الولايات المتحدة :الحروب الثقافية وأساليب هدم المجتمعات الإسلامية
بهاء الخزعلي*
الحرب الثقافية هي نوع من انواع الحروب المعرفية الحديثة التي تتبناها قوى الاستكبار، والتي تسعى من خلالها ضرب العادات والاعراف والضوابط الشرعية لدى المجتمعات الإسلامية، فتارة تأتي عن طريق الغزو الثقافي للمجتمع من خلال نشر عادات وظواهر غريبة عن المجتمعات الإسلامية، وتارة أخرى تقوم بتصدير مواد قانونية تخالف الضوابط الشرعية لتلك المجتمعات لتحييد الشريعة الإسلامية في تلك المجتمعات.
تعرض العراق على سبيل المثال الى عدد من تلك الهجمات منذ عام ٢٠٠٣ الى يومنا هذا، ولو استعرضنا بعضها للاحظنا مدى تأثيرها على وعي الشباب في أيامنا هذه، على سبيل المثال…
*ظاهرة مراكز المساج الصيني: أو ما تلقب في الولايات المتحدة الأميركية مراكز الدعارة المقنعة، وهو نوع من انواع استدارج الشباب لإقناعهم بالانجراف نحو الرذيلة عن غير علم، ثم تتكرر الحالة لدى الشاب حتى تصبح أمر معتاد لزيارة تلك المراكز بشكل دوري، فيصبح معتاد على ممارسة الرذيلة مما يؤدي إلى انحلاله إخلاقيا، فيصبح طعم سهل لدى الأجهزة الاستخباراتية التي تدير تلك المراكز فيتم تجنيده وفقا لرغبته وبثمن بخس.
*ظاهرة الأيموشن: وهي ظاهرة صدرت الى المجتمعات الإسلامية عبر ترتيبات بين أجهزة الاستخبارات الأميركية، المرتبطة بوزارة الخارجية الأميركية عن طريق السفارات الأميركية للمجتمع المستهدف بتعاون بعض منظمات المجتمع المدني، من خلال نشر تلك الظاهرة تحت شعار (حرية الفرد وكينونته) اي من حق الأنسان أن يكون ما يرغب به هو بغض النظر عن سمعت عائلته أو عشيرته أو انتمائه، وتعتبر ظاهرة الأيموشن ظاهرة خطرة بحد ذاتها بإعتبارها من الظواهر التي تستهدف الدين والعقل بشكل مباشر، حيث يعتمد المنتمين إليها على حكم العاطفة وليس العقل، وكذلك تندرج تحت مسمى اخر وهو (عبدة الشيطان ) وذلك شرك بالخالق المعبود الواحد الأوحد جل علاه.
*ظاهرة المخنثين (المتشبهين بالنساء): وهي أحد أخطر الظواهر التي لوحظة بسرعة انتشارها بالمجتمعات الإسلامية، وهي ظاهرة تدرجة بشكل متسارع من المخنثين الى التحول الكامل للجنس عبر العمليات الطبية لتغيير الجنس، الى المطالبة بحقوق المثلية حتى أصبح الأمر شبه الطبيعي أن ترى علم المثلية مرفوع في سماء بلادك عن طريق طائرة ورقية أو فوق علب العاب الأطفال أو على واجهت محل أو مركز ما أو منتج للبيع، يقول أمير المؤمنين علي أبن ابي طالب عليه السلام (أخشوشنوا فإن الترف يذهب النعم) لذلك تعمد دول الاستكبار على دعم ظاهرة المخنثين في مجتمعاتنا الإسلامية.
*ظاهرة صناع المحتوى: وهذه الظاهرة هي ادات من أدوات الاستعمار الثقافي، حيث يتم دعم صناع المحتوى من جهات غير معلومة لإرسال رسائل من خلال ما يقدمه هؤلاء، وغالبا ما نلاحظ تصدر الترند لشخصيات تصنع محتوى سفيه وتافه جدا، وذلك هو السبب الرئيسي لدعم هذه الشريحة من صناع المحتوى، حيث تجعل المجتمع يتماشى مع كل ما هو سفيه وتافه، مما يؤثر على إمكانية العقول في تلك المجتمعات لتقبل الأمور الجدية وتحمل المسؤولية إزاء المجتمع، لابقاء تلك الشعوب تحت تأثير غيبوبة اللامبالات.
*ظاهرة التحرر والمساواة بين الرجل والمرأة: عمدت الولايات المتحدة تصدير هذه الظاهرة من خلال تقوية صوت المرأة في المجتمع على حساب الرجل، مما أدى لارتفاع نسب الطلاق في البلدان الإسلامية، في الآونة الأخيرة وذلك من خلال تفضيل المرأة بالعمل الوظيفي على الرجل، ونحن هنا لسنا ضد حق المرأة بحقها الوظيفي، لكن يجب أن نميز ما بين المساواة بين الرجل والمرأة وبين تناسب حقوق المرأة مع واجباتها بالمجتمع، فهناك على سبيل المثال بعض المسؤوليات الاجتماعية التي لا تستطيع المرأة تحملها عوضا عن الرجل، وبذلك نفهم أن مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة هو مبدأ خاطئ وفقا للتقديرات العقلية، لكن ما حصل في مجتمعاتنا بعد ترسيخ هذا المبدأ هو زيادة بحالات الانفصال والطلاق مما أدى إلى تفكك لعدد كبير من الأسر في مجتمعاتنا الإسلامية وهذه هي الخطوة الاولى التي رغب الاستعمار بالوصول إليها، أما الخطوة الثانية والتي يعمل عليها الاستعمار هي محاربة الزواج بسن مبكر للنساء، يقول رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم (تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة)، لذلك يسعى الاستعمار السيطرة على قضية التكاثر في المجتمعات الإسلامية، بأعتبار تكاثر المسلمين يعني تكاثر هالة الرفض بوجه المخططات التي يسعى لتنفيذها الاستعمار في بلداننا، فتارة يتوجهون نحو تحديد عدد أفراد الأسرة وتحديد عدد الأطفال المسموح بإنجابهم بحجة خلق التناسب بين الموارد البشرية والثروات الطبيعية، ولو تمعنى بالأمر بشكل منطقي وواقعي بقضية الزواج المبكر أو كما يسميه الاستعمار (زواج القاصرات)، نرى أن في مجتمعاتنا الإسلامية والمجتمعات العشائرية والقبلية هناك عدد كبير من زواج الفتيات بسن دون الثامن عشر، ولو فرضنا مثلا فتاة تزوجة بعمر الرابع عشر و رفضت المحكمة تسجيلها قانونيا، و أنجبت طفل أو اثنين خلال ثلاث سنوات ثم حدث انفصال وطلاق عن زوجها، من سيضمن حقوقها وحقوق الأطفال وهي غير مسجلة قانونيا؟؟
إذن تسجيل الزواج بالمحكمة للفتاة بالسن المناسب الذي تكون فيه الفتاة شاملة للشرطين سن البلوغ (أي يأتيها ما يأتي النساء) وكذلك سن الرشد، أي أنها متفهمة ماهية المسؤولية التي هي مقبلة عليها بذلك الزواج هو ضمان لحقوقها وحقوق إبنائها بذلك الزواج، وكذلك تسجيل ذلك النوع من الزيجات في المحكمة يشجع على التصدي للمخطط الصهيواميركي بضرب الشريعة الإسلامية في مجتمعاتنا عبر القوانين الغربية التي تصدر لنا، ولو أردنا الرد على قضية الزواج المبكر بأمكاننا متابعة الدساتير الغربية والتي تبيح للمرأة في دول أوربا ممارسة الجنس في بعض الدول بسن ١٣ والبعض الآخر بسن ١٤ والبعض الآخر بسن ١٦ وهذه الاعمار كلها دون ال١٨ أذن لو كان في الأمر ضرر صحي كما يدعون لماذا يبيحونه لنسائهم كحرية جنسية ولا يبيحونه كزواج شرعي وقانوني، أذن الهدف منه هو إخراج المجتمعات من معتقداتها الدينية الى متبنيات جديدة وفق مفهوم العولمة، وهناك سؤال يجب أن نوجهه للصهاينة بشكل واضح لماذا هناك طائفة يهودية تبيح حق ممارسة الجنس فعليا للفتاة في سن الرابعة فقط إليس ذلك مبكر جدا ؟؟؟.
* المصدر : موقع إضاءات الإخباري