استهداف محقق في جرائم حرب محتملة في اليمن ببرامج التجسس
بقلم: ستيفاني كيرشغيسنر ( صحيفة “الجارديان”البريطانية- ترجمة: نجاة نور, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
كشف تحليل جنائي جديد, أن الهاتف المحمول لمحقق مدعوم من الأمم المتحدة كان يحقق في جرائم حرب محتملة في اليمن استُهدف ببرامج تجسس من إنتاج مجموعة NSO لأمن تكنولوجيا معلومات الإسرائيلية.
كمال الجندوبي، تونسي شغل منصب رئيس مجموعة الخبراء البارزين في اليمن المنحلة الآن وهي لجنة مكلفة من قبل الأمم المتحدة للتحقيق في جرائم الحرب المحتملة- تم استهدافه في أغسطس 2019, وفقاً لتحليل هاتفه المحمول, بواسطة خبراء في منظمة العفو الدولية و Citizen Lab في جامعة تورنتو.
يُزعم أن الاستهداف حدث قبل أسابيع فقط من إصدار الجندوبي وفريق الخبراء التابع له تقريراً دامغاً خلص إلى أن التحالف الذي تقوده السعودية في حرب اليمن قد ارتكب “انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي” يمكن أن تؤدي إلى “مسؤولية جنائية عن” جرائم حرب”.
يظهر رقم هاتف جندوبي أيضاً على قاعدة بيانات مسربة في قلب مشروعPegasus ، وهو تحقيق في NSO بواسطة الجارديان ووسائل إعلامية أخرى، تم تنسيقه بواسطة Forbidden Stories ، المجموعة الإعلامية الفرنسية غير الهادفة للربح.
تضمنت القائمة المسربة أعداداً من الأفراد الذين يُعتقد أنهم قد تم اختيارهم كأهداف مراقبة محتملة من قبل عملاء.NSO
تشير البيانات إلى أنه تم اختيار الجندوبي كهدف محتمل للمراقبة من قبل السعودية والتي كانت عميلاً قديماً لـ NSO قبل أن يتم إسقاطها في وقت سابق من هذا العام بعد مزاعم بأنها أساءت استخدام أداة المراقبة.
في بيان رداً على أسئلة حول قضية الجندوبي، قال متحدث باسم NSO ” بناءً على التفاصيل التي قدمتها لنا يمكننا أن نؤكد أن كمال الجندوبي لم يكن مستهدفاً من قبل أي من عملائنا الحاليين”.
عين الجندوبي، المدافع عن حقوق الإنسان والمعارض لنظام الرئيس السابق بن علي في تونس، من قبل مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان لقيادة مجموعة من الخبراء الدوليين للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في عام 2017.
توقف تفويض الأمم المتحدة للتحقيق في جرائم الحرب المحتملة بشكل مفاجئ في أكتوبر، بعد أن صوت أعضاء مجلس حقوق الإنسان على إنهاء التحقيق.
نقلاً عن خبراء سياسيين ودبلوماسيين على دراية وثيقة بالموضوع، ذكرت صحيفة الغارديان في وقت سابق من هذا الشهر أن السعودية استخدمت “الحوافز والتهديدات” كجزء من حملة ضغط لإغلاق تحقيق الأمم المتحدة.
وقال الجندوبي, إن استهداف هاتفه يمثل أفعال “دولة مارقة, لا توجد كلمات أخرى, بصفتنا محققين دوليين، من المفترض أن نكون محميين على الأقل, لكنني لست متفاجئاً على الإطلاق, لقد كنت قلقاً بشأن هذا الأمر منذ عام 2019, علمنا أنه من المحتمل استهدافنا -اللجنة- منذ نشر تقريرنا لعام 2018, لقد أحدث هذا التقرير صدمة في السعودية والإمارات, لم يتوقعوا مثل هذه النتائج, لقد استخدموا كل دعاياتهم ووسائل إعلامهم لتشويه سمعتنا وتشويه عملنا, لقد توقعت كل شيء منهم حتى تصويت 2021 الذي أنهى مهمتنا”.
قال المحقق إنه لا يعتقد أن عمله تعرض للتسريب على الهاتف المستهدف لأنه استخدم جهازاً آخر لإجراء تحقيقاته, وإن استهداف هاتفه يدل على دولة لا تهتم “بالالتزامات والحد الأدنى من القواعد الدولية”.
قالت ميليسا بارك، المحققة في فريق الخبراء البارزين وعضو البرلمان الأسترالي السابق، رداً على أنباء استهداف الجندوبي: “لو أمكن فقط تطبيق هذه التكنولوجيا والطاقة غير العادية لصالح الشعب اليمني، بدلاً من العكس, ستزداد الدعوات إلى المساءلة عن الجرائم المرتكبة في اليمن في أعقاب هذه الفضائح”.
اقترب برنامج Pegasus من الجندوبي بعد التأكد من إدراج رقم هاتفه المحمول في قاعدة البيانات المسربة.
وجد الخبراء الذين يبحثون عن هجمات المراقبة الرقمية المعقدة، آثار برنامج Pegasus على هاتف جندوبي المحمول، والتي ترتبط أيضاً بطابع زمني في قاعدة البيانات يشير إلى وقت اختيار الرقم.
قال الخبراء إن تحليل الطب الشرعي أظهر أن أحد عملاء NSO حاول اختراق الجهاز.
ومع ذلك، لم يكن هناك دليل واضح على أن الهاتف المحمول قد تم اختراقه بنجاح أو سرقة البيانات، لأنه لا يمكن استرداد هذه البيانات.
إذا كان الهاتف مصاباً ببرنامج تجسس بتوقيعNSO ، يسمى Pegasus ، فإن مشغلي برامج التجسس لديهم وصول كامل، بما في ذلك القدرة على اعتراض المكالمات الهاتفية وقراءة الرسائل النصية والتسلل إلى التطبيقات المشفرة وتتبع الموقع الفعلي للفرد.
كما يمكن لبرامج التجسس أيضاً تحويل الهاتف المحمول إلى جهاز استماع من خلال التحكم عن بُعد في مسجل الهاتف.
نفت NSO بشدة أن تكون قاعدة البيانات المسربة في قلب برنامج Pegasus مرتبطة بأي شكل من الأشكال بالشركة أو عملائها, كما أن عملائها الحكوميين يهدفون فقط إلى استخدام أدوات المراقبة الخاصة بها لمحاربة الجرائم الخطيرة والإرهاب وإنها تحقق في ادعاءات موثوقة من سوء الاستخدام.
ولم يرد متحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن على طلب للتعليق.
قوبل الكشف عن استهداف هاتف الجندوبي برد فاتر من مكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش, حيث قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الجندوبي كان خبيرا مستقلا وإن الأمم المتحدة ستترك الأمر له للتعليق بشكل أكثر تحديدا على وضعه.
بشكل عام، فيما يتعلق ببرنامجPegasus ، كانت الأمم المتحدة على اتصال بالاطراف المعنية لضمان حماية اتصالاتنا.
قال فرحان عزيز حق: “نحن نأخذ على محمل الجد الحاجة إلى الحفاظ على أمن جميع اتصالاتنا ونتابع جميع التقارير عن القرصنة المحتملة”.
وقال روبرت كولفيل، المتحدث باسم ميشيل باتشيليت، المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان: “إن استهداف المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والسياسيين هو مجرد مثال آخر على كيف يمكن للأدوات التي يُزعم أنها تهدف إلى معالجة المخاطر الأمنية أن تتحول إلى أسلحة ضد الأشخاص الذين لديهم آراء مخالفة”.
ووصفت أغنيس كالامارد، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، التي عملت سابقاً مقررة خاصة للأمم المتحدة، نبأ استهداف الجندوبي المزعوم بأنه “صادم وغير مقبول, ان يتم استهدافه أثناء التحقيق في الانتهاكات التي ارتكبتها جميع أطراف النزاع المسلح وعلى يد طرف رئيسي في ذلك النزاع؟ إن هذا السلوك المزعوم يدل على ما هو أكثر بكثير من السخرية والاستخفاف القاسي بمبدأ المساءلة، على الرغم من أنه يعني ذلك بالتأكيد, إنه يشير إلى مزيد من الأدلة المستهجنة على تجاهل السلطات السعودية التام للقانون الدولي، واستعدادها لفعل أي شيء للحفاظ على إفلاتهم من العقاب، ويظهر مرة أخرى عدم احترام تام للأمم المتحدة والصكوك المتعددة الأطراف وإجراءات حقوق الإنسان”.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع