الطائرات الحربية السعودية تقصف اليمن بدقّة بمساعدة الولايات المتحدة “يجب أن ينتهي هذا”

بقلم: بيرني ساندرز ورو خانا

(صحيفة “الجارديان” البريطانية- ترجمة: نجاة نور, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

يجب على الولايات المتحدة إنهاء كل دعم للجهود الحربية السعودية في اليمن, إنها تغذي أكبر أزمة إنسانية في العالم.

إن الخرق الأخير لسفارة الولايات المتحدة في العاصمة اليمنية صنعاء من قبل قوات الحوثيين، واحتجاز موظفي السفارة اليمنيين، هو أحدث تصعيد في حرب استمرت لفترة طويلة.

إنها حرب دعمتها الولايات المتحدة ولا تزال منخرطة فيها بعمق, لقد حان الوقت لأن ينتهي هذا التواطؤ.

لأكثر من ست سنوات، كان التدخل العسكري بقيادة السعودية في الحرب الأهلية اليمنية نيابة عن الحكومة اليمنية المنفية ضد الحوثيين اليمنيين محرك رئيسي لأكبر كارثة إنسانية في العالم.

قال منسق الإغاثة الإنسانية للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، في سبتمبر، “لقد وصل اقتصاد البلد إلى أعماق جديدة من الانهيار، وتهدد موجة ثالثة من الوباء بتحطيم نظام الرعاية الصحية الهش بالفعل في البلد، وأيضا إلى حدوث مجاعة”.

في البداية تحت إدارة أوباما ثم إدارة ترامب، كانت الولايات المتحدة شريك للسعودية في هذه الحرب المروعة.

وفي عام 2019، دخل الكونغرس التاريخ من خلال تمرير أول قرار لسلطات الحرب من خلال مجلسي الكونغرس، والضغط على دونالد ترامب لإنهاء هذا الدعم.

كانت هذه هي المرة الأولى التي استند فيها الكونغرس إلى قرار سلطات الحرب لعام 1973 لتوجيه الرئيس بسحب القوات من حرب غير معلنة.

كنا فخورون بقيادة هذا الجهد, إن تمرير هذا القرار له آثار تتجاوز اليمن بكثير، وفتح نقاش واسع ومهم للغاية حول كيف ومتى تستخدم الولايات المتحدة جيشنا لشن حرب والسلطة الدستورية الوحيدة للكونغرس للسماح بهذا الاستخدام.

لقد رحبنا بإعلان إدارة بايدن في وقت سابق من هذا العام أنها ستنهي دعم العمليات العسكرية “الهجومية” التي تقودها السعودية في اليمن وتعيين مبعوث خاص للمساعدة في إنهاء هذا الصراع, لكن الأزمة استمرت فقط.

يواصل مقاولو الدفاع الأمريكيون خدمة الطائرات السعودية التي تشن هذه الحرب وأعلنت الولايات المتحدة للتو عن مبيعات أسلحة جديدة للسعوديين.

نحن ندرك أن إنهاء الدعم العسكري الأمريكي للهجوم الوحشي للمملكة لن ينهي وحده الصراع متعدد الجوانب في اليمن.

يشن الحوثيون هجمات دامية على مدينة مأرب وسط اليمن ويشنون هجمات عبر الحدود على الأراضي السعودية, كما اندلعت أعمال عنف بين الفصائل المتناحرة في جنوب اليمن.

توصلت لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة إلى أن جميع أطراف النزاع ربما تكون قد ارتكبت جرائم حرب.

قد لا تكون الولايات المتحدة قادرة على وقف كل أعمال العنف التي ساعدت في خلقها، لكنها تستطيع التوقف عن تمكين الطائرات الحربية السعودية من قصف المدنيين اليمنيين.

سيؤدي القيام بذلك إلى إنقاذ الأرواح – ليس فقط اليمنيين الذين نجوا من عمليات القصف السعودية، ولكن أيضاً من خلال استخدام نفوذها للضغط على السعودية لرفع الحصار عن اليمن، الذي يواصل منع الوقود والواردات الأساسية الأخرى إلى البلد، مما يدفع ملايين اليمنيين نحو حافة المجاعة.

يجب أن يتم رفع الحصار على الفور وأن يتم فك الارتباط بمحادثات مفاوضات السلام النهائية.

لقد اقترحنا تعديل قانون تفويض الدفاع الوطني لإنهاء كل الدعم الأمريكي للجهود الحربية السعودية.

أقر مجلس النواب بالفعل هذا التعديل للسنة الثالثة على التوالي, وبالنظر إلى أن هذا التعديل يقنن ببساطة حظر على تقديم الدعم للحرب السعودية التي أقرها بالفعل مجلسي النواب والشيوخ في عام 2019 – وهو التشريع المدعوم في ذلك الوقت من قبل العديد من المسؤولين الآن في إدارة بايدن- فقد طال انتظار هذا البند المدرج في مشروع قانون السياسة الدفاعية النهائي الذي يتم إرساله إلى مكتب الرئيس.

من الضروري تمرير هذا التعديل لاستعادة مصداقية الولايات المتحدة كحكم سلام في اليمن, لكن هذا وحده لا يكفي.

يجب على الولايات المتحدة أن تدعم بعثة مراقبة دولية إلى جانب الحدود السعودية اليمنية وأن تقود جهود التنمية السخية لإعادة بناء اليمن.

يجب أن تركز هذه المساعدة على تعزيز المبادرات الإنسانية والتنموية المحلية مثل الصندوق الاجتماعي للتنمية في اليمن.

يجب علينا أيضاً زيادة مشاركتنا الدبلوماسية بشكل كبير للضغط على السعودية وحكومة الجمهورية اليمنية المتواجدة في الرياض والحوثيين لقبول خارطة طريق الأمم المتحدة كأساس لحل وسط ينهي التدخل العسكري الأجنبي ويسمح لليمنيين بالتوصل إلى اتفاق.

لقد استمرت الحرب لفترة طويلة، وحان الوقت لنبدأ في اتخاذ خطوات جريئة على طريق السلام.

  • بيرني ساندرز عضو في مجلس الشيوخ الأمريكي، وعضو بارز في لجنة الميزانية في مجلس الشيوخ, عن ولاية فيرمونت.
  • رور خانا ممثل الولايات المتحدة عن منطقة الكونجرس السابع عشر في كاليفورنيا

*  المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع