اليمن المنقسم يوحده الانتصار في مباراة كرة القدم للشباب الناشئ على السعودية
بقلم: علي المجاهد وسيوبان أوغرادي
( صحيفة “واشنطن بوست”الامريكية- ترجمة: نجاة نور، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
صنعاء، اليمن – تدفقوا إلى الشوارع من المنازل والمقاهي وهتافاتهم تتصاعد وسط اصوات الألعاب النارية وإطلاق النار الاحتفالي.
بعد سبع سنوات من الانقسام، توحد اليمنيون يوم الإثنين بشأن خبر سار نادر في بلد مزقته حرب أهلية دامية، فاز فريق كرة القدم للشباب تحت سن 15 عاماً ببطولة اتحاد غرب آسيا لكرة القدم للناشئين، وهزم المملكة العربية السعودية المجاورة والفوز باللقب.
أثار الفوز سلسلة من الفخر الوطني في جميع أنحاء البلد، من الشمال – حيث يسيطر الحوثيون – إلى الجنوب، الذي لا يزال تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، المدعومة من الرياض.
في المدن التي هزتها الغارات الجوية والقصف في السنوات الأخيرة، نزل الناس إلى الشوارع للاحتفال، واغتنموا الفرصة للاستمتاع – ولو للحظة – بالطعم المنسي للفرح غير المقيد.
تصاعدت الاحتفالات بشكل كبير لدرجة أن وزارة الصحة التابعة للحوثيين أصدرت تحذيراً للسكان بالبقاء في منازلهم وتجنب الأماكن المفتوحة بسبب خطر الرصاص الطائش.
قال علاء حسين محمد، 30 عاما، الذي شاهد المباراة مع أصدقائه في مدينة عدن الجنوبية الخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي – المجلس، وهو جماعة انفصالية، تتنافس أيضا مع الحكومة للسيطرة- “كانت الشوارع مزدحمة والجميع يهتفون بالروح بالدم نفديك يا يمن”, لم يكن هناك مكان للسياسة, كنا جميعاً واحداً: في الشمال، في الجنوب، في كل مكان”.
في العام الماضي، تصاعد القتال بشكل كبير في محافظة مأرب الغنية بالغاز، وهي معقل مهم للحكومة في الشمال حيث يتنافس الحوثيون الآن على السيطرة عليها.
وفي وقت سابق يوم الاثنين، ورد مقتل قائد عسكري كبير، اللواء ناصر الذيباني، في اشتباكات بالمحافظة.
نزح الملايين من الناس، وحذرت الأمم المتحدة هذا العام من أن حوالي 16 مليوناً “يسيرون نحو المجاعة”, ففي بعض أجزاء البلد، يعيش المدنيون بالفعل في ظروف شبيهة بالمجاعة.
قدم فوز مساء الاثنين للمدنيين الإغاثة التي هم بأمس الحاجة إليها من مصاعب الحياة اليومية في منطقة حرب.
شاهدت أسيل عبد الله العبسي، 23 عاماً، طالبة طب أسنان في تعز، المدينة اليمنية التي ابتليت بالعنف لسنوات، المباراة مع صديقاتها, وبعد الفوز، هرعوا إلى شارع جمال، أحد الطرق الرئيسية في تعز، “وتشاركنا فرحتنا مع الناس”.
قالت: “كان الشارع مليئاً بالسيارات، وكنا نطير من السعادة “.
بسام حسن القحطاني، 24 عاما، صيدلاني في صنعاء، توجه إلى الملعب مع العشرات من أصدقائه لمشاهدة المباراة التي أقيمت في السعودية، وتم بثها على شاشات كبيرة “كان الجو العام رائعاً”, بالنسبة له، أضاف الفوز على السعودية أهمية أكبر للفوز, “سعادتنا اثنان: واحدة للفوز بالكأس والثانية بالفوز على السعودية”.
لكن الأهم من ذلك، أنها قدمت له لمحة من التفاؤل الذي كان مفقوداً منذ فترة طويلة في اليمن.
“لقد جلب النصر الأمل لنا جميعاً أنه حتى خلال المعاناة والمصاعب التي نمر بها بسبب الحرب، هناك أمل”.
وردد العبسي، طالب طب الأسنان، هذا الشعور, حيث قال إن سعادته كانت “أكثر مما أستطيع التعبير عنه بالكلمات, لقد عانينا من تراكم كل المشاكل والبؤس الناجم عن الصراع, إن رؤية البلد وهو يجتمع في الاحتفال “يظهر مدى اتحادنا كأمة يمنية”.
كما عمت الاحتفالات في حي الدقي بالقاهرة، حيث يعيش العديد من اليمنيين.
وكان من بين الذين تجمعوا في الخارج للتعبير عن فرحتهم بالفوز, عبد الغني علي عبد الله البرتاني، 36 عاماً، الموجود في القاهرة مع شقيقه، والذي يتلقى العلاج هناك جراء أصابته من سرطان الكبد.
مثل العديد من المدنيين الذين يسعون للعلاج في الخارج، عانوا من رحلة صعبة من صنعاء، حيث تدهورت ظروف المستشفيات وأغلق المطار منذ سنوات بسبب القيود السعودية على المجال الجوي للبلد.
بعد كل هذه المصاعب، قدم فوز يوم الاثنين في المباراة “سعادة لا يمكن وصفها”، على حد قوله.
“كانت الفرحة لجميع اليمنيين, حتى أولئك الذين يقاتلون بعضهم البعض، كان الجميع سعداء”.
قال ابن أخيه، جلال جميل، 25 عاماً، إنه على الرغم من أن فوز الشباب في كرة القدم قد يبدو صغيراً بالنسبة إلى الغرباء، إلا أن اليمنيين يسعون وراء “أي تفاصيل صغيرة” للاحتفال, “لفترة طويلة في اليمن، لم يسعدنا شيء”.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع