“إسرائيل” والمناورات الإيرانيّة: رسائل جدّية وحرب على الوعي
حول طبيعة الرسائل الإيرانية المتوخاة من مشاهد المناورات ولا سيما مشاهد محاكاة ديمونا، اعتبر معلقون أن الأمر هو جزء من معركة شاملة على الوعي، على خلفية استئناف المفاوضات النووية في فيينا، وتزايد التهديدات الإسرائيلية.
السياسية :
أصداء المناورات الإيرانية السنوية، “الرسول الأعظم 17″، وما حملته من رسائل ودلالات ومشاهد، ولا سيّما مُحاكاة قصف مفاعيل ديمونا جنوبي فلسطين المحتلة، تردّدت لدى العديد من الأوساط الإسرائيلية، على الرغم من الصمت الرسمي شبه التّام.
وفيما قرأ خبراء ومعلقون في مشاهد المناورة، لا سيما محاكاة قصف ديمونا، جهد إيرانياً جديداً في تسعير حرب الوعي، على خلفية مفاوضات فيينا والتهديدات الإسرائيلية الأخيرة، حذّر البعض من الاستخفاف برسائل المناورة وإن كانت حرباً نفسية، لأنها تمثل أيضاً إعلان نيّات إيراني.
وبالفعل تولى خبراء ومعلّقون إسرائيليون تظهير القراءة الإسرائيلية لرسائل المناورة التي توزعت على عدة عناوين:
الرسائل: المعلّقون والخبراء رأوا أن المناورات الإيرانية السنوية تحمل في طيّاتها هذا العام رسائل خاصة، تنطوي على استعراض القوة، والرد على التهديدات الإسرائيلية الأخيرة. وتوقف الجميع عند رسائل مشاهد إطلاق صواريخ بالستية نحو مجسم يحاكي لمفاعل ديمونا. ونقل معلقون عن خبراء حلّلوا المشاهد أنه لم يظهر تجديد في الصواريخ البالستية الإيرانية، لكنها أظهرت قوة مهمة ونوعية.
حرب الوعي: حول طبيعة الرسائل الإيرانية المتوخاة من مشاهد المناورات ولا سيما مشاهد محاكاة ديمونا، اعتبر معلقون أن الأمر هو جزء من معركة شاملة على الوعي، على خلفية استئناف المفاوضات النووية في فيينا، وتزايد التهديدات الإسرائيلية.
ورأى معلقون أنه يجب النظر إلى الرسائل الإيرانية على أنها في إطار الحرب النفسية. وثمة من رأى من المعلقين أن الإيرانيين يستخدمون هذه المشاهد أيضاً للضغط على ممثلي الدول العظمى المشاركة في مفاوضات فيينا.
إعلان نيّات: حذّر معلقون من الاستخفاف بالرسائل الإيرانية، التي “يجب النظر إليها كإعلان نيّات عن استعداد إيران لمواجهة هجوم محتمل ضدّ منشآتها النووية. وذكروا أنّه من ضمن استعدادات الرد الإيراني هو الرد بواسطة الطائرات المسيرة الانتحارية”.
انتقادات: على خلفية الاهتمام الإعلامي وُجِّهت انتقادات إعلامية لسياسة التبجّح والثرثرة الإسرائيلية، التي تحدّثت عن إمكانية تدمير المفاعلات النووية الإيرانية وعن جاهزية سلاح الجوّ لذلك، ولا سيّما النبرة العالية التي تحدّث بها مؤخراً قائد سلاح الجو المُعيّن، اللواء تومير بار. وبمناسبة حرب التهديدات المتبادلة أُعيد إلى الواجهة السّجال حول جاهزية الجبهة الداخلية لتلقي ضربات ثقيلة من إيران وحلفائها في المنطقة في حال اندلاع مواجهة واسعة.
مناعة الجبهة الداخلية: انصبّ اهتمام الخبراء، بشكل أساس، على تقييم قدرة ومناعة الجبهة الداخلية في الحرب المقبلة، وانقسموا بين من رأى أن تهديد إيران في ظلّ جبهة داخلية إسرائيلية غير جاهزة بما يكفي، يمثل “ضرباً للرأس في الجدار”، مقابل من يعتقد أن لدى “إسرائيل” القدرة والخبرة الّلازمتين على تحمّل هكذا مواجهة، وهو ما عبّر عنه قائد الجبهة الداخلية اللواء أوري غوردين في أعقاب إثارة موضوع نقاط ضعف الجبهة الداخلية الإسرائيلية في أي مواجهة مقبلة، حيث طمأن غوردين الإسرائيليين “أن إسرائيل جاهزة للتصدي لاعتداءات صاروخية تشمل إطلاق آلاف الصواريخ”، مؤكداً أنه “يجب عليها من ناحية أُخرى مواصلة استعداداتها وتحسين جاهزيتها للتعامل مع هذا السيناريو، إلى جانب سد النواقص القائمة في مجال تحصين الجبهة الداخلية”.
* المصدر : الميادين نت