(صحيفة “تايم أوف إسرائيل – timesofisrael” الإسرائيلية – ترجمة: أسماء بجاش- الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

لقد تسبب الصراع الدائر بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة اليمنية، وفقا لتقارير الصادرة عن الأمم المتحدة، في خلق أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث أصبح السكان على شفا الوقوع في مستنقع المجاعة، واليوم غرق البلد الفقير في مستنقع حرب دامية دفعته إلى حافة المجاعة.

سبعة أعوام من الصراع:

منذ أن سيطر الحوثيون على صنعاء عاصمة اليمن في أواخر سبتمبر 2014، غرق هذا البلد الفقير الواقع في جنوب شبه الجزيرة العربية في مستنقع حرب دامية وفي حرب تبدو بلا نهاية.

أدى الصراع بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، وفقاً للأمم المتحدة إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وبالرغم من الجهود الدبلوماسية العديدة، إلا أننا لم نشهد توقف القتال.

كيف بدأت الحرب ؟

انطلق الحوثيون الذين يتلقون الدعم من نظام الحكم في إيران من معقلهم في محافظة صعدة الواقعة في الجهة الشمالية من البلد، في صيف العام 2014، نحو السلطة المركزية في العاصمة صنعاء التي تمكنوا من بسط سيطرتهم عليها في أواخر سبتمبر من ذلك العام.

كما تمكن الحوثيون من بسط سيطرتهم على مناطق شاسعة، حيث تمكنوا من ضم  معظم المناطق الشمالية التي يقطن فيها السواد الأعظم من الكثافة السكانية اليمنية، فهذا البلد يبلغ عدد سكانه حوالي 30 مليون نسمة.

عمال يمنيون يزيلون الأنقاض قبل أعمال ترميم أحد المباني المدرجة في قائمة اليونسكو دمرته الأمطار الغزيرة في المدينة صنعاء القديمة بالعاصمة اليمنية صنعاء، 12 أغسطس 2020/ محمد حويس / وكالة الصحافة الفرنسية)

واصل الحوثيون زحفهم حتى وصلوا إلى بوابة اليمن الجنوبية محافظة عدن، وتوالت الأحداث, حتى أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية شن أولى عملياته العسكرية في أواخر مارس من العام 2015، حيث أخذ على عاتقه مهمة صد الحوثيون ومد يد العون للقوات الحكومية، ومن هنا بدأت العمليات القتالية تشتد ضراوة.

وفقا لما ذكره بيتر ساليسبري، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، أن في الوقت الحاضر، يسيطر الحوثيون على المناطق التي يعيش فيها أكثر من 20 مليون شخص.

من صاحب القرار؟

يرى المحللون أن ميزان القوة تحول لصالح الحوثيين، بينما لم تتمكن القوات الموالية للحكومة، رغم الدعم الكبير الذي توليه لها دول التحالف العربي العسكري، من تحقيق عسكري نصر حاسم.

ومن جانبه, قال ماجد المدحجي، مدير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، لوكالة فرانس برس: “بعد سبع سنوات من الصراع الدائر في البلد، نشهد تحولاً كبيراً في ميزان القوى، مع وجود معسكر مجزأ لمناهضة الحركة الحوثية”.

تحالفت القوات الحكومية مع التيار الانفصالي في الجنوب ضد الحوثيين، ولكن في الوقت نفسه اشتبك هؤلاء الإخوة في معركة سياسية وأحيانا عسكرية للسيطرة على هذه المنطقة التي كانت مستقلة في السابق.

بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من الخسائر الكبيرة في الأشهر الأخيرة، شن الحوثيون في فبراير حملة لانتزاع مدينة مأرب، آخر معقل للحكومة اليمنية في شمال البلد، حيث وقد أدت السيطرة على هذه المنطقة الغنية بالنفط إلى إحياء حدة الصراع.

لعاصمة اليمنية صنعاء

ماذا عن دور الأمم المتحدة؟

بالنسبة إلى ماجد المدحجي، يتعين على الأمم المتحدة في بادى الأمر أن تتوصل إلى اتفاق وقف لإطلاق النار في محافظة مأرب، حيث أسفرت العمليات القتالية عن مصرع مئات المقاتلين، كما أشار إلى أنه طالما استمرت معركة مأرب، فإن القتال سوف يستمر في جميع أنحاء البلد”.

ولكن الجهود التي بذلتها الأمم المتحدة في الأعوام الأخيرة لوقف القتال كانت عقيمة ولم تكلل بالنجاح.

في شهر يونيو الماضي، أدلى مارتن غريفيث، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، ببيان أوضح من خلاله فشل مهمة التي دامت ثلاث سنوات.

ترى لإليزابث كيندال، الباحثة في جامعة أكسفورد، إن التحدي الرئيسي للمبعوث الجديد إلى اليمن هانز غروندبرغ هو ضمان وقف إطلاق النار “الذي يمكن أن يقبله الحوثيون حتى تبدأ عملية السلام”.

يطالب الحوثيون من جانبهم، قبل أي وقف لإطلاق النار أو أي مفاوضات، بأن يرفع التحالف العربي العسكري الحصار وإعادة فتح مطار صنعاء.

مرأة يمنية تسير وسط أنقاض المنازل التي دمرتها غارة جوية سعودية على منطقة سكنية في أبريل 2015, في العاصمة صنعاء/ تصوير: محمد حويس/ وكالة الصحافة الفرنسية

أي أمل في السلام؟

شهد أواخر العام 2018، جلوس الفرقاء اليمنيين على  طاولة محادثات السلام، والتي اختيرت مدينة ستوكهولم عاصمة السويد مقراً لها, حيث اتفق الجانبان على تبادل الأسرى، كما توصلا إلى حل وسط بشأن إدارة ميناء الحديدة، نقطة الدخول الرئيسية للمعونة الإنسانية في اليمن.

وفي نهاية العام 2020، تم أطلق سراح أكثر من 100 أسير حرب خلال عملية تبادل للأسرى واسع النطاق بين الحوثين والسلطة، ولكن البند الخاص بمحافظة وميناء الحديدة، الواقع تحت سيطرة الحوثيين، لم يتحقق بعد.

قالت إليزابيث كيندال “بدون بذل جهد كبير على الصعيد المحلي، لا يمكن التوصل إلى اتفاق سلام دولي”.

كما أشار ماجد المذحجي إلى أنه ما دام أن أحد الجانبين يشعر بأنه الطرف الأقوى في هذا الصراع، فإن الحالة سوف تتدهور أكثر هذا العام والعام الذي يليه وعادة لا يكون الطرف الأقوى هو من يعمل على تغليب مصلح البلد والسكان والعمل على إحلال السلام”.

*      المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع