المملكة وتداعيات تعيين واستقالة “قرداحي”
السياسية:
بقلم: المحرر السياسي
تداعيات تعيين واستقالة الوزير جورج قرداحي من الحكومة اللبنانية، وما أثير حولها، كشفت جملة من الأمور عن المملكة العربية السعودية وطبيعة نظامها السياسي المتسم بالهشاشة أصلاً.
لعلّ أبرزها إماطة المستور عن حقيقة مملكة آل سعود منذ تأسيسها وحتى اليوم، حيث ظهرت في تعاملها مع هذه المسألة على حقيقتها؛ ضعيفة وصغيرة، وهي من حاولت طيلة عقود من الزمن أن تصنع لنفسها هالة توحي للمجتمع العربي والإسلامي والدولي بالقوة، لكن واقع الحال جاء ليزيل الغشاوة عن نظام ملكي ضعيف وهزيل لم يستطع الصمود أمام قضية في غاية البساطة ولا تستحق كل ذلك العداء الذي أعقب تصريحات قرداحي عن الحرب على اليمن.
إن أية دولة تدّعي القوة والمتانة لنظامها السياسي وتأثيرها على المستوى الدولي ما كان لها أن ترمي بكل ثقلها وتستعطف المجتمع الدولي في الوقوف معها في قضية أدق وصف لها بأنها عادية وبسيطة، ولا تحتاج كل ذلك التصعيد والتداعيات من النظام السعودي ورموزه وحلفائه.
لقد أوغلت السعودية في عدائها للوزير جورج قرداحي، ووسعت من عدائها ليشمل لبنان كله نظاماً سياسياً ومواطنين في الداخل ومغتربين في المملكة ودول الخليج، وأعلنت ما يشبه الحرب الشاملة على لبنان الذي يمر بأزمة سياسية واقتصادية خانقة ولا يستطيع تحمّل قضية ثالثة بجانب ما يعيشه من أوضاع مأساوية في الداخل.
وهنا يحق لنا أن نتساءل: هل كان على السعودية تبني مثل تلك الإجراءات العقابية ضد لبنان وشعبه، رداً على تصريحات الوزير قرداحي؟ وأين الحكمة التي يدّعي النظام السعودي أنه ينتهجها ويتعامل بها في كل شؤونه السياسية والدبلوماسية؟ ولماذا لم تراع المملكة حقوق الأخوّة مع الشعب اللبناني وتتعامل مع تصريحات الوزير قرداحي كموقف شخصي؟ وهل لبنان قادر على تحمّل الإيغال في العداء والمقاطعة التي أعلنتها السعودية وتبعتها دول الخليج؟
نستنتج من ذلك أن المملكة قدمت نفسها على حقيقتها في هذه القضية، على أنها نظام صغير ذو بنية سياسية هشة، لديها مخزون مالي كبير لا تعرف كيف توظّفه وتتعامل معه وبه.. تحكمها في تعاملها وعلاقاتها مع الآخرين العواطف وليس العقل والحكمة والمصالح المتبادلة.
سبأ