سياسة الوجهين لإدارة بايدن في اليمن والعراق وسورية مقدمة لتفجير الحروب
بسام أبو شريف*
حرب التدمير الدائرة ضد شعب اليمن واليمن مؤسسات ومدارس ومستشفيات وموانىء ومطارات هي حرب امريكية بامتياز .
سياسة الوجهين التي اتبعها بايدن منذ دخوله البيت الابيض بدات تتكشف وتتكثر ..وتقوم هذه السياسة على مبدا شبيه بمبدا بريجنسكي الذي اثبت بعد سنوات عديدة فشله الذريع وهي ان على الولايات المتحدة ان تبذل المال والجهد من اجل تنظيم واستئجار عناصر تدين بالولاء لمصالح الولايات المتحدة وضد مصالح اوطانها داخل مجتمعاتها من اجل اثارة القلاقل تحت عنوان المعارضة وان تدعمها الولايات المتحدة بكل السبل تحت عنوان الديمقراطية وشرعية الديمقراطية في كل هذه المعارك والكمائن تبقى مصالح الولابات المتحدة هي الهدف الرئيسي وذلك من خلال تركيع الشعوب واجبارها على فتح ابوابها وخزائنها لتنهب منها كما تشاء وتبقي تلك البلدان والشعوب في قعر التخلف وقعر الجهل وقعر عدم القدرة على اتخاذ القرار الذي يناسب ويخدم مصلحة الجماهير فيها لكن بايدن اساء التقدير واساء الحساب .
فقد جاء بتقديرات وحسابات في العام 2021 لا تتناسب مع الظروف التي تحيط ببلدان العالم في مثل هذا الزمن واستخدم في هذا الزمن المتقدم مبادىء ومدرسة قديمة كانت ربما قد كادت الولايات المتحدة قد استخدمتها وخدمتها في مرحلة الستينات والسبعينات والامر اذي سرع في انكشاف لجوء بايدن لهذه المبادىء هو النقطة الخادعة وبهذا الخبث الاستعماري هو فشله الذريع في افغانستان اذ قرر الانسحاب من افغانستان تحت شعار رفضه للحروب لكنه كان قد حضًر داخل افغانستان من يحل مكان الجيش الاميركي ويبقي تلك البلد وشعبها رهينة لدى البيت الابيض ومصالح البيت الابيض الا ان طالبان التي امسكت بالسلطة بسرعة وهرب رئيس افغانستان الذي كانت الادارة الامريكية تراهن عليه والتقى به بايدن قبل ايام من سيطرة طالبان على الوضع هذه التطورات اثبتت فشل بايدن فشلا ذريعا مما جعله ياخذ ردود فعل لا تضر الا الشعب الافغاني ولا تسيء الا الى الشعب الافغاني ولا تحاصر الا الشعب الافغاني واجبر بايدن على خوض معركة من نمط آخر مع افغانستان التي حرصت حكومة طالبان المؤقتة فيها على ابداء كل التعاون مع الغرب والشرق من اجل استقرار افغانستان ومنع اي تحرك قد يشتم منه رائحة الارهاب يخرج من افغانستان الا ان الحصار الذي فرضه بايدن على افغانستان هو وحلفاؤه من الاوروبيون يجعل من هذا الامر واضحا كل الوضوح بان بايدن يريد ان يحول الهزيمة التي مني بها هو وحلفاؤه الاوروبيين وغيرالاوروبيين وعلى راسهم السعوديين ان يحولها الى نوع من المعركة الجديدة ضد طالبان ومع سيطرة طالبان في افغانستان وخروج الولايات المتحدة تدلدل الهزيمة وراءها بدأ حلف جديد يتكون في هذا العالم يتسم بجراة اكبر في مواجهة الامبريالية الامريكية وحلفائها وخطط هذه الامبريالية وخطط حلفائها وبقيت عين بايدن مفتوحة على تلك المنطقة الاستراتيجية.
فاستراتيجية منطقة افغانستان تكمن كونهاهي والجوار على حدود الصين وروسيا وتلك الحدود ليست بالحدود البسيطة بل هي تفوف عشرة آلاف كيلومتر مما يجعلها اكثر حدود ذات اهمية استراتيجية بالنسبة للامبريالية الامريكية ومحاولاتها محاصرة روسيا والصين واختراق الحدود لداخل الصين وداخل روسيا من خلال تطويق روسيا والصين بمجموعة من الانظمة التي تدين بالولاء لواشنطن وتخدم مصالح واشنطن وتنفذ خطط واشنطن ضد روسيا وضد الصين فجاءت على عجل تلك المحاولة المضحكة المبكية في كازخستان ولم يفهم عدد كبير من الناس لماذا كزاخستان فكزخستان بالنسبة لبايدن هي البديل الافضل من افغانستان ولقد عملت الولايات المتحدة اثناء وجودها في افغانستان وسرعت وصعدت هذا العمل بعد خروجها من افغانستان لخلق مجموعات كبيرة من المؤيدين للولايات المتحدة او عملاء الولايات المتحدة تحت عناوين مختلفة احزاب وجمعيات غير حكومية ومؤسسات ثقافية ومؤسسات اعلامية الى اخره من الاسماء التي حاولت تضليل الناس من اجل اشاعة تناقض داخل المجتمع واظهار الامر وكان هناك معارضة واسعة شعبية للنظام وان الديمقراطية تحتضر في كزخستان ولذلك يجب تغيير الحكم .
هذا الحكم الذي كان وبشكل واضح ودائم حليفا لروسيا وصديقا حميما لها .كزاخستان بلد مساحته اكبر من كل مساحة الدول الاوروبية وهي بلد اغنى من كل مجموع الدول الاوروبية بغازه ونفطه واليورانيوم ومعادن اخرى يحتاجها الغرب احتياجا كبيرا في صناعاته المتقدمة والمتطورة خاصة الصناعات الفضائية وكزخستان بلد غني زراعيا وغني بشعبه وهي تستطيع ان تصبح مركزا عالميا قويا اذا ما احسن ادارة كل الثروات الطبيعية الموجودة في كزخستان وشكلت كزخستان منذ ايام الاتحاد السوفيتي موقعا هاما للصواريخ النووية الروسية للدفاع عن الاتحاد السوفييتي كما شكلت مركزا فويا للاتحاد السوفيتي لقواعد عسكرية متقدمة هي حماية الخط الاول في الدفاع عن الاتحاد السوفيتي في وجه اي مخاطر برية او بحرية وفشل بايدن في كزخستان فشل بسرعة البرق فقد كان هذا متوقعا لدى بوتن ولدى الكرملن لان دراسة بسيطة لمنهج بايدن كانت تؤدي وما زالت تؤدي الى كشف خططه و سياسة الوجهين كالحرباء او كالثعابين فمن ناحية يصرخ بالبلوماسية وشتم الحروب ونبذ نفسه عن الحروب ومن ناحية اخرى يخوضها بشكل خبيث وسري ومسموم ضدشعوب الارض لخدمة مصالح الراسمالية الامريكية اليهودية وبسبب هذين الفشلين الكبيرين لمس الناس حمى جديدة في الشرق الاوسط حمى تعببر عن نفسها بتعزيزات عسكرية ضخمة للقوات الامريكية في سوريا وتجديد خطط الاستعمار الاميركي ببناء مصفاة للنفط في شمالي شرق الفرات ومزيد من عمليات نهب النفط والغاز السوري واطلاق داعش في الصحراء السورية لشن حرب ارهابية وتشجيع اسرائيل والطلب منها بتكثيف غاراتها مستخدمة الاسلحة الجديدة التي سلمت لها ضد سوريا والشعب السوري والجيش العربي السوري وليس هذا فقط بل شملت هذه الهجمات مواقع جديدة وحساسة كميناء اللاذقية والجولان وجنوب سوريا ومحيط دمشق مما يعني ان الولايات المتحدة تحاول ان تعوض عن خسائرها في افغانستان وكزخستان وهي خسائر مادية ومعنوية كبيرة في انتصارات في سوريا او في العراق او في اليمن .
منطقتنا تشهد تصعيدا غير مسبوق فقد بلغت اليوم غارات السعودية على اليمن بلغت تسعين غارة في الاربع وعشرين ساعة والتركيز كله يتم على شبوة والبيضا ومارب والحديدة هناك حرب لتدمير البنى التحتية في اليمن كالمطارات والموانىء وهنالك تدخل بامر امريكي من الامارات بشكل سافر وواضح وقوي من اجل السيطرة على الموانىء التي قد تشكل بدائل للحديدة في تصدير النفط اليمني في حال سقوط مارب واستلام قوى المقاومة الشريفة في اليمن زمام امور نفطها في مارب وشبوة هذه الحرب التي صعٍدت منذ هزيمة افغانستان هي من اجل حفظ مصالح الولايات المتحدة ومن اجل الحفاظ على ماء وجه السعودية وبايدن لا يكترث ابدا لمصير العائلة السعودية ولا يكترث للخسائر التي قد تنزل بالمملكة السعودية التي اقامها الاستعمار على ارض الحجاز كل ما يهمه هو الابقاء على القطة القوية المسيطرة على البحر الاحمر ومضائقه الحساسة والاستراتيجية والسيطرة على نفط وغاز اليمن الذي لا يمكن حسابه بما ينتج الان فقط بل يحسب الامريكيون حسابه لانهم يعلمون كميات الاحتياطي الموجود تحت ارض اليمن وتحت مياهه هذا الاحتياطي الذي يشكل استراتيجيا وعالميا حوضا من اكبر احواض النفط والغاز في العالم.
ولا ننسى هنا ان نشير الى ان جزيرة سوقطرة تعوم على خزان من الغاز لم يتمكن العلماء حتى الان احتساب كمية الغاز التي يختزنها .
التصعيد في اليمن هو من اجل الهيمنة والسيطرة .. التصعيد في اليمن هو من اجل منع سقوط مارب.
* المصدر : رأي اليوم