آلاف الشهداء من اطفال العرب في اليمن وفلسطين وسوريا والعراق يسيرون في جنازة الفتى ريان المغرب
بسام أبو شريف*
لم ينل القتل الوحشي االذي شهدته صنعاء ومحافظات اليمن الاخرى والذي حصد ارواح عشرات الاطفال والنساء والرجال وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها ودمر الوؤسسات الطبية والغذائية لشعب تحت حصار الاعداء من ابناء الامة سنوات طويلة لم ينل من اهتمام الاعلام العربي كما نال سقوط الطفل رايان في بئر عميقة في جزء من ارض المغرب العربي نسيه التاريخ ونسيته الحكومة المغربية .
ولم ينل القصف الوحشي المدفعي والصاروخي قرى شمال وشمال شرق سوريا بمنطقة الحسكة والغارات الامريكية والانزالات وقتل المدنيين بالمئات في اكثر من بقعة في تلك المساحة السورية العزيزة على قلوب الشعب العربي السوري والامة العربية لم تنل اهتمامالاعلام العربي ما ناله سقوط الطفل رايان في بئر عميقة في شمال المغرب ، ولم ينل اطفال العراق واطفال سوريا اي اهتمام او حتى ملاحظة نقدية من الامم المتحدة التي بقيت صامتة على الحرب وشاهدة تتحدث ترى ولا تفعل حتى ما تراه قبل وقوع الجريمة لا تحاول منع وقوع الجريمة .
اما في فلسطين تحدث ولا تسل ، طفل امريكي من اصل فلسطيني يعتقل ويعذب على حاجز اسرائيلي ويقتل وتغتذر الحكومة الاسرائيلية من حكومة الولايات المتحدة ولم تتجاوب الحكومة الامريكية دفاعا عن مواطن امريكي قتل على يد القوات الاسرائيلية على حاجز من حواجزهم الكثيرة في الضفة الغربية ، لكن هذا مثل لمئات الامثلة التي تشابه ذلك فقتل اطفال فلسطين لا ينظر فيها كجريمة ولا ينظر اليها كممارسة ارهابية ضد الاطفال ولا ينظر اليها بايدن كخرق لحق من حقوق الانسان في الحياة الكريمة .تمضي قوافل شهداء الاطفال في فلسطين وسوريا والعراق واليمن دون ملاحظة ويتهم من يدافع عن الاطفال ويلملم ما تبقى من اجسادهم ليدفنه ومن يزيل الركام لتناول قطع من اجسادهم تناثرت تحت الركام لم ينل هؤلاء كلمة واحدة من هذا العالم الذي تحكمه مقاييس الغدر ومقاييس الظلم ومقاييس القهر الذي تفرضه قوى الاستعمار فتسمي ما ترتكبه من جرائم ملااحقة للارهاب وتسمي من يدافعون عن الاطفال والنساء والرجال ويريدون ان يعيشوا بكرامة وسيادة وحرية وديمقراطية يسمونهم ارهابيون .
رايان قتله حظه التعيس فقد سقط في بئر لم يسقطه احد سقط هو ، ربما تلاام السلطات على ترك ذلك البئر مفتوحا للسقوط دون اشارة لخطورة الموقع وضرورة عدم الاقتراب هذه جريمة ايضا هذه احدى مسببات موت رايان لكن احدا لم يذكر ذلك الذي ذكر هو تلك الجهود التي بذلت لانقاذ الطفل وهم يعلمون انه توفي اذ لا يمكن لطفل ان يعيش في ذلك الوحل القاتل في قعر البئر لكثر من لحظات ، لكن كل القصة اطيلت ومددت ورتبت وفرق آآتية وفرق راجعة وفرق طبية كل هذا لبرروا انهم لم يتخذوا في تلك البقعة البعيدة عن العاصمة ما يمنع او ما يحمي السكان ويمنعهم من الاقتراب من تلك الفوهة الخطيرة التي ان سقطَت فيها لن ينقذك احد سواء كنت طفلا او رجلا او امرأة.
اما الاطفال الاخرون فهم اطفال احياء يرزقون يلعبون ويذهبون لصفوف رغم ان غرف التدريس هدمت بقصف ارهابي قصف اهوج بقصف احمق يستخدم القوة ضد الابرياء دون حساب ولا احد يلومهم ولا احد ينتقدهم بل تستمر الادارة الامريكية بتزويدهم بآلاف الملايين من الدولارات ومن ذخائر واسلحة وادوات دمار لتستخدم ضد الاطفال .
الولايات المتحدة تعرف سلفا ان تلك الذخائر التي تذهب لهذه الجهة او تلك ستستخدم في قتل الاطفال فهي شريكة في الجريمة ولذلك لا تعتبر قتل الاطفال في في اليمن وفلسطين وسوريا والعراق جرائم حتى لا تعتبر هي شريك في الجريمة لا بل تعتبر الذين يدافعون عن الاطفال ويحاولزن حمايتهم تعتبرهم ارهابيين .
كم هومضحك مبكي هذا المنطق الاعوج الذي تستخدمه الادارة الامريكية اذا ارتكبت هي الجريمة فهذا عدل لانها هي سيف العدالة واذا حاول احد منع ارتكاب الجريمة فهذا ارهابي لانه يحاول منع ممارسة العدالة بالطريقة الامريكية اي ان تعتدي الادارة الامريكية وتعتبر من يقاوم ارادتها ارهابي يجب ملاحقته واغتياله .
لقد اعلن بايدن رئيس الولايات المتحدة باعلى صوت بان قرار اغتيال وقتل قاعدة الارهاب وذلك بعد ان رتب قتله ابو ابراهيم المسئول عن داعش في موقع قريب من الموقع الذي قتل فيه البغدادي يقول الرئيس بايدن لقد اعطيت الامر بقتل ابو ابراهيم كي نضعف داعش !!؟
من الذي اخترع داعش ، لقد اخترع الامريكيون داعش ليبرروا احتلال العراق واستمراراحتلال العراق واحتلال شمال سوريا والاستمرار في احتلال شمال سوريا وقواعدهم المنتشرة من حلب الى الحسكة ومساندة مواقع الجيش الاميركي في سوريا من قبل قواعد الجيش الاميركي في كردستان العراق وفي قاعدة التنف .
بايدن اعلن ان قرارهم هو اغتيال قادة الارهاب ملذا يعني ذلك ، الذي يعنينا من ملاحظتنا على توجه الاعلام العربي لابراز حادثة الطفل رايان في الوقت الذي تطمس فيه كل الحقائق المتعلقة بقتل الاطفال في اليمن وفلسطين وسوريا والعراق هو المغمغة وعدم الوضوح وعدم توضيح القاعدة الامريكية للقتل وهي القاعدة التي تقول كل من يقاوم ما تريده امريكا ارهابي ويجب قتله ، بايدن اعلن القرار بوضوح وفي نشوة انتصار قد ياتي له بمزيد من الاصوات في الولايات المتحدة حول اصداره الامر بقتل ابو ابراهيم .
داعش هي اداة امريكية تستخدمها في الوقت الذي تريده من اجل بقائها كقوة استعمارية من اجل بقائها في سوريا والعراق والشرق الاوسط ولكنها ترى ان الارهاب فيمن يقاومهم لذلك عندما يقول بايدن قرارنا اغتيال قادة الارهاب ذلك يعني اغتيال قيادات محور المقاومة يعني ذلك قيادات حزب الله في لبنان وقيادات حماس والجهاد الااسلامي والجبهة الشعبية في فلسطين وكذلك يعني كل المقاومين في سوريا وكذلك يعني المقاومون في الحشد الشعبي في العراقوكذلك يعني الشعب اليمني باسره وقيادته الشابة الشجاعة التي تصدت للولايات المتحدة ومؤامراتها التي تستهدف الهيمنة علىثروات اليمن واستخدام السعودية والامارات ادوات رخيصة لممارسة المجازر وارتكابها وممارسة الارهاب وارتكاه على ارض اليمن تدميرا للبيوت السكنية وتدميرا للمؤسسات وتدميرا للبشر وقتلا للاطفال وحصار شامل على الشعب اليمني يمنع عنه الدواء والغذاء ويحرم الجرحى من العلاج في الاماكن التي يجب ان يعالجوا فيها ، التصعيد الذي تشهده اليمن تصعيد غير مسبوق وهب كل الاعلام لنصرة الامارات كان الامارات ضحية والسؤال هو للامارات ماذا تفعل قواتكم على ارض اليمن ماذا تفعل قواتكم في جزيرة سوقطرة ماذا اعطيتم للامريكيين والاسرائيليين من قواعد عسكرية وبحرية ماذا جلبتم من دمار للشعب اليمني ماذا يفعل كل هؤلاء على ارض اليمن ، ان الامارات والسعودية تصرفتا كادوات للاستعمار الاميركي لضرب شعب اليمن وحكه التحررية من اجل السيطرة الامريكية على النفط والغاز اليمني الذي تبلغ احتياطياته ما يفوق خيال اكبر الاستعماريين الامريكيين هذا ما تريده اميركا انما حسب بايدن هو العدالة اما ما تريده الشعوب هو ارهاب ،
الشعوب ضد ارادة اميركا وضد مشاريع ومخططات اميركا .
من هنا اهمية تلك الجملة التي صدرت عن رئيس الصين ورئيس روسيا الاتحادية لقد قالا في قمتهما تعاهدنا على العمل لايجاد عالم اكثر عدالة للبشر ، هذه الكلمة الجوهرية تعنيان هذا الظلم الذي ينزل بالشعوب من خلال استعمار البلدان من خلال ادواتها انظمة كانت او حركات هذا الظلم يجب ان ينتهي وتعاهدت الصين وروسيا على العمل سويا لايجاد عالم جديد اكثر عدالة لم يقولا عادلا بل اكثر عدالة اي اقل ذبحا للشعوب واقل استيلاء على ثرواتها واقل ضررا لارواح اطفالهم ، كل الاطفال الذين استشهدوا في اليمن تقف الاادارة السعودية والادارة الامراتية وقصف اسرائيلي اضيف مؤخرا وقصف امريكي وقصف بريطاني وكل الاطفال الفلسطينيين الذين اصطادهم جنود الاحتلال بالقناصات والرصاص او خنقهم بالغاز او دمرهم في البيوت وهم على اسرتهم في قطاع غزة هؤلاء الاطفال ساروا سويا مع اطفال سوريا واطفال العراق يشيعون رايان الى مثواه الاخير .
اصبحت المعادلة واضحة الولايات المتحدة لا تسعى الا لمصالحها الطامعة للسيطرة على ثروات شعوب الارض وكل من يعارض الولايات المتحدة يطلق عليه لقب ارهابي وكل من يحاول ان يصد هجمات الولايات المتحدة يقصف بالطائرات والمدفعية والصواريخ وتهدم بيوته ومستشفياته ومدارسه وكل من يحاول طرد الامريكيين وفرض ارادة الشعوب على ارضها يحركون ضده كل العصابات والمرتزقة امثال داعش وامثال الانظمة التي طبعت مع اسرائيل ظنا منها ان اسرلئيل ستشكل لها حماية .
الاطفال الذين يشيعون رايان شهداء وهم يرفعون شعارات في تلك الجنازة تنم عن التصميم والارادة في التخلص من قاتلهم في التخلص من الذي امر بقتلهم في التخلص من الظالم في التخلص من الاستعمار في الخلص من ادوات الاستعمار في التخلص من كتل مريضة اجَرت قرآنها ليهود تل ابيب هؤلاء سوف ينالون عقابهم آجلا ام عاجلا سينالون العقاب ولن يجدوا مكانا ياويهم او يسمح لهم بالبقاء وعندها سوف يجدون انفسهم في موقع شاه ايران الذي لم يجد حتى اصدقاؤه السابقين يرحبون به للبقاء حيا عندهم ، هؤلاء الاطفال الذين يسيرون في جنازة رايان يرفعون شعارات تنم عن التطمين والتاكيد على ان الانتصار هو للشعوب وليس للادولت التي تنزل بالشعوب الما وذبحا وجزرا ونهبا ، هؤلاء يقولون بالصوت العالي سوف تنتصر الشعوب رغم ارادة اعداء الشعوب وسوف يجدون انفسهم غير مضظرين للسير في جنازات من وكلوهم بتعذيب الشعوب من انظمة هي ادوات تخضع لاملاءاتهم وتنفذ اوامرهم وتفتح الابواب لهم لنهب ثروات الشعوب في المنطقة ، سينتصر شعب اليمن رغم انهم يحاولون استعادة مارب قطعة قطعة في ظل قصف اعمى لصنعاء التي لم يجدوا مكانا ليقصفوه الاقصفوه في كل حي من احياء صنعاء قصف وتدمير واطفال مدفونين تحت الركام .
اننا نقول في نهاية هذا الامر ارادة الشعوب هي التي تبقى صامدة وارادة شعب اليمن والشعب الفلسطيني والشعب والشعب السوري واللبناني والعراقي كلها ارادات قوية لا رجعة فيها انه النصر الذي سياتي رغم كل المجازر ورغم كل الجنازات التي قامت ولو بصورة وهمية لهؤلاء الاطفال الذين دفنوا تحت ركام اسرتهم وتحت قطع العابهم ودفاتر مدارسهم .
الرحمة والجنة لأطفال اليمن الذين استشهدوا فداء لوطنهم وامتهم
الرحمة والجنة لأطفال فلسطين الذين قتلوا برصاص المحتلين
الرحمة والجنة لأطفال سوريا ولبنان والعراق الذين ضحوا في سبيل امتهم ووطنهم ومستقبل هذا الوطن وهذه الامة
الرحمة للطفل رايان ضحية النظام المغربي الذي لم يتخذ الاجراءات اللازمة لعدم اقتراب الاطفال او البشر من تلك البئر القاتلة .
* المصدر : رأي اليوم