كل يوم من الصراع المستمر في اليمن يودي بحياة 80 شخصاً
بقلم: جوناثان موير وتايلور حنا و ديفيد بول
(صحيفة “ذا هيل” الامريكية- ترجمة: انيسة معيض, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي ” سبأ”)
في عامها السابع، دمرت الحرب اليمن, يظهر بحثنا أنه حتى عام 2021, سيكون الصراع في اليمن مسؤولاً عن 377000 ألف حالة وفاة.
ويُعزى ما يقرب من 60 % من الوفيات بشكل غير مباشر إلى الحرب، وذلك نتيجة لنقص المواد الغذائية والماء والرعاية الصحية.
وإذا استمر الصراع حتى عام 2030, فقد يرتفع عدد الضحايا إلى 1.3 مليون شخص.
على مدى السنوات الثلاث الماضية، عملنا في مركز فريدريك س. باردي للعقود المستقبلية الدولية بجامعة دنفر في مدرسة جوزيف كوربل للدراسات الدولية مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن للبحث في التكلفة البشرية والاقتصادية التي يتسبب بها تواصل النزاع.
من الواضح بالفعل أن الصراع أودى بحياة عشرات الآلاف من الأرواح وأدى إلى احتياج الملايين إلى المساعدة الإنسانية.
كانت مهمتنا هي قياس آثار الصراع والتنبؤ بما يمكن أن يبدو عليه اليمن في ظل الصراع المستمر.
تعمل الحرب بعدة طرق مختلفة لإلحاق الضرر بالمجتمع وتؤدي على الفور إلى وقوع ضحايا بشرية وتدمير المباني والبنية التحتية.
تركز معظم تقييمات أضرار الصراع على تلك الآثار المباشرة, لكن يجب علينا أيضاً أن ننظر بشكل أعمق لتقييم التكلفة الحقيقية للحرب ومنها فقدان الوظائف ومصادر الدخل مع ارتفاع الأسعار، مما يجعل الأسر تكافح من أجل شراء الطعام.
يضطر الناس إلى ترك منازلهم والعيش في ظروف معيشية متدنية مما يشجع على انتشار الأمراض.
وهذا يعد ضاراً بشكل خاص للأطفال الصغار، الذين يشكل سوء التغذية والمرض خطرا على حياتهم, لذا, إذا أردنا تقييم تكاليف الصراع، يجب علينا حساب كل هذه الآثار المرتبطة.
في مركز باردي، نستخدم التفكير المنظومي والنمذجة المتكاملة لرسم وفهم الطرق التي لا تعد ولا تحصى التي يؤثر بها الصراع على التنمية.
نحن نستخدم نموذج العقود الآجلة الدولية ويشار إليه عموماً باسم Ifs”” وهو نظام نمذجة متكامل شامل.
لقد صممنا العديد من سيناريوهات الانتعاش المختلفة، من التعافي الضعيف والمجزئ إلى الانتعاش القوي والفعال والمتكامل.
في حين أن الانتعاش الضعيف والمجزئ سيمنع مئات الآلاف من الوفيات ويسمح ببدء التعافي، إلا أنه يكون ذلك في وضع يسود فيه السلام غير المستقر والضعيف.
لكن يمكن لواضعي السياسات وممارسيها فعل الكثير لتحسين النتائج بشكل أكبر، بما في ذلك الاستثمار في الحوكمة والزراعة.
وتتمثل إحدى أبرز النتائج في تمكن المرأة، من خلال إدخال تحسينات على صحة المرأة وتعليمها بالإضافة إلى مشاركتها في الاقتصاد والمجتمع، وهذا يمثل إستراتيجية انتعاش قوية بشكل خاص، حيث ينقذ حياة 140 ألف شخص وينتشل 2.3 مليون من براثن الفقر بحلول عام 2030.
استراتيجية الانعاش الأكثر فاعلية هي تلك التي يتم دمجها بالكامل عبر أنظمة التطوير.
إن آثار الصراع محسوسة في جميع أنحاء المجتمع ويتطلب التعافي الكامل حلولًا قائمة على الأنظمة تتضمن الاقتصاد والصحة والتعليم وإدارة الحكم والزراعة وتمكين المرأة.
ستتطلب استراتيجية التعافي القوية والمتكاملة إلغاء الصوامع التي غالباً ما توجد في مجالات التنمية والمساعدات الدولية.
كما سيتطلب التنسيق على جميع المستويات- من المستوى الدولي إلى المحلي- وإتباع استراتيجيات تركز صراحة على دعم وبناء المؤسسات المحلية والأهم من ذلك، أنها تتطلب سلاماً مستداماً ودائماً في اليمن.
إن تلبية هذه المتطلبات سيكون تحديا ونجد أن استراتيجية التعافي المتكاملة هذه يمكن أن تعيد البلد إلى مسار التنمية الذي كان عليه قبل الحرب.
وسوف تمنع وفاة 700000 ألف يمني ويقضي على الفقر المدقع بحلول منتصف القرن.
من خلال السلام المستدام والانتعاش القوي والمتكامل، يمكن أن تتجنب الأجيال القادمة في اليمن أسوأ آثار الحرب وأن تبلغ سن الرشد في بلد استعاد الرخاء والكرامة.
من المعروف أنه من الصعب الحصول على تقييمات جيدة قائمة على البيانات من منطقة الصراع.
هذه التقييمات مهمة لفهم التكلفة البشرية الكاملة للصراع, ويمكن أن يساعد تقييم الآثار غير المباشرة للحرب المنظمات الإنسانية والتنموية على فهم كيفية مساعدة السكان المعرضين للخطر بشكل أفضل، سواء أثناء استمرار الحرب أو في أعقابها.
الاستنتاجات التي تم التوصل إليها من تصميم Ifs”” مفصلة في ثلثي من ثلاثية التقارير التي تم إصدارها الشهر الماضي.
تم توزيع التقريرين الأولين، اللذين تم إصدارهما في عام 2019, عبر قاعات مجلس الشيوخ الأمريكي وتم إبرازهما في التقارير الإعلامية حول الحرب في اليمن.
كل يوم من الصراع المستمر يودي بحياة 80 شخصاً بشكل مباشر وغير مباشر ويمكن لهذه النتائج أن تفهم صانعي السياسات وأصحاب المصلحة في جميع أنحاء العالم بأنه حان الوقت الآن للعمل إذا كنا نأمل في توجيه مستقبل اليمن في اتجاه إيجابي.
جوناثان دي موير: مدير مركز فريدريك إس باردي للعقود الآجلة الدولية بجامعة دنفر.
تايلور حنا: باحث أول مشارك في المركز.
ديفيد بول: مساعد مدير التحليل في مركز باردي.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع