السياسية:
إكرام المحاقري

“استمر تنفيذها عدة اشهر وحققت اهدافها بنجاح”، هكذا وصف العميد سريع الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية عملية (البأس الشديد)، والتي لم تكن وليدة الإعلان عنها، فمعادلة وقت الإعلان لا تتزامن مع التحرير والسيطرة بالنسبة للقوة العسكرية اليمنية، بل أن توقيت الإعلان بحد ذاته له اهدافه، وما بين مارس للعام 2020 ونوفمبر من ذات العام، كانت الواقعة بحق قوى العدوان، أي ما يقارب التسعة أشهر والمحتل يعاني من الويلات والهزائم !! وهذا ما وثقت عدسة الإعلام الحربي جزء منه كما هي العادة وتعرضه عقب كل عملية عسكرية يقوم بها الجيش واللجان الشعبية اليمنية.

في العمق السعودي وفي الداخل اليمني اجتازت العملية الواسعة الحدود الجغرافية وحققت إنجازات عسكرية وسياسية ملموسة في الواقع، فما تشهده محافظة (مأرب) اليوم لم يات من فراغ، وما موقف العدو السعودي الذي بداء بالاستنجاد بالدول التي تعاني من أزمات اقتصادية (كاليونان) الا دليل واضح على ما حققته العمليات المتواصلة في العمق السعودي، والتي أدت بذلك النظام إلي العويل والتهرب من المعركة وتحميل المرتزقة العواقب بإنتظار الاقتحام اليمني الحاسم.

قد تكون تلك العمليات التي لم تهدء فيها الباليستيات والمسيرات الا في أهدافها المناسبة والمنشأت الحيوية، والحقول النفطية السعودية، والمواقع العسكرية للعدو في الداخل والخارج سببا رئيسيا لرفع القوات الأمريكية بطاريات الباتريوت خوفا من أن تصل لأيدي الجيش اليمني، رافعين بذلك الغطاء العسكري – ولو جزئيا – عن النظام السعودي المتهالك، فهل آن آوان الفطام، أم أن واشنطن قد بدأت في اتخاذ خططا بديلة لتحويل المملكة إلى عراق آخر ؟!

أما بالنسبة لإحصائيات المعركة فلنا وقفة تاريخية شامخة ونحن نقرأ تلك الاعداد الهائلة والتي كانت نتيجة مؤكدة لما تم حصاده من المرتزقة والعملاء، وكذلك الاسرى والجرحى والآليات والغارات الجوية الكثيفة التي قامت بها مقاتلات العدوان من أجل مساندة المرتزقة وانقاذ ما أمكن في تلك المساحة الواسعة والتي أبت إلا أن تتحرر من هيمنة المحتل وعبثيته، ناهيك عن خسائر دول العدوان المعنوية والمتكررة في كل معركة يواجهون فيها الجيش اليمني الوطني.

ـ بداية مع إجمالي عدد عمليات القوة الصاروخية والتي حققت رقما قياسيا قد يكون الاكبر حتى الآن من بين كل العمليات التي قامت بها القوة الصاروخية منذ بداية العدوان وهي كـ التالي : 161 عملية منها 128 عملية داخليا و33 عملية في العمق السعودي، وقد تم الاستهداف بصواريخ نوعية بعيدة ومتوسطة المدى ما بين صورايخ : بدر، نكال، سعير، قاصم، وذو الفقار، وقدس2.

ـ عمليات سلاح الجو المسير 319 منها 136 عملية استهدفت العدو في أراضيه و 183 استهدفت العدو في الأراضي اليمنية المحتلة.

ـ اما الغارات الهستيرية للعدو فقد تم رصد ما يزيد عن 3290 غارة شنها تحالف العدوان خلال مراحل تنفيذ العملية ( عملية البأس الشديد).. جميع تلك الغارات حاولت إعاقة تقدم ابطال الجيش واللجان الشعبية، واستهداف المدنيين الابرياء في المناطق المحررة، وهذا ما تتقنه قوى العدوان منذ العام 2015 وحتى اليوم، أي ما يقارب الستة اعوام ونصف من الجريمة والهستيريا !!

ـ تدمير واعطاب واحراق ما يقارب 1500 آلية ومدرعة وعربة عسكرية وناقلة جند، وتدمير العديد من مخازن الأسلحة التابعة لقوى الاحتلال، ويقابل ذلك إغتنام كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، والمهم في ذلك هو ان الابطال اليمنيون يستخدمون تلك الأسلحة لقتال العدو المحتل، أي أن معادلة (رد الكيد في النحر) قد تحقق بايدي اليمنيين، وهذا ما انتقده محللون عرب وأجانب في النظام السعودي الذي لم يستفد من شراء الاسلحة إلا أنه قدمها لليمنيين على طبق من ذهب !!

– وقوع أكثر من 15000ما بين قتيل ومصاب وأسير من صفوف المرتزقة من الخونة والعملاء وذلك خلال كامل الفترة التي نفذت فيها العملية أي ما بين مارس 2020م ونوفمبر 2020م، وطبعا هذا الرقم لا يظهر من فروا من أرض المعركة، وهم كثر !!

ـ بينما الخسائر في صفوف المرتزقة توزعت كالتالي: 3000 قتيل و12400مصاب و550 أسرى !! من الواضح أن قوى العدوان قد جندت وأرسلت جميع المرتزقة والخونة بجميع انتماءاتهم وأجناسهم إلى محافظة مأرب؛ وذلك لما للمحافظة من أهمية بالنسبة للعدو، لكن هل سيستمر المرتزقة في إذلال أنفسهم بعد الإطلاع على الإحصائيات؟! قد يكون نعم، من يعلم ذلك!!

خلاصة العملية :

تمكنت القوات المسلحة اليمنية خلال (عملية البأس الشديد) من تحرير ما يقارب 1600 كم مربع، وكان من أبرز نتائج عملية البأس الشديد تحرير وتطهير مديريتي (مدغل ومجزر) بمحافظة (مأرب) وكلاهما يعتبر مدخلا هاما لمركز المحافظة.

خلاصة الخلاصة:

لو لا تدخل الطيران المعادي في جميع العمليات التي قامت بها القوات المسلحة اليمنية الوطنية منذ أول عملية استهدفت الحدود السعودية اليمنية والجبهات الداخلية لكان أمر المعركة قد حسم منذ العام الأول، ولهذا الحديث ما يدلل عليه في واقع المعركة التي لم يتقدم فيها الجيش السعودي ولا المرتزقة شبرا واحدا لولا مساندة الطيران، ومغالطات الأمم المتحدة، هذه حقيقة.

ولمن جهل ما يحدث في اليمن عليه مراجعة المشاهد للعملية العسكرية الواسعة والتي تحدت أكثر من 3000 غارة جوية وحققت النجاح والإنجاز في آن واحد.

ـ أما الشعب اليمني فلم يعد معول على طاولة حوار ولا على عدو ياتي لنزع الألغام، فالمخرج والحل بيد القوات المسلحة، وأن أرادوه حلا سياسيا من أجل الخروج بقليل مما تبقى من ماء الوجه، فليس لدى القيادة اليمنية مانع، لكن ما يجب على العدو إدراكه هو أن هناك مفاجأت سيتم الإعلان عنها بـ التزامن مع مناسبة ذكرى ثورة الـ 21 من سبتمبر المجيدة، وقد نكون بصدد المرحلة الأخيرة من تحرير محافظة (مأرب)؛ وما بعد ذلك قد نلبي النداء لمن قال مستنجدا: “بغينا الحوثي ما بغينا شي ثاني” من أبناء اليمن الأعزاء، وإن غد لناظره قريب.