السياسية:

بقلم: سيباستيان روبلين

ترجمة: نجاة نور, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”

 

إذا لم يكن الأمر كذلك، فقد يكون لذلك تداعيات على وعد بايدن بإنهاء جميع العمليات الهجومية في اليمن.

بعد وقت قصير من توليه منصبه، تعهد الرئيس جو بايدن في خطاب للسياسة الخارجية قال فيه “إننا ننهي كل الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في الحرب على اليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة ذات الصلة.”

ولكن في 16 سبتمبر 2021، وافقت وكالة الأمن والتعاون الدفاعية الأمريكية على عقد خدمة دعم الصيانة بقيمة 500 مليون دولار لترتيب صيانة طائرات الهليكوبتر العسكرية السعودية، بما في ذلك العشرات من طائرات الهليكوبتر الهجومية طراز AH-64D / E المدججة بالسلاح والكشافة القتاليةBell 406  الهجومية.

الصفقة، إذا وافق عليها الكونجرس، ستشهد 350 متعاقداً مدنياً ومسؤولان حكوميان أمريكيان يشرفون على الصيانة لإبقاء طائرات الهليكوبتر السعودية وأسلحتها جاهزة للعمل، وتدريب الطاقم على تشغيلها وتنفيذ الطلعات.

يُنظر إلى التفويض على أنه يعكس تليين الموقف النقدي لإدارة بايدن تجاه الرياض، ولكن تم الدفاع عنه على أساس أن طائرات الهليكوبتر الهجومية السعودية قد تم استخدامها في المقام الأول للدفاع عن الحدود السعودية ضد هجمات الحوثيين، بدلاً من الضربات الجوية سيئة السمعة للقتل أو الإصابة التي يقدر نتائجها بقتل ثمانية عشر ألف مدني يمني.

إذا كان الهدف من تعهد بايدن هو قطع التمويل عن أي معدات تدعم حرب الرياض في اليمن، فيمكن اعتبار طائرات الهليكوبتر UH-60L / M الحاملة للجنود المدرجة في عقد الصيانة مع أخذ ذلك في الاعتبار حسب استطلاعات هذا المقال.

ما هي تقارير وسائل الإعلام وكتاب Hot Skies Over Yemen Vol.2 الذي كتبه مؤرخ الطيران توم كوبر (الذي تراسلت معه أيضا) حيث تحدث عن مكان وكيفية استخدام طائرات الأباتشي السعودية في الصراع، وكذلك مكان تحطمها أو إسقاطها.

هجوم طائرات الهليكوبتر السعودية مرفوض, ولكن إذا كان الحظر يستهدف أنظمة متورطة بشكل مباشر في الهجمات الجوية العشوائية، فمن المهم إذن ما إذا كانت مروحيات أباتشي السعودية قد استخدمت بشكل هجومي في العمليات التي قتلت المدنيين.

طائرة هليكوبتر من طراز Boeing AH-64 Apache هي مروحية هجومية ذات محركين مدرعة ومسلحة بشكل كبير.

فهي تجمع بين أجهزة الاستشعار المتقدمة مع مدفع 30 ملم، وصواريخ Hellfire المضادة للدبابات، وكبسولات الصواريخ المضادة للأفراد. AH-64s

لها نصف قطر قتالي يبلغ حوالي 100-186 ميلاً اعتماداً على العتاد، مما يعني أن AH-64s  حيث موقعها في السعودية، يمكن أن تعمل بشكل مستمر فقط في النصف الشمالي من اليمن.

استحوذت السعودية على أول اثنتي عشرة طائرة من طراز AH-64 As في عام 1993.

وفي العقد الماضي، تمت زيادة حجم الأسطول من خلال عشرات المشتريات الجديدة بالإضافة إلى إعادة تصنيع الطائرات القديمة بطرازين AH-64D Apache Longbow الذي يحمل سطحاً اختيارياً و مسح الرادار، و AH-64E Apache Guardian الذي تمت إعادة تصنيع محركه.

في القوات الجوية العالمية 2021، تخدم 25 طائرة من طراز AH-64 (في ثمانية وأربعين) في القوات البرية الملكية السعودية (RSLF) ، بينما تخدم 24 طائرة أخرى (في ستة وثلاثين) AH-64D / Es في الحرس الوطني السعودي البريتوري.

هناك مسألتان تربكان عزو الأفعال التي تقوم بها الأباتشي السعودية, أولاً، قامت القوات الجوية الإماراتية بتشغيل طائرات AH-64 في جنوب اليمن حتى عام 2019، كما هو موضح أدناه.

بالإضافة إلى ذلك، قد يتم تعريف طائرتين هليكوبتر سعوديتين أخريين حلقتا فوق اليمن على أنهما أباتشي الأكثر شهرة: 13-15 طائرة هليكوبتر بيل 406 كومباتسكاوت مسلحة من هيلفاير على غرار طائرة هليكوبتر OH-58D Kiowa Warrior المتقاعدة.

بحلول عام 2019, ورد أن هذه لم تعد مستخدمة من الناحية التشغيلية بعد أن تم استبدالها بـ AH-64Es.

بالإضافة إلى ذلك، في عام 2017، بدأ الحرس الوطني السعودي في تلقي 36-48 طائرة من طراز Boeing AH-6is أصغر حجماً ولكنها لا تزال مدججة بالسلاح.

يُقال إن النوع الذي أطلق عليه اسم “ليتل أباتشي” كان “يستخدم في اليمن” ، على الرغم من ضياع إحداها في حادث تدريب عام 2018 أسفر عن مقتل مدرب أمريكي.

 

حرب الحدود

شهدت مروحيات أباتشي السعودية العمل في 2009-2010 عندما تم نشر ست طائرات على الأقل لتقديم دعم جوي وثيق للقوات البرية التابعة لقوات الدعم السريع التي تقاتل المهاجمين الحوثيين الذين يحتلون جبل دخان في الأراضي السعودية.

بعد أن استولى الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء في عام 2014, بدأت المملكة العربية السعودية في مارس 2015 تدخلها بقصف جوي باستخدام طائرات ثابتة الجناحين.

اعتباراً من 1 مايو، رد مقاتلو الحوثي بشن غارات على المواقع الحدودية السعودية، مما أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح.

أخبرني كوبر “في البداية، تم استخدام [أباتشي السعودية]” كفرقة إطفاء “بشكل أساسي على طول الحدود، أي حيثما كانت هناك مشكلة، وكان هناك الكثير من الحوثيين، لأن الحدود طويلة جداً والتضاريس وعرة, سيتم إرسالهم للتحقيق ثم الهجوم المضاد إذا استدعى الامر، ومن ثم سوف تتحرك بعد ذلك القوات البرية”.

وفقاً لـHot Skies ، فإن صواريخ أرض – جو المحمولة على أيدي الحوثيين وبنادق M167 عيار 20 ملم أدت إلى تدمير العديد من طائرات أباتشي.

ادعى الحوثيون إسقاط طائرتين من طراز AH-64 في 7 و 9 مايو على الحدود, أكدت الرياض فقط أن طائرة أباتشي واحدة هبطت في نجران بالمملكة لأسباب غير قتالية.

 

الأباتشي الإماراتية في جنوب اليمن

الإمارات، الشريك للرياض في التحالف المناهض للحوثيين، تملك أيضاً حوالي ثلاثين طائرة AH-64Ds، في يوليو، قامت بهبوط برمائي في جنوب اليمن ونشرت أربع طائرات أباتشي في مطار عدن الدولي.

مع تقدم قوات التحالف، في أغسطس، كانت ثماني طائرات من طراز AH-64 على الأقل متمركزة في قاعدة صافر العسكرية بالقرب من مأرب.

تم تدمير العديد منها على الأرض من قبل هجوم صاروخي من نوع توشكا أطلقه الحوثيون في 4 سبتمبر، مما أسفر عن مقتل أكثر من مائة جندي من قوات التحالف.

ومع ذلك، وفقاً لكوبر، دمرت طائرات الأباتشي الإماراتية لواءاً مدرعاً متحالفاً مع الحوثيين مزوداً بدبابات M60A1 باتون وعربات قتال BMP-2 في محاولة لاستعادة سد مأرب.

بحلول سبتمبر، كتب مايكل نايتس أن القوات البرية تقدمت نحو تعز، الواقعة على بعد 250 ميلاً جنوب الحدود السعودية، على أنها “مدعومة بطائرات هليكوبتر إماراتية وسعودية من طراز أباتشي AH-64 “.

قد يكون هذا خطأ، حيث لا توجد تقارير تفيد بأن طائرات AH-64 السعودية كانت متمركزة في جنوب اليمن، فقط الطائرات الإماراتية.

تأكد أن طائرة أباتشي إماراتية وحيدة تحطمت في الجوف في 17 أكتوبر 2017 “لأسباب فنية”.

 

التصعيد

في غضون ذلك، في أغسطس، كتب كوبر أن أباتشي دعمت “بقوة” هجوماً جديداً مدعوماً من السعودية في اليمن عبر معبر الوديعة الحدودي.

زعمت قوات الحوثيين أنها أسقطت طائرتين من طراز RSLF AH-64D بصواريخ في 4 أغسطس (فوق محافظة حجة) و21 فوق جيزان بالسعودية.

اعترف السعوديون بخسارة الأخيرة بينما زعموا أن الأولى قامت بهبوط إجباري بسبب “عطل فني”.

في إشارة على الأرجح إلى الحادثة السابقة، كتب كوبر إليّ “… بحلول صيف 2015، تم نشر طائرات [أباتشي] في هجمات في عمق اليمن, تم إسقاط إحداها على بعد حوالي 20 كيلومتراً جنوب الحدود: تمكن الطاقم من الطيران على بعد حوالي 3-5 كيلومترات من الحدود قبل الهبوط, ثم تم إخلاء المروحية ثم تأمينها من قبل القوات الخاصة”.

في هذه الأثناء، في 15 سبتمبر زُعم أن أباتشي هاجمت المدنيين في بلدة بني زيلان، على بعد ستة أميال فقط جنوب الحدود السعودية في محافظة حجة.

وقال سكان ومسعف لرويترز عبر الهاتف إن طائرات أباتشي ضربت بالصواريخ مما أسفر عن مقتل 25 مدنيا بينهم نساء وأطفال أثناء فرارهم من منازلهم “دون سبب”.

وأسفر هجوم ثان بطائرة مروحية عن مقتل ثلاثة مسعفين ومدنيين اثنين يعالجان الجرحى, فيما قال مسؤول سعودي مجهول لصحيفة نيويورك تايمز إن هذه “أنباء كاذبة تماما”.

ادعى الحوثيون إسقاط مروحيتين من طراز أباتشي في سبتمبر، وواحدة أخرى في 8 يناير 2016, لكن لم يتم تأكيد أي من هذه المزاعم.

 

دماء في البحر الأحمر

كما أصبحت مياه البحر الأحمر حول اليمن منطقة حرب, حيث أقام التحالف المناهض للحوثيين حصاراً بحرياً يسعى لاعتراض موردي الأسلحة الحوثيين.

في 22 أكتوبر 2015، زُعم أن أباتشي دمرت سبعة قوارب صيد مدنية بالقرب من جزيرة عقبان في اليمن وهاجمت الناجين من حطام السفن بنيران المدافع، كما روى الناجون لشريف قدوس من جلوبال بوست.

أفاد الصليب الأحمر عن مقتل ما لا يقل عن 42 صياداً، ولكن ربما يصل عدد الصيادين إلى مائة.

أصر متحدث باسم السعودية على أنهم “… متأكدون بنسبة 100 % أنهم كانوا يهربون أسلحة من السفن الكبيرة إلى القوارب الصغيرة.”

ثم في 16 مارس 2016، قيل إن مروحية زُعمت أنها من طراز أباتشي قصفت قارباً يحمل 145 صومالياً في مضيق باب المندب، مما أسفر عن مقتل 42 منهم, نفت كل من السعودية والإمارات مسؤوليتها, وزعمت هيومن رايتس ووتش أن “صور القارب التي التقطت في اليوم التالي تظهر أضراراً تتفق مع إطلاق النار من هجوم جوي”.

بعد ذلك، ارتبطت طائرات الهليكوبتر التابعة للتحالف بعدة عمليات قتل أخرى على نطاق أصغر لصيادين يمنيين، على الرغم من أنه من المحتمل أن تكون هذه مروحيات بحرية على متن السفن.

 

الأباتشي السعودية في شرق اليمن

شهدت محافظة المهره ذات الكثافة السكانية المنخفضة في شرق اليمن القليل من الاشتباكات، حيث تنافس السعوديون بدلاً من ذلك مع الإمارات على النفوذ.

في عام 2018، أنشأت الرياض قاعدة عسكرية في مطار الغيضة، على بعد ما يقرب من مائتي ميل جنوب الحدود السعودية، والذي ورد أنه استضاف في يوليو على الأقل طائرتان أباتشي.

بحلول عام 2019، تم استخدام هذه الطائرات لاستهداف نقطة تفتيش للشرطة، والدفاع عن سيارات من كمين، وترهيب المتظاهرين المعارضين للاحتلال السعودي.

في 14 سبتمبر 2018، تحطمت طائرة من طراز AH-64 بسبب “مشاكل فنية” في محاربة “الإرهابيين والمهربين” في المهرة – ربما في إشارة إلى عناصر محلية من القاعدة في جزيرة العرب.

 

عمليات اباتشي 2016-2019

كتب كوبر أنه في شتاء 2015-2016 ، “كانت طائرات AH-64 الإماراتية والسعودية نشطة للغاية في قصف مواقع العدو على الأرض وتدمير أي درع نجح تحالف الحوثي/ صالح في جلبه إلى الجبهات القتالية” إلى جانب دعم الهجوم.

في مدينة حجة، تم استخدامهم أيضاً ضد تسلل مقاتلي الحوثي إلى السعودية عبر الأنفاق.

وأشار إلى أن الرياض اعترفت بفقدان طائرة من طراز AH-64 في ظروف غامضة في نجران بالسعودية، حيث أعلن الحوثيون عن اسقاطهم لها لأول مرة في 29 ديسمبر 2016.

وادعت وسائل الإعلام الحوثية إسقاط AH-64 آخرى في السعودية في 31 مايو 2018، وهو أمر لم يتم تأكيده.

 

  • المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع
  • موقع “The National Interest” الأمريكي