعار خيالية ولكن عندما يتوفر البترول يستطيع أن يرعى محاصيله.

 

انقطاع الكهرباء: أن انقطاع الكهرباء تسبب توقف العمل خاصة للمصانع والمشاغل الأخرى ك ” الخياطين والنجارين……..وغيرهم”

يقول صاحب مشغل العلوي أنا لا أستطيع العمل من غير كهرباء ” فتوقف الكهرباء يعني توقف عن العمل” لأنني عندما تطلب مني الزبونة بتفصيل ” عباية – بالطوا” اعتذر لها لأنني لا أستطيع ان اشتري البترول وان اشتريت للضرورة لا تقبل الزبونة زيادة السعر وتقول أنا دائما اتعامل معك وهكذا أخسر زبائني.

أما النجار فيصل قاسم يقول الكهرباء هي الحياة فعندما تحل مشكلة الازمة النفطية وتصل السفن أكون في سعادة لا توصف لأنني ملتزم بمواعيد لإكمال غرفة النوم او الدولاب او……الخ

فهؤلاء ليس وحدهم من يعانون من مشاكل انقطاع الكهرباء حتى محلات الصرافة والاعمال الحكومية تتوقف لعدم وجود الانترنت، وكذلك المطاعم يستخدمون مكائن للتقطيع وغيرهم الكثير والكثير فلا يستطيع أحد أن يعيش من غير كهرباء ولا حتى انترنت.

النقل “باص – تاكسي” : عامر القدسي أب لربعة أطفال يقول أكون مسرورا لوجود النفط لأنه يحمل مني مشقة كبيرة في توفير المواصلات لأبنائي لتوصيلهم المدرسة وحتى أنا أجد مواصلات إلى عملي بأقل تكلفة وبسرعة أكبر ولكن أزمة المشتقات تسبب لي جهدا وخسارة مالية كبيرة حيث ان صاحب التاكسي يعتذر عن إيصال أولادي للمدرسة والتاكسي الأخرى تطلب سعر باهض فنضطر إلى أن يذهبوا مشيا لمسافة أو يغيبوا.

المياه: أماني غالب تعيش في قرية في محافظة الحديدة تصف أن الماء سر الحياة ولا نستطيع أن نعمل شيء بدونه، فأزمة المشتقات التي تتكرر بكثرة جعلتنا نبحث عن مصادر أخرى للماء الغير صالحة لأننا لا نستطيع ان نعيش بدون ماء في المناطق الحارة كما ان سعر الماء لا نقدر على شرائه، ولكن هذه المياه التي نستخدمها تسبب لنا كثير من الامراض ” سوء تغدية، الملاريا، الكوليرا، الدفتريا وغبرها من الامراض التي تنتشر في المناطق الحارة وكذلك الامراض الجلدية.

المستشفيات: توقفت كثير من المستشفيات سواء حكومي او خاص عن حركة الأجهزة والكشافات و…. بسبب أزمة المشتقات وبالتالي خسرت المستشفيات الكثير وزادت معانات المرضى خاصة غسيل الكلى.

الغاز المنزلي: وللغاز المنزلي حكاية أخرى ويعاني منها كل بيت، فانعدامه يحمل رب الاسرة الكثير من المعاناة.

فتصف سميرة محمد “أعيش مع أسرة زوجي الكبيرة” وتقول “لا نستطيع ان نعيش من غير غاز فتنقلب حياتنا رأسا على عقب عند عدم توفر الغاز، فعند عدم توفر الغاز نصرف مبالغ خيالية لشراء الثلاث الوجبات الأساسية فقط.

بينما زينب خالد تقول “تتكون أسرتي من أربعة أشخاص ولا أستطيع أن أستغني عن الغاز برغم من اننا اسرة صغيرة وسبب ذلك ان زوجي يشتغل باليومية ولا نستطيع شراء الطعام من الخارج فيكلفنا كثير رغم اننا نشترى أشياء بسيطة تسد جوعنا فقط، فالغاز في المنزل يوفر لي الكثير”

إن المشتقات النفطية كابوسا لليمنيين فمن غير المشتقات تتجمد الحياة والاعمال تماما ويتحمل المواطن أعباء كبيرة تفوق قدراته ليوفر لأسرته المتطلبات الأساسية فقط, فلا حياة من غير كهرباء ولا ماء ولا انترنت.

فكم من مآسي حصلت بسبب إيقاف مجالات الحياة منها انتشار المرض والفقر والبطالة ,وكثرت المشاكل الأسرية وشلّت أعمال كثيرة.

فإلى متى هذه الأزمات ونحن بلد النفط ؟.. إلى متى نعاني من حياه قاسية؟ .. إلى متى نعيش في فقر ومرض؟.. ألا يكفيه هذا العدوان من تدميرنا سبعة أعوام؟ .. فمتى سيفوق العالم من نومه ويتكلم عن نصرة المظلوم؟.. كفاكم هلاكا لشعب الإيمان والحكمة.