بقلم: جون جامبريل

( موقع وكالة “الاسوشيتد برس” الأمريكية- ترجمة: نجاة نور, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (اسوشيتد برس)- استولى الحوثيون في اليمن على سفينة في البحر الأحمر، فيما استهدفت طائرات مسيرة مسلحة مطار بغداد الدولي، وضرب متسللون صحيفة إسرائيلية كبرى يوم الاثنين- في سلسلة من الهجمات التي أظهرت مدى وصول الافراد المتحالفة مع إيران في الذكرى الثانية لقتل أمريكا لواء إيراني بارز.

تزامن وقوع الأحداث الثلاثة مع وضع نصب تذكاري ضخم في طهران لقاسم سليماني، الجنرال الذي قُتل في غارة جوية أمريكية بطائرة مسيرة في العراق عام 2020.

طالب الرئيس الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي بـ “محاكمة وقتل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب, إذا لم يكن الأمر كذلك، فأنا أقول لجميع القادة الأمريكيين، لا شك في أن يد الانتقام ستخرج من أكمام الأمة”، في إشارة إلى مجتمع المسلمين في جميع أنحاء العالم.

تسلط أحداث يوم الاثنين الضوء على التوترات في الشرق الأوسط، والتي تعثرت بسبب قرار ترامب في 2018, بسحب أمريكا من جانب واحد من اتفاق يهدف إلى الحد من برنامج طهران النووي.

مع استمرار المحادثات في فيينا لمحاولة إحياء الاتفاق، تظل إيران قادرة على ممارسة الضغط من خارج المفاوضات, حتى في ظل ضغوط العقوبات وحرب الظل مع إسرائيل.

يمثل الاستيلاء على السفينة الإماراتية روابي أحدث هجوم في البحر الأحمر، وهو طريق مهم للتجارة الدولية وشحنات الطاقة.

أقر الحوثيون المدعومين من إيران بالاستيلاء على السفينة في ساحل الحديدة، وهي جائزة متنازع عليها منذ فترة طويلة للحرب الطاحنة في اليمن بين الحوثيون والتحالف الذي تقوده السعودية من ضمنهم الإمارات.

جاءت الكلمة الأولى لمصادرة روابي من عمليات التجارة البحرية البريطانية التابعة للجيش البريطاني، والتي قالت فقط إن هجوماً استهدف سفينة لم تذكر اسمها في منتصف الليل تقريباً.

تتوافق الإحداثيات التي قدمتها مع شركة روابي، التي نادراً ما أعطت موقعها عبر بيانات التتبع في الأشهر الأخيرة على عكس معظم حركة المرور التجارية في المنطقة، وفقاً لموقع مارين ترافيك.

اعترف بيان صادر عن التحالف بقيادة السعودية، نقلته وسائل إعلام رسمية في المملكة، بالهجوم بعد ساعات، قائلاً إن الحوثيين ارتكبوا “قرصنة مسلحة” على السفينة.

وأكد التحالف أن السفينة كانت تحمل معدات طبية لمستشفى ميداني سعودي مفكك في جزيرة سقطرى اليمنية، دون تقديم أدلة.

قال العميد اللواء تركي المالكي في البيان “كما جاء في البيان “يجب على جماعة الحوثي  الإفراج عن السفينة على الفور وإلا ستتخذ قوات التحالف جميع الإجراءات اللازمة للتعامل مع هذا الانتهاك، بما في ذلك استخدام القوة إذا لزم الأمر”.

بث الحوثيون في وقت لاحق لقطات للسفينة روابي على قناة المسيرة الفضائية وأظهرت طوافات قابلة للنفخ وشاحنات ومركبات عسكرية أخرى على متن السفينة، تعتبر السفينة هي زورق إنزال ينزل منحدراً للسماح بتدحرج المعدات والنزول منها، كما أظهر أحد المقاطع القصيرة ما بدا أنه مجموعة بنادق داخل حاوية.

قال يحيى سريع المتحدث باسم الجيش الحوثي “من الواضح تماما اليوم أن المعلومات التي تفيد بأن هذه السفينة كانت تقل مستشفى ميدانياً مدنياً غير صحيحة”.

من الواضح أن كل ما كانت تحمله هو عبارة عن معدات عسكرية.

زعم التلفزيون السعودي الرسمي أن الحوثيين قاموا بتفريغ السفينة ومن ثم قاموا بنقل الأسلحة إليها.

قال موظف لدى مالكي السفينة، ليوا مارين سيرفيسيز ومقرها أبو ظبي، لوكالة أسوشيتيد برس في مكالمة هاتفية أن روابي كانت مستهدفة، ولكنه قال إنه ليس لديهم معلومات أخرى.

رفض الموظف الإدلاء بمزيد من التعليقات وأغلق الهاتف قبل إعطاء اسمه.

ووقع هجوم مماثل في عام 2016 شمل السفينة الإماراتية سويفت -1، التي كانت تبحر ذهاباً وإياباً في البحر الأحمر بين قاعدة عسكرية إماراتية واليمن في إريتريا.

تعرضت السفينة لهجوم من قبل قوات الحوثي في عام 2016 وأكدت الحكومة الإماراتية أن سويفت -1 حملت مساعدات إنسانية.

وقال خبراء الأمم المتحدة في وقت لاحق عن الادعاء بأنهم “غير مقتنعين بصحته”.

لم تعلن أي جماعة على الفور مسؤوليتها عن اختراق موقع جيروزاليم بوست الإسرائيلي.

استبدل المتسللون الصفحة الرئيسية للصحيفة بصورة تصور صاروخ قادم من قبضة تحمل خاتماً مرتبطاً منذ فترة طويلة بسليماني.

وتظهر الصورة أيضاً هدفاً متفجراً تم استخدامه خلال مناورة عسكرية إيرانية مؤخراً تم تصميمها لتشبه مركز شمعون بيريز للأبحاث النووية بالقرب من مدينة ديمونا الإسرائيلية.

المنشأة هي موطن لمختبرات تحت الأرض عمرها عقود تعيد معالجة القضبان المستهلكة من مفاعل نووي للحصول على البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة لبرنامج القنبلة النووية الإسرائيلي.

في ظل سياسة الغموض النووي التي تنتهجها إسرائيل، لا تؤكد ولا تنفي امتلاكها أسلحة نووية.

في تغريدة، أقرت واشنطن بوست بأنها هدف للمتسللين, وكتبت الصحيفة الناطقة باللغة الإنجليزية: “نحن على علم بالقرصنة الظاهرة على موقعنا الإلكتروني، إلى جانب التهديد المباشر لإسرائيل”.

أعادت الصحيفة موقعها في وقت لاحق وأشارت إلى أن قراصنة يدعمون إيران استهدفوا في السابق صفحتها الرئيسية في عام 2020.

وجاء الاختراق بعد أن اعترف رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلي السابق في أواخر ديسمبر علنا بأن بلده متورطة في مقتل سليماني, حيث قتلت الطائرة الأمريكية بدون طيار الجنرال أثناء مغادرته مطار بغداد الدولي.

قال مسؤولون أميركيون وعراقيون إن القوات في العراق أسقطت يوم الاثنين ما يسمى “بطائرتين انتحاريتين بدون طيار” في نفس المطار.

لم تتبن أي جماعة على الفور الهجوم، على الرغم من أن أحد أجنحة الطائرات بدون طيار كتب عليه عبارة “انتقام سليماني” باللغة العربية.

وقد اشتبهت الجماعات المدعومة من إيران في هجمات مماثلة ولم يبلغ عن وقوع إصابات أو أضرار.

بصفته رئيساً لقوة النخبة في القدس، أو قوة الحرس الثوري، قاد سليماني جميع قواته الاستكشافية وكثيراً ما كان يتنقل بين العراق ولبنان وسوريا.

انتشر أعضاء فيلق القدس في سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد في الحرب الطويلة في ذلك البلد، وكذلك في العراق في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 وأطاح بصدام حسين، وهو عدو لطهران.

صعد سليماني إلى الصدارة من خلال تقديم المشورة للقوات التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا نيابة عن الأسد المحاصر.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الحرس الثوري بقيادة سليماني علم المسلحين العراقيين كيفية تصنيع واستخدام القنابل المميتة على جوانب الطرق بشكل خاص ضد القوات الأمريكية, في حين نفت إيران ذلك.

*      المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع