دلالات الصمت المطبق للجهات الدولية إزاء كارثة اليمن
د. جلال جراغي*
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” أمس الأول الجمعة أن 11 مليونا و300 ألف طفل في اليمن بأمس الحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة وذلك مع استمرار دوامة العنف والحرب الدائرة في هذا البلد الفقير أصلا للعام السابع على التوالي.
وتصف اليونسيف أوضاع الأطفال اليمنيين بأنها كارثية فيما أن دوائر وشخصيات تابعة للأمم المتحدة حذرت أكثر من مرة من حدوث كارثة إنسانية في اليمن إلا أن ما يستحق الاهتمام ويجب التطرق إليه هو أن هذه الجهات الدولية لا تشير في تقاريرها إلى المسبب الرئيس لهذه الكارثة وفاعلها ادانة واستنكارا وهذا ما يدعو للتفكير والتأمل، بعبارة أدق فإن هذه الجهات والمؤسسات لا تشير في تقاريرهم صراحة إلى مسببي العدوان على بلد فقير أصلا مثل اليمن، عدوان وحشي استمر منذ آذار/مارس 2015 لغاية الآن.
والعدوان السعودي هذا بدأ بمواكبة من أنظمة عربية رجعية وبتعاونها معها في قتل أناس أبرياء من النساء والأطفال والمسنين ضاربة الموازين الدولية الداعمة لحقوق الإنسان عرض الحائط في محاولة لإعادة حكومة مستقيلة وهاربة إلى صنعاء.
وإن ما يدعو للأسف والاستغراب هو أن الجهات الدولية حتى الآن لم تذكر في تقاريرها اسم السعودية وهذا ربما يعود إلى بترو دولارات تبذلها السعودية بسخاوة سرا وعلنا.
كما أنه في السياق نفسه، يبدو أن هذه التقارير والإحاطات التي لا تحدد المسبب لهذه الجرائم ومدى العدوان على الشعب اليمني المظلوم، قد تصدر بهدف الضغط على “حكومة الإنقاذ الوطني” في اليمن خاصة جماعة انصار الله وذلك أن رسم صورة قاتمة عن اليمن والتحدث فقط عن حدوث كارثة للأطفال اليمنيين، ينعكس في وسائل الإعلام السعودية هي الأخرى حيث توجه أصابع الاتهام نحو الضحية أي الفصائل اليمنية والشعب فيه في محاولة لتضليل الرأي العام وحرفه عن الجلاد. وانطلاقًا من هذا فإن التحذيرات الصادرة من الجهات والمنظمات الدولية خاصة تلك المهتمة بحقوق الإنسان ومختلف الأشخاص، خلال هذه المدة (أكثر من 6 سنوات) بشأن حصول كارثة إنسانية في اليمن تقع موضع الانتقاد لانها لا تنبس ببنت شفة عن المسبب لهذه الكوارث ولا تتطرق إلى ضرورة مسائلته ومحاكمته.
وحتى الآن لم تتخذ هذه المنظمات والجهات خاصة مجلسي الأمن الدولي وحقوق الإنسان قرارا ضد المعتدين على الشعب اليمني الأعزل ومن هنا فإن لم تكن تسميته بـ “التواطؤ” من قبل هذه المؤسسات فيمكن توطيره في اطار إعطاء الضوء الأخضر لنظام آل السعود لمواصلة جرائمه والذي يتسمك بسفك الدماء وخلق المآسي في ظل موقف دولي يكتنفه الغموض والتآمر.
يبلغ عدد سكان اليمن حوالي 30 مليون نسمة وحسب تقرير اليونيسف، فإن11 مليونا و300 ألف طفل يحتاج الى مساعدات إنسانية عاجلة. وانطلاقًا من هذا فإن البلد باعتراف الجهات والمسؤولين الدوليين منهم الأمين العام المساعد للأمم المتحدة في موقفه الأخير، يواجه أسوء كارثة إنسانية في التاريخ والنساء والأطفال ضحية رئيسية لاعتداءات النظام السعودي.
والسعودية التي كانت قد أعلنت أنها ستهزم المقاومة اليمنية وستصل إلى صنعاء خلال أسبوع واحد، أخفقت لحد الآن منذ أكثر من ست سنوات في تحقيق هذا الشعار فيما أن الشعب اليمني يزداد عزما وإرادة لمواجهة الاعتداءات الدائرة وهو ما أكد عليها أحد كبار الأعضاء في جماعة انصار الله “محمد البخيتي” على صفحته على تويتر قائلًا إنّ اليمن سينتصر على السعودية.
* المصدر : رأي اليوم
* المادة التحليلية تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع