تمّوز الحار الذي حوَّل السعوديين والأمريكيين إلى رماد..
نظرة على ما حدث في محافظة البيضاء اليمنية
السياسية :
كان المحور الأمريكي السعودي يحلم بصيف حار في اليمن وكان يحاول غزو قلب البلاد مرة أخرى، لكن غضب أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” اشتعل وحوّل احلامهم إلى رماد في محافظة البيضاء. وحول هذا السياق، ذكرت تقارير اخبارية أن الأمريكيين والسعوديين عملوا خلال الفترة الماضية على خطة مشتركة مع تنظيم القاعدة الإرهابي لإحتلال بعض المديريات في محافظة البيضاء والتقدم لاستعادة السيطرة على محافظة مأرب (أهم قاعدة محتلة في اليمن) وتعويض الهزائم الثقيلة التي منيوا بها في الماضي. واستناداً إلى هذا المشروع والسيناريو المنسق بين واشنطن والرياض، شن إرهابيو القاعدة ومرتزقة تحالف العدوان السعودي، منتصف شهر تموز من العام الجاري، هجمات واسعة النطاق في المحاور الجنوبية الشرقية والجنوبية لمحافظة البيضاء وبالتحديد في مديريات “الصومعة والزاهر”.
ولقد واجهت هجمات القاعدة الإرهابية، التي بدأت بكثرة الضجيج في الإعلام السعودي ورافقتها أكاذيب، في مديرية “الصومعة”، برد فعل في الوقت المناسب من قبل أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله”، الذين تمكنوا من التصدي لتلك الهجمات وصدها بالكامل. وعلى الرغم من أن الوضع على الأرض في مديرية “الصومعة” لم يتغير بعد الهجمات التي نفذتها الجماعات الإرهابية وذلك بعدما تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” من الاحتفاظ بالمنطقة، إلا أن الوضع في مديرية “الزاهر” تغير مع خرق تحالف العدوان السعودي ومرتزقة “منصور هادي” والقاعدة لاتفاق وقف اطلاق النار في هذه المديرية. وبحسب بعض المصادر الاخبارية، فقبل الاشتباكات في منطقة “الزاهر”، كان شيوخ العشائر في تلك المنطقة قد وافقوا على الابتعاد عن مركز هذه المديرية لمنع وقوع إصابات وإلحاق أضرار بالمناطق السكنية والبنية التحتية، لكن المرتزقة السعوديين (القاعدة وقوات منصور هادي) خرقت المعاهدة ودخلت مدينة (الزاهر) وبدأت عملية جديدة بهدف الاستيلاء على محافظة البيضاء واحتلالها بالكامل.
ولقد احتلت قوات تحالف العدوان السعودي وعناصر من تنظيم القاعدة في 6 تموز / يوليو الماضي، مناطق “الزاهر والجماجم والصوة ونصبة الكساد وغيرها” في مديرية “الزاهر” بهجمات مفاجئة نتج عنها خرق الاتفاق مع شيوخ القبائل؛ في وقت سابق، قامت تلك القوات المعادية باحتلال مناطق أخرى، مثل “الجردي والحبج والحمحة” وغيرها. ومع تقدم المرتزقة السعوديين في مديرية “الزاهر” دخل أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” ميدان المعركة أيضا للرد على خرق الاتفا وردوا بحزم وتمكنوا من تطهير وتأمين مناطق “ال يزيد والمدرم وقربه والشبكة “. وبالتزامن مع القتال العنيف في مديرية “الزاهر”، واصل أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” عملياتهم لاستعادة الأراضي المحتلة، وفي هجمات انتقامية يوم 17 يوليو / تموز الماضي، استعاد أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” السيطرة على مناطق جديدة أخرى، بما في ذلك “الزاهر، والصوة، ونصبة الكساد، والجردي”.
كما شن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” في 7 تموز / يوليو الماضي هجمات جديدة من محور “الجردي والزاهر” ضد عناصر تحالف العدوان السعودي وإرهابيي القاعدة، وتمكنوا من استعادة مناطق “المحصن والغول والمذاسي وسودا الغراب” وقاموا أيضا بنقل الاشتباكات إلى قرب منطقة “الحنكة والسلمان”. ودخلت الاشتباكات في منطقة “الزاهر” في 22 تموز / يوليو الجاري مرحلة جديدة، حيث شن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” هجمات جديدة من منطقتي “القربة وغليمان”، وبعد صد المرتزقة السعوديين قاموا بالسيطرة وتأمين منطقة “الحبج”. وبحسب مصادر ميدانية، فقد تراجعت الاشتباكات في منطقة “الزاهر” منذ 22 تموز / يوليو، وانخفضت خطوط التماس وذلك بعدما تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” من تحرير مناطق “الحصاخص وال برمان وهضبة يافع” التي يحتلها إرهابيو القاعدة. ولفتت تلك المصادر إلى أن مناطق “أمطوي، وهضبة يافع، وبلد ال جيد، والخربة، ومحاجي يافع، والدرب، أكبد يافع، إلخ” الواقعة على حدود مديرية “الزاهر” والمشتركة مع محافظتا “ولحج وأبين” لا تزال تحت احتلال عناصر من التحالف السعودي، وإذا نجح أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” من تطهير هذه المناطق، فسيكون جنوب محافظة البيضاء أكثر أمناً على طول طريق “البيضاء – الشبر”.
وكان الإعلام الحربي اليمني نشر منذ أيام مشاهد جديدة من عملية “النصر المبين”، التي تمكن فيها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” من استعادة مناطق في مديريتي “الصومعَة والزَاهر” شرقي البيضاء وجنوبيها. وقال المتحدث باسم القوات المسلّحة اليمنية، العميد “يحيى سريع”، خلال مؤتمر صحفي له، إن “قواتنا المسلحة حققت عدة إنجازات ميدانية في المرحلة الماضية، وكبّدت العدو خسائر كبيرة”، مضيفاً “أردت القوات اليمنية 350 قتيلاً و560 مصاباً من تنظيمي داعش والقاعدة في مديريتي الصومعة والزاهر شرق البيضاء وجنوبيها”. وفي سياق متصل، أفاد مصدر في غرفة عمليات ضباط الارتباط التابعة لحكومة صنعاء برصد 166 خرقاً للقوات المتعددة للتحالف في الحديدة، خلال الـ24 ساعة الماضية. وتابع قائلاً إن طائرات تجسس مقاتلة شنت 4 غارات على الجاح بالتزامن مع تحليق 9 طائرات تجسس في أجواء كيلو 16 والفازة والجبلية والجاح. ومن بين الخروقات، 19 خرقاً بقصف مدفعي لعدد 215 قذيفة و136 خرقاً بالأعيرة النارية المختلفة، وفقاً للمصدر نفسه.
ومن جانبه قال نائب وزير الخارجية “حسين العزي” على صفحته بـ”تويتر”: “أرجو من المرتزقة مناشدة التحالف بإرسال المزيد من الأموال والأسلحة سيكون ذلك من دواعي سرورنا بل أيضا جميلا لا ينسى فمثل ركام اليوم بحجمه العلني والسري !!(ستطلعون عليه لاحقا) هو لا شك ما يعين على ذكر الله وشكره وكلما زاد أكثر كلما مثل حافزا أكبر نحو نصر أكبر وغنيمة أكثر “. وأضاف: “الكلام أعلاه ليس مزاحا وكل شيء سيعرض عبر الأخ العميد يحيي سريع، فقط اللافت في الموضوع هو طريقة الإخفاء لتلك الكميات وبذلك الحجم المهول! فهل هي مثلا مسروقات قديمة؟ أم هي كميات رتبت حديثا تمهيدا للتصرف فيها؟!!”. ودعا “العزي” قيادات القوات الموالية للتحالف إلى التفاوض مع صنعاء إن أرادت ستر فضيحتها في البيضاء.
وعلى هذا المنوال نفسه، كشف العديد من الخبراء أن الولايات المتحدة الأمريكية كان لها دور بارز في تقديم كل الدعم المالي والعسكري لهذه التنظيمات الإرهابية وقامت بإرسالها إلى محافظة البيضاء للوقوف في صفاً واحداً مع قوات تحالف العدوان السعودي لمنع سقوط هذه المدنية الاستراتيجية في أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية. ولفت اولئك الخبراء إلى أن للولايات المتحدة والدول الغربية وبعض الدول الأقليمية دورا بارزا في رعاية تنظيم داعش وبناء ورعاية تنظيم القاعدة، والذي مر بثلاث مراحل زمنية الأولى عملية بناء وظهور تنظيم القاعدة في أفغانستان، والمرحلة الثانية، النجاح في بناء تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. والمرحلة الثالثة النجاح في تمدد تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في سوريا واليمن وهي المرحلة الممتدة منذ عام 2014 م، حتى الآن. ولقد استند اولئك الخبراء إلى تصريحات كبار المسؤولين الأمريكيين بعلاقة الولايات المتحدة بتنظيم القاعدة ومنها تصريحات “هيلاري كلينتون” بالدعم الأمريكي لإنشاء تنظيم القاعدة وداعش الإرهابيين.
وفي الختام يمكن القول أن جبهات القتال في اليمن شهدت خلال الفترة القليلة الماضية مواجهات مشرفة حقق من خلالها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” انتصارات تسجل بماء الذهب حيث لم يبق من محافظة البيضاء. إن أبناء الشعب اليمني مضوا خلال الايام الماضية ينتصرون لإرادتهم الرافضة لكل أشكال الاستعمار والوصاية الخارجية، وها هم اليوم يؤكدون للعالم أجمع بان الإرادة اليمنية قوية وصلبة متماسكة البنيان يصعب هدمها، وأن المعركة التحررية الاستقلالية الشاملة تمضي في مساراتها بقوة وشموخ صوب تحقيق آمال وطموحات وتطلعات اليمنيين الأحرار على تراب وطنهم، ولسان حالهم يقول الشعب اليمني الحضاري العريق لا ينهزم، بل ينتصر لإرادته.
* المصدر : الوقت التحليلي