المحافظات المحتلة .. واقع معيشي مأساوي
السياسية: المحرر السياسي
تعيش المحافظات المحتلة وفي مقدمتها عدن حالة من الإرباك الاقتصادي تمثل في غلاء المعيشة الذي وصل إلى حالة غير مسبوقة وإغلاق محلات الصرافة وارتفاع سعر الصرف جراء انهيار العملة وغياب السياسة المالية والاقتصادية.
كل تلك الأمور التي أضرت بحياة المواطن المعيشية، كان سببها الاضطراب السياسي وتقاسم المليشيات المسلحة السيطرة على المحافظات، الأمر الذي أسفر عن مواجهات مسلحة شبه يومية بين المليشيات المتناحرة في المحافظات المحتلة.
هذا الوضع المزري كان نتاجا طبيعيا للسياسة المتبعة من قبل دول العدوان (السعودية والإمارات) التي عملت على تكوين مليشيات تابعة لها تتقاتل فيما بينها تارة وتارة أخرى مع ما يسمى بجيش الشرعية وجميعهم يمولون ماليا وعسكريا من قبل دول العدوان.
تتبع دول العدوان في المسألة اليمنية ما يمكن تسميته بسياسة توازن الضعف، فلا تريد فصيلاً قوياً يسيطر على الأوضاع في المحافظات المحتلة وإنما تريد مليشيات تتقاتل فيما بينها، لكي تتمكن من تنفيذ أجندتها التي من أجلها جاءت إلى اليمن تحت مبرر واهٍ ومخادع وهو ما تسميه إعادة الشرعية بينما في حقيقة الأمر لتنفيذ أطماع قديمة ومُرحّلة لها في الجمهورية اليمنية.
هذا ما يفسر أسباب تواجد قوات دول العدوان في السواحل والجزر اليمنية والذي كان في السابق يدخل في إطار الأحلام والآن جاء الوقت المناسب لتنفيذها في ظل صمت وتواطؤ المجتمع الدولي وما تسمى بقيادة الشرعية التي دخلت في سبات عميق في فنادق السعودية تحت إغراء المال والامتيازات الشخصية.
لقد تعاملت مملكة آل سعود ودولة الإمارات مع المواطن العربي بشكل عام واليمني بشكل خاص، بعدائية عجيبة كشفت عن حقيقة النظامين في هاتين الدولتين والذي بات معروفا الآن لدى الجميع بأنهما تؤديان دورا وظيفيا لخدمة المصالح الأمريكية والغربية والصهيونية.