ذكرى سنوية الشهيد .. تضحيات وعطاء متجدد
السياسية :
توّجت تضحيات الشهداء والملاحم البطولية، التي سطروها، بانتصارات عظيمة في مختلف جبهات الدفاع عن اليمن وسيادته واستقلاله.
حيث يحتفل الشعب اليمني حالياً بالذكرى السنوية للشهيد، في وقت ما يزال يتعرض الشعب اليمني لعدوان وحصار وتصعيد من قبل تحالف العدوان الأمريكي – السعودي – الإماراتي.
وتحظى ذكرى سنوية الشهيد باهتمام واسع من قبل الدولة والحكومة والشعب اليمني، عرفاناً بالمواقف المشرّفة التي سجلّها شهداء الوطن والقوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية في مختلف جبهات مواجهة العدوان الأمريكي – السعودي وساحات العزة والكرامة.
وتتوالى تضحيات الشهداء يوماً تلو الآخر، بتسابق الأحرار من خيرة أبناء اليمن لنيل شرف الدفاع عن اليمن، في صورة تجسّد معاني الإباء والشموخ والصمود والثبات في مواجهة قوى العدوان، ومخططاتها التآمرية الرامية إلى تمزيق النسيج الاجتماعي واللّحمة الوطنية.
ويتجدد عطاء الشهداء، وما سطروه من ملاحم بطولية في الدفاع عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية، من خلال إحياء الذكرى السنوية للشهيد والتذكير باستبسالهم وثباتهم وفدائهم للوطن وأمنه واستقراره وسيادته.
وتتصدر ذكرى سنوية الشهيد مجمل الأنشطة والفعاليات المكرسة بهذه المناسبة، التي ستظل محفورة في وجدان أبناء اليمن حاضراً ومستقبلاً، وسيخلّدها التاريخ في أنصع صفحاته المشرقة، نظير تضحياتهم الكبيرة في سبيل نيل الحرية والاستقلال.
وتأتي الذكرى السنوية للشهيد كمحطة مهمة في تاريخ اليمن المعاصر، الذي ما يزال يقيّم، منذ سبع سنوات، التضحيات الجسيمة في سبيل الحرية والكرامة والخروج من الوصاية والهيمنة الخارجية واستقلال القرار السيادي.
ورغم تحدّيات العدوان والحصار، شرعت الدولة والحكومة في اتخاذ سلسلة من الإجراءات لرعاية أسر الشهداء، ومنها إنشاء صندوق خاص يُعنى بأسر وذوي الشهداء، وتخصيص قطعتي أرض لكل أسرة شهيد ومعاق، لبناء مساكن لهم في أمانة العاصمة والمحافظات.
وخصصت حكومة الإنقاذ نسبة لأبناء الشهداء والمعاقين في الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة، وكليات المجتمع والمعاهد المهنية والمدارس الخاصة، والكليات العسكرية والأمنية، وإصدار التوجيهات لوزارة الخدمة المدنية باعتماد درجات وظيفية لأبناء الشهداء، وجرحى الحرب في إطار خطط التوظيف السنوية، والتعاون مع وزارة المالية بشأن ذلك.
وأكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع، الفريق جلال الرويشان، خلال تدشين حكومة الإنقاذ لفعاليات ذكرى سنوية الشهيد 1443هـ، أن القرارات التي أصدرتها الحكومة واللجنة العليا للاحتفالات، عطفاً على توجيهات قائد الثورة وتعليمات رئيس المجلس السياسي الأعلى، تأتي استشعاراً بأهمية إيلاء أسر وأبناء الشهداء كل الاهتمام والتقدير، وتوفير سبل العيش والحياة الكريمة لهم، عرفاناً بتضحيات الشهداء في الدفاع عن اليمن.
وأشار إلى أن الحكومة ستعمل -خلال الفترة المقبلة- على وضع تلك القرارات موضع التنفيذ .. لافتاً إلى ان هذه الذكرى تأتي في إطار تسليط الضوء على بطولات ومآثر الشهداء، الذين سطروا بدمائهم ملحمة وطنية خالدة ضد قوى العدوان والبغي والاستكبار.
وبيّن أن الشهداء يستحقون من الجميع التكريم والإجلال في كل وقت .. مشيراً إلى أن مآثرهم البطولية ستكون أنموذجا للأجيال القادمة تستلهم منها الدروس والعِبر من خلال تحليل واستقراء هذا التاريخ المجيد المليء بما لا يُحصى من المعجزات.
من جانبه، أشاد عضو مجلس الشورى، الدكتور خالد السبئي، بعطاء الشهداء وتضحياتهم، دفاعاً عن اليمن وأمنه واستقراره .. داعياً إلى الاهتمام بأسر وذوي الشهداء، وتقديم سبل الرعاية لهم، عرفاناً بتضحياتهم في مواجهة قوى العدوان والمرتزقة.
ودعا إلى تفاعل الجميع مع فعاليات وأنشطة هذه الذكرى، والتذكير ببطولات الشهداء، واستذكار عظمة تضحياتهم في الدفاع عن الدين والأرض والعرض .. مبيناً أن هذه الذكرى محطة سنوية، لتعزيز ثقافة الشهادة، واستمرار رفد الجبهات بالمال والرجال والعتاد.
وضمن فعاليات الذكرى السنوية الشهيد للعام 1442 هجرية، تحتفل وزارات ومؤسسات الدولة وهيئاتها والسلطات المحلية في المحافظات والمديريات بإحياء هذه الذكرى بفعاليات ثقافية وندوات فكرية، بما يليق بمكانة الشهداء وتضحياتهم.
وتشهد روضات الشهداء حالياً إقبالاً واسعاً من قِبل قيادات الدولة والحكومة وأسر وذوي الشهداء، من خلال زياراتهم والتذكير بعطائهم وتضحياتهم، في حين تتواصل زيارات أسر وذوي الشهداء، وتفقد أحوالهم، وتلمس احتياجاتهم، وتقديم ما أمكن من رعاية ومساعدات.
وقال عضو القيادة القطرية بحزب البعث العربي الإشتراكي ـ رئيس مكتب العلاقات السياسية الوطنية والخارجية بالحزب، رامي عبدالوهاب محمود: “تحل علينا ذكرى سنوية الشهيد، التي نحتفي بها تقديراً وإجلالاً لكل شهداء اليمن، الذين ضحًوا بكل غالٍ ونفيس من أجل نصرة قضيتهم، قضية الحق وتحقيق النصر على قوى العدوان”.
وأشار إلى أن هذه الذكرى تأتي والجميع يدرك قيمة التضحيات التي قدّمت لنيل شرف الدفاع عن الوطن وكرامته وسيادته .. لافتاً إلى أن هذه الذكرى، وبعد مضي سبع سنوات من فشل العدوان وانتصار إرادة الشعب اليمني لحريته ومشروعه، تجعل الجميع يتفاءل، ويسعون لتعزيز تماسك الجبهة الداخلية، وإجهاض المشروع التدميري لقوى العدوان.
من جهته، نوّه نائب رئيس مكون الحراك الجنوبي، الموقع على “اتفاق السلم والشراكة”، سعيد باكحيل، بتضحيات الشهداء وبطولاتهم في مواجهة العدوان الأمريكي – السعودي.
واعتبر هذه الذكرى مدرسة غنية بالدروس والعِبر، وما تقدّمه هذه الدروس من معانٍ، تؤكد عظمة الشعب اليمني، وقدرته على تحقيق النصر مهما بلغت التضحيات.
بدوره، أشار عضو قيادة فرع حزب البعث العربي الإشتراكي – فرع محافظة صنعاء، عبدالولي الجيلان، إلى أن ذكرى سنوية الشهيد تأتي للتذكير بعظمة تضحيات الشهداء ومواقفهم البطولية في جبهات الدفاع عن الوطن.
ولفت إلى أن الشهداء قدّموا أنفسهم فداءً للوطن ونبذ الوصاية الخارجية، التي جثمت على الشعب اليمني لعقود من الزمن .
في حين عبّر علي الحاكم -والد اثنين من الشهداء- عن الاعتزاز والفخر بتضحيات الشهداء في الدفاع عن اليمن وسيادته واستقلاله.
ودعا الجميع إلى استمرار التعبئة والتحشيد ورفد الجبهات بالمال والرجال والعتاد، والتحرك الجاد لدفع ضرر العدوان على الشعب اليمني.. مشيراً إلى ضرورة اضطلاع الجميع بمسؤولية خوض معركة الدفاع عن الوطن.
ورغم استمرار العدوان والحصار والتصعيد الأمريكي، يستمر عطاء اليمنيبن وتضحياتهم يوماً تلو الآخر في الدفاع عن الوطن كخيار حتمي لا رجعة عنه، حتى يكتب الله النصر المبين للشعب اليمني، الذي يخوض أشرف معركة في مواجهة قوى الاستكبار والطغيان العالمي.
وستبقى ذكرى سنوية الشهيد بصمة خالدة في وجدان اليمنيين، يتذكرون من خلالها عطاء الشهداء وبطولاتهم المشرقة، التي سيسجلّها التاريخ بأحرف من نور في أنصع صفحاته.
(سبأ)