السياسية :مرزاح العسل

بعد 9 أيام متتالية من إضرابهم المفتوح عن الطعام وتوصلهم لاتفاق مع إدارة سجون الاحتلال ينتهي بموجبه الإضراب.. حقق أسرى حركة الجهاد الإسلامي في سجون الكيان المحتل انتصارًا جديدًا على سجانهم، وأعلنت الهيئة القيادية لهم، مساء الخميس، تعليق الأسرى للإضراب.

وبحسب وكالة “فلسطين اليوم” الإخبارية أعلنت الهيئة القيادية لأسرى الجهاد، في ساعة متأخرة من مساء الخميس، تعليق الإضراب عن الطعام، وانتصار مجاهديها الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية ضد انتهاكات الاحتلال بحقهم.. موضحةً أن “التفاصيل ستنشر في الساعات المقبلة”.

وفي هذا الصدد قال المتحدث باسم حركة “الجهاد الإسلامي” في الضفة الغربية، طارق عز الدين: إن “انتصار الأسرى في إضرابهم عن الطعام ضدّ إدارة سجون الاحتلال هو انتصار للشعب الفلسطيني بأكمله”.

واعتبر هذا الانتصار “نقطة فاصلة في مواجهة السجّان، وتحقيق المطالب”، ورأى أن “كسر عنجهية الاحتلال على أيدي أسرى الجهاد كان مؤكداً”.

وأكد عز الدين أن “الإضراب انتهى بانتصار الأسرى في معركتهم وتحقيق المطالب المرجوة”.

وفي الـ13 من أكتوبر الجاري، أعلنت حركة الجهاد أن نحو 150 أسيراً من الحركة قد بدأوا الإضراب المفتوح عن الطعام للضغط على إدارة السجون من أجل تحسين أوضاعهم، وشهد الإضراب انضمام عدد إضافي من الأسرى، إضافة إلى دعم جماهري واسع من ناشطين على مواقع التواصل أطلقوا وسم (#معركة_الأمعاء_الخاوية) للتضامن مع الأسرى.

وخاض نحو 250 أسيراً من أسرى “الجهاد الإسلامي” في سجون العدو، إضرابهم المفتوح عن الطعام، الثلاثاء الماضي، رفضًا لانتهاكات الاحتلال ضدهم، منذ محاولة 6 أسرى التحرّر من سجون جلبوع.

ويطالب الأسرى المضربين إدارة سجون الاحتلال “بوقف إجراءاتها التي كانت قد فرضتها بحقّهم بعد السادس من سبتمبر، تاريخ عملية نفق الحرية من سجن جلبوع.. وتشمل مطالب الأسرى إلغاء العقوبات التي تصل إلى ما يقارب 4 مليون شيقل، والتي فرضت على نحو 400 أسير من أسرى “الجهاد” في كافة سجون الاحتلال.

ووفق مصادر في حركة الجهاد، فإن من الإجراءات العقابية، تشتيت أسرى “الجهاد”، بحيث ألا يتواجد أكثر من معتقل واحد من الحركة، في كل غرفة.

هذا وهنأت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الأسرى الأبطال وذويهم وأبناء شعبنا بالانتصار الكبير الذي حققه الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال، وفي مقدمتهم أسرى الجهاد الإسلامي الذين خاضوا مواجهة مع السجان الصهيوني لأكثر من 40 يومًا توجت بإضراب مفتوح عن الطعام في آخر 9 أيام وأفضت لخضوع الاحتلال وسجانه لمطالب الأسرى.

وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ومدير عام مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى جميل عليان خلال مؤتمر صحفي بمدينة غزة اليوم: “إنه ومنذ بدء الإضراب أعلنت حركة الجهاد الإسلامي النفير العام، وفقًا لتعليمات الأمين العام القائد زياد النخالة لإسناد الأسرى في معركتهم، وقد كانت سرايا القدس في أتم جاهزية لدخول مواجهة عسكرية إذا لزم الأمر، إسناداً للأسرى الأبطال ومنع العدو من التلاعب بحياة الأسرى وإطالة أمد الإضراب”.

وأكد على استمرار العمل على تحقيق مطالب المعتقلين الإداريين المضربين عن الطعام وهم: (مقداد القواسمي، هشام أبو هواش، كايد فسفوس، عياد الهريمي، علاء الأعرج، لؤي الأشقر) والذين وصلت حالتهم الصحية إلى مستوى خطير.. مشيرًا إلى أن اعتداء الاحتلال على أسرانا، يفرض علينا العمل الجاد بكل السبل من أجل تحريرهم، وأن الجهاد الإسلامي تعتبر هذا الواجب أولوية أساسية ومتقدمة في العمل الجهادي المقاوم.

وشدد على ضرورة وحدة الحركة الأسيرة وتكاتفها في مواجهة إدارة مصلحة السجون، وعدم السماح لها بأي خرق للاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الأسرى الليلة الماضية، أو التلاعب بأي من المكتسبات والانجازات التي حققتها الحركة الوطنية الأسيرة.

وأوضح أن الإضراب الذي خاضه أسرى الجهاد الإسلامي هو محطة من محطات الصعود في مواجهة لا تنتهي ولا تتوقف إلا بزوال الاحتلال وتحرير أرضنا واسترداد مقدساتنا.

ودعا عليان في ختام مؤتمر الاعلان عن انتصار الأسرى إلى استمرار فعاليات الدعم والنصرة لأسرانا الأبطال، فهم ليسوا وحدهم، مشيرًا إلى أن واجبنا الشرعي والوطني أن تكون إلى جانبهم وأن تستنفر في كل وقت لحمايتهم والذود عنهم.

من جهته بارك عضو المكتب السياسي للحركة يوسف الحساينة، اليوم، للشعب الفلسطيني ومقاومته وأسراه وأحرار الأمة والعالم، الإنجاز الكبير الذي حققه الأسرى بانتصارهم على إدارة السجون.

وقال: “بكل تأكيد سيكون له تداعيات كبيرة على مستقبل الصراع الممتد الذي تخوضه الحركة الأسيرة مع هذا الكيان وإدارة مصلحة سجونه الظالمة”.

وأشار إلى أن هذا الانتصار يروي حكاية شعب عصي على الانكسار والذوبان، تحكيها ساحات النضال داخل السجون والمعتقلات “الإسرائيلية” منذ نحو 50 يوماً رفضاً للعدوان، وانتهاك الكرامة والإجراءات التنكيلية والعقابية الإجرامية بحقهم.

بدوره رأى ممثل الحركة في لبنان إحسان عطايا اليوم، أن الوحدة الوطنية حول قضية الأسرى تجلت اليوم بإعلان أسرى حركة الجهاد والأسرى المضربين عن الطعام، انتصارهم على جبروت العدو الصهيوني، وذلك بفضل إرادتهم الصلبة وعزيمتهم التي لا تلين وصبرهم الجميل”

وقال عطايا: “هذا اليوم الصحي المجاني يأتي بالتزامن مع أسبوع الوحدة الإسلامية وذكرى المولد الشريف، ما يؤكد على أهمية التضامن مع الشعب الفلسطيني، ودعم صموده في مخيمات اللجوء لحين عودته إلى وطنه”.

ما جانبه أكد عضو المكتب السياسي للحركة محمد حميد في تصريح صحفي، أن الاسرى في سجون الاحتلال يُسجلون انجازًا جديدًا على ادارة مصلحة السجون ويؤكدون أن ارادة الانتصار كفيلة بتسجيل الانتصارات على الاحتلال الإسرائيلي المجرم.

وقال حميد: “أسرانا البواسل يعيدون تذكير الأمة بأن امتلاك إرادة الانتصار كفيلة بتحقيقه ويشحذون همم أبنائها نحو تسجيل انتصارات مماثلة بإمكاناتهم المتواضعة إذا ما امتلكوا الإرادة.

وكان الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي” في فلسطين القائد زياد النخالة، قد لوح الأسبوع الماضي، بـ”الذهاب للحرب” مع “إسرائيل” من أجل مساندة أسرى حركته في السجون.

وقال النخالة، إن “حركة الجهاد لن تترك أبناءها في السجون الصهيونية ضحايا بين أيدي العدو، وعليه سنقف معهم ونساندهم بكل ما نملك، حتى لو استدعى ذلك أن نذهب للحرب من أجلهم”.

وأضاف: “لن يمنعنا عن ذلك (خيار الحرب) أي اتفاقيات أو أي اعتبارات أخرى”، دون توضيح.

رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية بدوره أكد اليوم، أن حركة حماس لن تتردد في تحمل مسؤولياتها تجاه الأسرى الآن وفي المستقبل.

وقال هنية: “إننا نخوض معركة على أكثر من صعيد من أجل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين والعرب، بمن فيهم أسرى الأردن الشقيق، وأجندة الصراع مفتوحة مع العدو من أجل تحقيق هذا الهدف عاجلا أم آجلا، ولن تتردد الحركة في تحمل المسؤولية راهنا ومستقبلا على هذا الصعيد”.

وأضاف: “إننا لن نسمح بالاستفراد بأي فصيل داخل السجون”.

وأوضح هنية أن الفريق التفاوضي الذي يدير مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال هم من خيرة رجال الحركة، ويعرفون ما الذي يجب فعله من أجل التوصل لصفقة مشرفة، وباسناد تام من كل أذرع الحركة في الداخل والخارج عبر فصول متتالية إلى أن يتحقق الهدف النهائي بتحرير أسرانا.

وطالب المجتمع الدولي والمؤسسات ذات العلاقة بتحمل مسؤوليتها كاملة في وقف معاناة أسرانا، وكبح جماح السياسة العدوانية لمصلحة السجون الإسرائيلية.. مشيداً بالخطوات النضالية والإضرابات التي يخوضها الأسرى من أجل حقوقهم العادلة.

كما قال الناطق باسم (حماس) حازم قاسم في بيان له اليوم: “نبرق في حركة حماس بأسمى التهاني وعظيم الافتخار للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال بالإنجاز الكبير الذي تحقق في كسر هجمة السجان بحق عموم أسرانا الأبطال، وأسرى حركة الجهاد الإسلامي بشكل خاص”

وعبر قاسم عن اعتزاز حركته بوحدة الحركة الأسيرة وصلابة موقفها الجمعي، ووقوفها صفا واحدا في وجه هجمة السجان.. لافتاً إلى أن هذا الموقف الموحد هو الذي مكن الحركة الأسيرة من تحقيق هذا الإنجاز.

إلى ذلك.. قال مدير المكتب الإعلامي للجان المقاومة الشعبية في فلسطين” محمد البريم “أبو مجاهد” اليوم: “نبارك لأبطالنا الأسرى وذويهم الصابرين انتصارهم المبارك على السجان الصهيوني المجرم”.

وأضاف: “نهنئ اخواننا في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ونبارك لهم هذا الانتصار الكبير لشعبنا وأسراه الأبطال أبطال الجهاد الإسلامي في سجون الاجرام الصهيوني”.

وتابع: “انتصار أبطالنا الأسرى على السجان الصهيوني انتصار لكل مكونات الشعب الفلسطيني التي وقفت خلف الاسرى الابطال دعما ومساندة لهم ولصمودهم”.

وقال أبو مجاهد: إن “انتصار أبطالنا الاسرى دليل جديد على ان الحقوق تنتزع بالقوة ولا توهب وان المقاومة هي الطريق الوحيد للانتصار على العدو الصهيوني”.

وأوضح أن انتصار الأسرى الجديد على السجان الصهيوني يؤكد أن وحدة الموقف داخل وخارج السجون والارادة الصلبة الفولاذية لأبطال الحركة الأسيرة هي من أهم مقومات النصر على العدو الصهيوني.

وقال: “قضية الاسرى هي قضية مركزية لنا وستبقى على سلم أولوياتنا ومهام مقاتلينا في الوية الناصر صلاح الدين”.

وفي وقت سابق اليوم، أكّدت مصادر فلسطينية لقناة “الميادين” رفض الهيئة القيادية لأسرى حركة الجهاد الإسلامي العرض المقدم من قبل مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلية والشاباك.. مشيرة إلى دراسة الحركة خيارات التصعيد.

وحاولت وسائل إعلام عبرية الترويج في وقت سابق لخبر مفاده توصّل مصلحة السجون “الإسرائيلية” وأسرى حركة “الجهاد الإسلامي” إلى اتفاق يقضي بفك الإضراب المفتوح عن الطعام.

وبحسب مزاعم الإعلام العبري، فإن العرض يتضمن موافقة إدارة السجون على إخراج جميع الأسرى المعزولين ما عدا الأسرى الـ6 الذين حرروا أنفسهم من سجن “جلبوع” (عملية نفق الحرية) مطلع شهر سبتمبر الماضي، إضافة إلى الأسير عبد الله العارضة الذي كان على علم بالعملية، كما تعهدت الإدارة بتخفيض الغرامات.

الجدير ذكره أن سلطات الكيان الصهيوني المحتل تعتقل في سجونها نحو 4600 أسير فلسطيني، بينهم 35 أسيرة، ونحو 200 طفل، و520 معتقلا إداريا.