النظام السعوديّ على شفا الانهيار.. ما علاقة الملك سلمان والعائلة المالكة؟
السياسية :
في الوقت الذي يهدد فيه الصراع السياسيّ على العرش داخل السعودية بدوامة عنف خطيرة ربما تقلب كافة الموازين، انتشرت تحليلات كثيرة مؤخراً، تؤكّد أن السعودية وعائلة آل سعود تقتربان أكثر فأكثر من الدخول بدوامة سياسيّة كبيرة إزاء الصراع على العرش في حال وفاة الملك سلمان بن عبد العزيز البالغ من العمر 83 عاماً، رغم أنّ الانقلابيّ والحاكم الفعليّ، محمد بن سلمان، حاول جاهداً التخلص من أبرز منافسيه من خلال موجات من الاعتقالات التي شملت أهم وأبرز الأمراء وكبار المسؤولين في البلاد، بالإضافة إلى مجموعة من الوزراء الحاليين والسابقين وبعض رجال الأعمال، كما شملت حملات الاعتقالات والتصفية دعاة وعلماء وسياسيين وتجار، ولم تستثن الأقرباء المنافسين له كأبناء عمومته وأبنائهم وأسرهم، في الداخل والخارج.
مع احتدام الصراع داخل العائلة الحاكمة في بلاد الحرمين عبر محاور متشابكة ومعقدة على أكثر من مستوى، وبالأخص في ظل استماتة ولي العهد السعودي لتصفية واقتلاع جذور معارضيه داخلياً وخارجيّاً، حفاظاً على عرشه المتهالك، كتب حساب “رجل دولة” السعوديّ على “تويتر”: “هناك حالة من كتم العداء والحقد يعيشها كبار الأسرة الحاكمة إزاء الصراع على العرش.. ستنفجر حال وفاة الملك”، وذلك ما يدفع محمد بن سلمان لتهديد أرواح معارضيه وعائلاتهم وأطفالهم، سعياً لإجبارهم على الخضوع لسياساته الرعناء المتهورة التي ستودي بالبلاد إلى الجحيم، ليضمن وصوله للحكم بعد وفاة والده.
وبالتزامن مع الوضع السياسيّ المتفاقم الذي تعيشه المملكة، أوضح الحساب السعوديّ لمستشار للأمير المعارض، محمد بن نايف، أنّ “موت الملك سلمان وما سيتبعه من صراعٍ على العرش إضافةً إلى المشاكل الخارجية التي أوقع ابن سلمان المملكة فيها، سيكون إيذاناً بدخول السعودية دولةً وشعباً في دوّامة من المشاكل الخطيرة التي قد تؤدي إلى ما لا يُحمد عُقباه”، بيد أنّ الكثير من الأمراء في العائلة المالكة يعتبرون أنّ محمد بن سلمان وصل إلى حالة “جنون العظمة”، لمحاولة الوصول إلى العرش في السعوديّة.
و “تجبناً لذلك لا بد من الكيّ فهو آخر الدواء”، في إشارة إلى عزل وليّ العهد الحاليّ بحسب توصيف “رجل دولة”، حيث إنّ محمد بن سلمان ومنذ توليه زمام السلطة في السعودية قام بتطبيق نظامه الأمنيّ الجديد بدعم من والده الملك سلمان، لتتوسع سلسلة الاعتقالات بشكل مخيف وتشمل أشخاصاً من “كبار وجسد العائلة”، وتنبع سياسات ابن سلمان الرعناء من مخاوفه بشأن فقدان سيطرته الحالية ع البلاد بالاستناد إلى قلقه المبرر من التمزق الداخليّ الذي أصاب العائلة والاختلافات الكثيرة بينهم حول العديد من القضايا الداخليّة والخارجيّة.
وإنّ أكثر ما شق صف العائلة هو وصول ابن الملك سلمان لولاية العهد بسرعة خارقة بعد أن كان سابقاً أميراً عادياً داخل الأسرة السعودية الحاكمة، وقيامه بسجن واعتقال الكثيرين من أهم وأبرز أقربائه، فيما تتصاعد التنبؤات بأنّ المملكة ستواجه احتمالية كبيرة لانهيارها عقب وفاة الملك سلمان بن عبد العزيز، وبذلك فإنّ عائلة آل سعود ستكون أمام تحد غير مسبوق، فإما التخلص من سرطان محمد بن سلمان وعزله، وإما نجاحه في التخلص من كافة التحديات رغم صعوبتها الكبيرة، وبالتالي فإن ما سيلحق بالبلاد سيكون “أكثر فظاعة وخطورة”.
ويشير الحساب السعوديّ الشهير والمختص بفضح محمد بن سلمان وتعرية سياساته، إلى أنّ عزل ولي العهد ليس بالأمر المستحيل، فقد سبقه عزل الملك سعود، والأمير مقرن، والأمير محمد بن نايف، لهذا لم يستبعد المفاجآت والأحداث العشوائيّة التي يمكن أن تجعل السيناريو المذكور واقعاً في أي لحظة، وسبق أن وجه المعارض والسياسيّ السعوديّ البارز، سعد الفقيه، رسالة هامة للعائلة السعوديّة المالكة، تزامنت حينها مع انتشار أنباء توجه ابن سلمان لاغتصاب عرش المملكة، وقال في رسالة مصورة خاطب فيها الشعب السعوديّ وآل سعود: “إن انتقال الحكم لمحمد بن سلمان يعني وصول شخص غير مرغوب فيه، ولو حدث ذلك فإن الجميع سيكونون على المحكّ، لأنّ معظم الشعب يكرهه ما عدا القلة المنتفعة”، في تحذير واضح من مغبة تولي الشاب الجديد على الساحة السياسيّة زمام الأمور، وقد دعا جميع أبنا العائلة الحاكمة للوقوف في وجه محمد بن سلمان، ومنع استيلائه على السلطة، وذّكرهم بأنّه أدخلهم السجون ونكّل بهم ووالده موجود “فكيف سيفعل في حال غيابه عن المشهد؟”.
في الختام، إنّ العائلة الحاكمة منذ زمن بعيد في السعودية أصبحت على شفا حفرة من الانهيار، وبالتحديد على يد صاحب رؤية 2030، رغم ما تبذله بعض القيادات في آل سعود للحفاظ على نظامها القمعيّ واستمراريته، في ظل واقع يَظهر عليه ترنحه الشديد وتمزقه الأشد نتيجة الخلافات المستشرية، منذ وصول الأمير الشاب إلى ولاية العهد، بعد الانقلاب على ابنَ عمه الأمير محمد بن نايف، وإحكام قبضته على جميع مفاصل الدولة، وتهميشه للكثير من الأمراء، مع تمكين ودعم من ضمِن ولاءه له، إضافة لتنصيب مسؤولين أقل خبرة ودراية ممن سبقوهم.
* المصدر : الوقت التحليلي