بقلم: جاكي نورثام

(موقع راديو “إن بي آر نيوز- “NPR الأمريكية- ترجمة: انيسة معيض, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

وعدت إدارة بايدن بالمساعدة في إنهاء الحرب في اليمن، لكنها تواصل الموافقة على مبيعات الأسلحة للحكومة السعودية المسؤولة عن إطالة أمد الحرب.

يعد الرئيس بايدن بالمساعدة في إنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ سبع سنوات في اليمن وتخفيف الأزمة الإنسانية التي  انبثقت نتاجاً لهذه الحرب.

لكن ذلك سيؤدي الى ممارسة ضغوطاً أمريكية على المملكة العربية السعودية التي يُلقى عليها باللوم في تصعيد الحرب, حيث أن مبيعات الأسلحة الأمريكية الجديدة للسعودية أثارت الشكوك حول جهود بايدن.

في غضون شهر من توليه منصبه، وضع الرئيس بايدن رؤيته للسياسة الخارجية والتي تضمنت وعداً بإنهاء الصراع الذي طال أمده في اليمن.

قال الرئيس جو بايدن “هذه الحرب يجب أن تنتهي ولتأكيد التزامنا، فإننا ننهي كل الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في الحرب على اليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة ذات الصلة”.

اعتقدت إدارة بايدن أن قطع بعض مبيعات الأسلحة سيضغط على السعوديين للرضوخ للتوصل إلى اتفاق مع الحوثيين المدعومين من إيران, لكن بعد مرور 10 أشهر، لا تزال الحرب مستعرة ويقترب الحوثيون من آخر معقل للحكومة في محافظة مأرب.

قال بيتر سالزبوري من مجموعة الأزمات الدولية: إن الحكومة التي يساندها السعوديون تنهار والحوثيون يشعرون بالنصر, لذلك هناك حافز ضئيل للغاية بالنسبة لهم للجلوس على الطاولة نتيجة أنهم ينتصرون على الأرض.

وذلك ما أجبر إدارة بايدن على إعادة التفكير في مبيعات الأسلحة للسعودية في خضم قتالها ضد الحوثيين.

أعلنت الإدارة هذا الشهر أنها ستبيع للمملكة ما قيمته 650 مليون دولار من صواريخ جو – جو والتي تعتبرها أسلحة دفاعية.

في النهاية، نحن نتحدث عن مواجهة الطائرات بدون طيار وغيرها من الأسلحة التي يتم إطلاقها ضد السعوديين وهذه هي الطريقة التي سيتصدون بها.

يرى جوناثان شانزر، المتخصص في شؤون الخليج في اتحاد الدفاع عن الديمقراطيات إن الصواريخ يمكنها اعتراض الهجمات التي عرضت القوات الأمريكية داخل المملكة العربية السعودية للخطر.

لذا فهم يصورون ذلك على أنه دفاع عن الأصول الأمريكية في المنطقة ولكن من الواضح جداً أيضاً أنه رد على تصاعد الهجمات التي يشنها الحوثيون.

لكن بالنسبة للعديد من اليمنيين، فإن بيع الأسلحة للسعودية يعني أن الحرب التي تتسبب بمجاعة واسعة النطاق، ستستمر.

فيما ترى جيهان حكيم وهي رئيسة لجنة التحالف اليمني ومقرها سان فرانسيسكو, أن بايدن تراجع عن وعده, ” لا أستطيع أن أفهم استراتيجية يمكن أن تبرر قتل مئات الآلاف من المدنيين لأنه بدون دعم الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بمبيعات الأسلحة والدعم اللوجستي، لا تستطيع السعودية مواصلة عدوانها على اليمن”.

عينت الولايات المتحدة تيم ليندركينغ مبعوثاً خاصاً لليمن للمساعدة في التوصل إلى تسوية سلمية، لكنه كافح من أجل إحراز تقدم.

ويقول ساًليزبري من مجموعة الأزمات الدولية إن الإدارة تتعرض لضغوط لسحب الدعم عن اليمن, هناك بالتأكيد مجموعة من الناس في واشنطن بشكل عام وحتى، كما قلت، داخل البيت الأبيض يعتقدون أن أفضل شيء يمكن فعله في اليمن هو إخراج السعوديين من الصراع، ودع الأمر يأخذ مجراه, حتى لا تستمر الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية أسوأ تجاوزاتها, إن ذلك قد يطيل القتال, ونتيجة لذلك، تستمر المعاناة في اليمن.

قالت أفراح ناصر باحثة يمنية في هيومن رايتس ووتش: في تقديري، لا توجد أسرة واحدة في اليمن لم تتأثر بالأزمة الإنسانية, حيث يواجه كل منزل الجوع والمصاعب الاقتصادية الشديدة والقضايا الأمنية التي لا يمكن تصورها.

تشعر ناصر، بخيبة أمل بسبب عدم قدرة بايدن على الوفاء بوعده ووقف الحرب, لكنها تضيف أنه بصفتك مدافعة عن حقوق الإنسان، لا يمكنك أن تفقد الأمل

* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع