بقلم: مارينا ميلتشاريك

( موقع رافي الفرنسي ” rfi.fr” – ترجمة: أسماء بجاش – الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

عندما تحرمهم الحرب من ابسط مقومات الحياة، يعمل سكان اليمن على خلقها  من جديد بأنفسهم! وهذا هو ما يحدث في مدينة تعز، ثالث أكبر مدينة في البلد والتي تقع على بعد 182 كيلومترا، حيث عمل السكان على ترميم طريق جديد يربط بين مدينة تعز ومدينة عدن الواقعة في الجهة الجنوبية للبلد.

وفي مواجهة العقبات التي حالت السكان من التنقل، لم يعد بإمكان اليمنيين معالجة أنفسهم أو إطعام أنفسهم.

عمل الشباب على الدعوة لجمع التبرعات من على الشبكات التواصل الاجتماعي، أما كبار السن فقد اختاروا العمل بأيديهم واستخدام الجرارات والمجارف.

من المخطط أن يبدأ هذا المحور الجديد من منطقة الشمايتين في تعز للوصول إلى عدن.

تعز مدينة مقطوعة ومحتلة:

في قاع الجبال، قام المهندسون بسحب الآلات التي استخدمت لحفر أول طريق في المدينة، ومنذ العام 2017، قسمت الحرب (التي بدأت أواخر العام 2014) المدينة إلى قسمين.

فمن ناحية، الجزء الذي يحتله الحوثيون، ومن ناحية أخرى، الجزء الخاضع لسيطرة القوات الحكومية.

الرسوم الجمركية على الطريق:

بفضل الطريق الجديد بين تعز وعدن، العاصمة المؤقتة في جنوب البلد، فإن السكان يعتزمون تجنب المحور الرئيسي الذي أصبح بمثابة آفتين تقوضان حياتهم اليومية:

–         نقطة التفتيش (حيث يفرض الحوثيون ضريبة جمركية ثانية على السلع)

–         الحالة المؤسفة للطريق (الحفرة والطين والسقوط الصخري بسبب السيول).

اليمنيون معتادون على شق طرقهم بأنفسهم:

لا بد من القول إنه في اليمن، القليل فقط من يعرف، يوجد تقليد غير عادي فيما يتعلق بالبنية التحتية.

قبل الحرب، كلفت الدولة الناس – المنظمين في التعاونيات – لبناء الطرق, والحالة الراهنة مختلفة, فاليوم، لا تزال الخدمات العامة غائبة، وقد أدت صعوبات الإنجاز إلى ارتفاع الأسعار إلى ما هو أبعد مما يمكن تحمله.

مساعدات المغتربين اليمنيين في السعودية والولايات المتحدة:

بطبيعة الحال، وكما يوضح الخبير في السياسة الاجتماعية بشير المهلل، فإن أجهزة الدولة غائبة عن بناء هذا الطريق الجديد المؤدي إلى عدن والذي تم تمويله بالكامل من المال الخاص.

في البداية، لم يعتقد القرويون أنهم سوف يكون بمقدورهم تمويل هذا الطريق الجديد،  ولكن بفضل الشباب، خاصة العاطلين عن العمل في كثير من الأحيان، عمل فريق منهم على جمع التبرعات، في حين عمل فريق أخر على الانضمام إلى قادة الأعمال التجارية المحلية إلى المغتربين اليمنيين في المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.

هذا المال كان يستخدم لشراء المواد، كما وفر السكان اليد العاملة؛ ففي اليمن، لا يوجد القطارات، كما أن البلد يمتاز بتضاريسه الجبلية والوديان.

الوفيات والصعوبات التي تواجه سيارات الاسعاف:

في اليمن، تتطلب الطرق صيانة دورية بتزامن مع موسم هطول الأمطار الغزيرة، بيد أن الأوضاع الحاصلة جراء احتدام الصراع قد حالت دون ذلك، ونظراً لذلك، تكثر الحوادث المرورية والاختناقات المرورية.

ومن جانبه, قال الباحث مصطفى ناجي الجبزي، وهو لاجئ في فرنسا، من محافظة تعز، أن والده لم يتمكن من الوصول إلى المستشفى في الوقت المناسب: المستشفى الذي كان من المتوجب أن يذهب اليه والدي كان في العاصمة صنعاء، في العادة كان الطريق بين تعز وصنعاء يستغرق من 4 إلى 6 ساعات بالسيارة، ولكن هذا العام، نظرا للصراعات الخفية المستمرة في بعض المناطق، فإن الحالة كارثية. استغرقت رحلة سيارة الإسعاف 18 ساعات، وتوفي والدي قبل (الوصول)، لذا يمكنكم أن تروا لماذا اليوم، السكان في مدينة تعز قد تفوقوا على أنفسهم لعمل هذا الطريق الذي يتجاوز المحور الرئيسي”.

صعوبات التنقل في اليمن إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة:

إن مشاكل النقل في اليمن قد تم الحديث عنها في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قبل أسبوعين فقط في نيويورك، قال ديفيد بيسلي، مدير برنامج الأغذية العالمي، إنه يشعر بالفزع عندما رأى أطفالاً يتضورون جوعاً حتى الموت بسبب الطرق المغلقة التي تحول دون الوصول إلى المستشفيات أو وصول المساعدات الغذائية إليهم.

 

 

* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع