المغالطات المُثارة حول حديث الغدير
السياسية – مركز البحوث والمعلومات: زيد المحبشي
رغم وضوح حديث الغدير وظروفه وتعدد رُواته لدى فقهاء ومؤرخي المدرستين، وصراحة ألفاظه في تثبيت فكرة “الإمامة” ذات الولاية العامة والمسؤولية المُطلقة، وفي تعيين “الإمام” المسؤول بعد وفاة رسول الله، يأتي من يدعي بأن كلمة “المولى” في حديث الغدير، اسمٌ يقع على جماعةٍ كثيرة، ولفظٌ ينصرف في اللغة العربية الى معانٍ كثيرة، كالرب، والمالك، والسيد، والمنعم، والناصر، والمُحب، والتابع، والجار، وابن العم، والحليف، والصاحب، والعقيد، والصهر، والعبد، والمُعْتِقْ، والمُعْتَق، والمُنعّم عليه، والمتصرف في الأمر، والمتولي في الأمر، والولي، والأولى بالشيئ، والشريك، والقريب، والنزيل، ..، كما يذكر ابن الأثير في النهاية، والأميني في الغدير.
وبسبب كثرة معاني “المولى”، لم يعد من طبع الله على قلوبهم من المتنطعين والمتفلسفين يعلمون أيها كان رسول الله يقصد.
وكلها مزاعم وادعاءات متهافتة حاول علماء السلاطين في العهدين الأموي والعباسي، ومن بعدهم غُلاة الوهابية، ومن سار على نهجهم من المُجبرة والمُرجئة والجهمية والخوارج، ترويجها في أوساط العامة بعد أن أدركوا صحة حديث الغدير، بقصد التشويش، خصوصاً وأن تنصيص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام كان في مواطن عديدة منذ بدء رسول الله بالدعوة إلى الإسلام، ولهذا لم يكن أمامهم سوى استمراء التشويش، والتحريف، والتزييف، لمنطوق الأحاديث النبوية الخاصة بفضل ومناقب أهل البيت ومكانتهم، وما يجب على المسلمين تجاههم، وطمس وحذف ما أمكنهم من ألفاظها، واستبدال ذلك بألفاظٍ تبث الشك والريبة في أوساط الناس، من قبيل: “مُبهمة”، وقال رسول الله “كذا وكذا” .. ألخ.
ويكفي للوقوف على صحة هذه الحقيقة الصادمة العودة إلى طبعات “الإستانة” القديمة لأمهات كتب الحديث النبوي، ومقارنة نصوصها بما هو موجودٌ في الطبعات الحديثة الممولة من وهابية السعودية، وستجدون حقائق صادمة، ورحم الله شيخنا العلامة علي بن أحمد أبو هادي الشرفي، فقد كانت له سلسلة أبحاث في كشف هذه الحقيقة المؤلمة، نرجو أن يأتي اليوم الذي ترى فيه النور.
ومعلومٌ أن حديث الغدير من الأحاديث الصحيحة المتواترة بإجماع المؤالف والمخالف، وإنما وقع الخلاف في دلالة الحديث، وتحديداً في تفسير وتأويل لفظَي “المولى” و”الولي”، وهما وصفان من “الوِلاية”، و”الوِلاية” اسم لما توليته، ومن يلي أمراً أو يقوم به يكون أولى به من غيره، وما عداها من المعاني له، فإنما هي مصاديق حقيقتها.
فأُطلق لفظ “المولى” على “الرب” لأنه القائم بأمر العبد، وعلى “العبد” لأنه يقوم بحاجة سيده، وعلى الجار، وابن العم، والصهر، والعقيد، والحليف لأنهم يقومون بأمر صاحبهم فيما يحتاجون إليه.
وهكذا، فاللفظ مشترك معنوي، والقدر المشترك التوليّ والتصرف، وهما مساوق للأولى بالتصرف، ثم استُعمِل فيما يلازمه من المعاني.
وتدعي مدرسة الغُلاة أن كلمة “مولى” تعني “الصاحب” أو “النصير”، بينما فسرتها مدرسة أهل البيت عليهم السلام بـ”الأولى” بكم، وفي كل شؤونكم، وهو الأصح كما سنعرف في قراءتنا هذه، وإن كان الأولى بكم، وجب على المسلمين الإقرار بولايته والطاعة له، على حد طاعة رسول الله.
وما أراده المرجفون من وراء فلسفة معاني “المولى”، هو إفراغ واقعة الغدير من مقاصدها الربانية، والترويج بين العوام بأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يقصد التنصيص على خلافة الإمام علي عليه السلام من بعده بل تذكير الأمة بأنه صهرٌ ومُحب، ويا للعجب من هكذا تقولات، وسنكتفي هنا بالوقوف على عدة حقائق تنسف ما ذهبوا إليه:
1 – نزول آية التبليغ ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خارِجٌ من مكة بعد الفراغ من أداء مناسك فريضة الحج: “يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ”، وفيها أمرٌ إلهيٌ واضح بتبليغ ولاية الإمام علي عليه السلام، وعدم الالتفات إلى أقاويل المرجفين، لأن من يُنكر ما سيقوله من ولاية علي لن يرى نور الهداية، والشاهد على أن هناك من سيُنكِر ذلك من الحاضرين وفي القرون التالية للواقعة، قوله سبحانه: “إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ”، والكفر يعني التكذيب والنُكران والجحود بنص القرآن.
والسؤال هنا: هل يليق برسول الله إيقاف عشرات الآلاف من المسلمين في وسط الصحراء الملتهبة، ليُخبرهم بأن علي بن أبي طالب مُحب وصاحب، وغيرها من الألفاظ العامة المشترك فيها كل الصحابة، أم ليُبلِّغ عن الله أمراً مُهماً وخطيراً وغير قابل للتأجيل إلى حين الوصول الى المدينة، فأيُ أمرٍ يستوجب توقفه صلى الله عليه وآله وسلم وإغتمامه إن لم يبلغه للمسلمين غير تنصيب وصيه خليفة للمسلمين.
2 – تحدث النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غدير خم عن 3 ولايات: “الله مولاي”، “أنا مولى المؤمنين”، “من كنت مولاه فهذا علي مولاه”، ووجه الدلالة هنا أخذه صلى الله عليه وآله وسلم من المسلمين الاعتراف والإقرار بأنه أولى بهم من أنفسهم، وهذا يدل بوضوح على أن الولاية التي جعلها النبي لعلي هي عين الولاية التي هي للنبي، وهذه الولاية ليست صداقة أو محبة، بل هي ولاية عامة وقيادة مُطلق، وإن كانت تتضمن المحبة والعطف فهو صلوات الله وسلامه عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين بالمؤمنين رؤوف رحيم.
وهذا التفصيل للتوضيح على أن التبليغ بأمر من الله، وأن ولاية أمير المؤمنين ليست بديلاً عن النبوة بل مكملةً ومتممةً لها، وبتبليغ ولاية علي عليه السلام اكتمل الدين.
وقبل أن يتفرق المسلمون نزل جبريل عليه السلام بآية إكمال الدين: “اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا”، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي، والولاية لعلي بعدي”.
وفي هذا دلالة واضحة على حدوث أمر خطير أكمل الله به الدين وأتم النعمة، قطعاً ليس المحبة والصداقة بل الولاية.
3 – إنهاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطبة الغدير بالدعاء للإمام علي: “اللهم والِ من والاه .. ألخ”، وهذا الدعاء لا ينسجم مُطلقاً مع غير الولاية العامة وإمرة المؤمنين.
4 – بعد انتهاء النبي من خطبة الغدير، توّج الإمام علي بعمامته “السحاب”، وهي سوداء اللون كما يذكر ابن القيم في “زاد المعاد”، لبسها الرسول في أيام خاصة كفتح مكة، وقال الإمام علي كما يذكر البيهقي في سننه والطيالسي في مسنده: “عمّمني رسول الله يوم غدير خم بعمامة سدلها خلفي”، ثم قال: “إن الله عز وجل أمدّني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمون هذه العمة”، ..، وقال: “إن العمامة حاجزةٌ بين المسلمين والمشركين”.
وأمر رسول الله بنصب خيمتين واحدة له والثانية للإمام علي عليه السلام، ومبايعة الحاضرين الإمام علي وتقديم التهاني له بإمرة أمير المؤمنين، واستمرت المبايعة وتقديم التهاني من الرجال والنساء 3 أيامٍ متوالية، وكلما بايع فوجٌ، قال رسول الله: “الحمد لله الذي فضّلنا على جميع العالمين”.
وقال صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: “هنئوني .. هنئوني، ..”، ولم يقول “هنئوني” في كل أفراحه إلا في هذا اليوم الأغر، والسبب لمن تجرد من دعاء التعصب، إدراكه عظمة هذا اليوم، وجلالة هذه الذكرى، وأفضلية هذا العيد على ما عداه من الأعياد الإسلامية.
ومن البديهي أن هذه المراسم لا تنسجم إلا مع الولاية والخلافة.
وكان في مقدمة المهنئين أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب رحمة الله عليهما، وقال عمر للإمام علي: “بخٍ بخٍ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمنٍ ومؤمنة”، كما يذكر الحسكاني في “شواهد التنزيل”.
وفي مسند أحمد بن حنبل، وتاريخ ابن كثير، وسنن ابن ماجه: “هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة”.
وهذا يعني أن المسلمين فهموا ما أمر الله نبيه بتبليغه في غدير خم، ونتيجة لهذا الفهم بادروا إلى تهنئة الإمام علي عليه السلام، والبخبخة له بهذه المناسبة الغراء.
5 – إنشاد حسان بن ثابت بعد فراغ النبي من خطبة الغدير مباشرة، قصيدة تحدثت عن تفاصيل الواقعة، وانتشرت وذاعت بين الناس برضى رسول الله وعلمه، وفيها تصريح بالخلافة والإمامة، ومع ذلك لم يعترض من ذلك الجمع أحد، بل استحسنوا شعره، ومدحوه، مما يدل على أن الجميع قد فهموا نفس ما فهمه حسان بن ثابت، وما نفهمه نحن اليوم:
يُناديهمُ يوم الغدير نبيّهم .. بخمٍّ فأسمِع بالرسول المناديا
وقد جاءه جبريلُ عن أمر ربه .. بأنك معصومٌ فلا تكُ وانيا
وبلغهم ما أنزل اللهُ رُبُهم .. اليك ولا تخشى هناك الأعاديا
فقام بهم إذ ذاك رافعُ كفِّهِ .. بِكفِّ عليٍ مُعلن الصوت عاليا
وقال: فمن مولاكم ووليكم؟ .. فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا!
إلهك مولانا وأنت وليُّنا .. ولن تجدن منا لك اليوم عاصيا
فقال له: قم يا عليُ فإنّني .. رضيتك من بعدي “إماماً” و”هاديا”!
فمن كنتُ مولاه فهذا وليُّهُ .. فكونوا له أنصار صدق مواليا
هناك دعا: اللهمّ والِ وليَّهُ .. وكن للذي عادى علياً معاديا
وبعد انتهائه، قال صلى الله عليه وآله وسلم: “لا تزال يا حسان مُؤيداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك”.
هذه الأمور مجتمعة تجعلنا على يقين أن ما أراده رسول الله في غدير خم ليس تذكير المسلمين بأن الإمام علي مُحبه وناصره وأخيه وصديقه وابن عمه وزوج ابنته، ولو أن النبي أراد التحدث عن هذه الأمور لما كان بحاجة لإيقاف المسلمين في تلك الصحراء الملتهبة وفي وسط الظهيرة، ولا الى ما أنزل الله من آيات بينات في تلك الواقعة، ولا الى تلك الصيغة في تهنئة الإمام علي.
وما نفهمه مما سبق أن الله لا يقبل التوحيد إلا بالاعتراف لنبيه بنبوته، ولا يقبل الدين إلا بولاية من أمر الله بولايته، بهذا يزول اللبس، ويُفهم سبب أهمية واقعة الغدير، وسبب أهمية أمر الله بتبليغ الولاية، وسبب رضا الله بذلك، واعتبار التبليغ أخر مهمة لرسول الله قبل رحيله، والتي بها اكتمل الدين، وتمت النعمة.
والشاهد على الولاية قوله صلى الله عليه وآله وسلم: “من كنت مولاه فعلي مولاه”، والمولى في اللغة تعني “المالك للتصرف في أمور القوم”، وهو أول ما يتبادر للأفهام، وما عدا ذلك فادعاءات فارغة القصد منها إفراغ الغدير من محتواه الحقيقي.
قال العلامة الشهيد حُميد بن أحمد المحلي الهمداني الوادعي: لو لم يكن السابق إلى الأفهام من لفظة “مولى” المالك للتصرف، وكانت منسوبة إلى المعاني كلها على سواء حملناها عليها أجمع، إلا ما يتعذر في حق علي عليه السلام من “المُعتِق” و”المُعتَق”، فيدخل في ذلك ملك التصرف، والأولى المفيد “ملك التصرف”، فيُفيد الإمامة، لأنه عليه السلام إذا ملك التصرف على الأمة، أو كان أولى بالمؤمنين من أنفسهم، كان إماماً.
ولو لم يرد في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام إلا خبر الغدير لكفى في رفع منزلته، وعلو درجته، وقضى له بالفضل على سائر الصحابة.
وما ذكره حسان بن ثابت: “رضيتك من بعدي إماماً وهادياً”، دليلٌ على أنه عَقَل من كلام النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّمَ: “من كنت مولاه فعلي مولاه” المالك للتصرف، لأنه عقل منه الإمامة، التي هي مفيدة لملك التصرف، فدّل على أن لفظة “المولى” تُفيد ما ذكرناه، وقول حسان حُجة في ذلك، لأنه لا يشكل حاله في معرفة اللغة.
وقد انطوى أيضاً على فضائل عِدة سوى الإمامة، ومتى اقتضت فضله على غيره، كان أولى بالإمامة أيضاً، لكونه أفضل، إذ الأفضل أولى بالإمامة من المفضول عند من يُمعن النظر.
وقال المقبلي في “الإتحاف”: أخرج ابن أبي شيبة، وأحمد، والنسائي، عن بريدة .. إلى قوله: فقال صلى الله عليه وآله وسلم: “يا بريدة ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم”، قلت: بلى يا رسول الله، قال: “من كنت مولاه فعليٌ مولاه”، وبهذا الحديث، وما في معناه تحتج الشيعة على أن “مولى” بمعنى: “أولى”، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دل مساق كلامه أنه سَوّاه بنفسه، وإلّا لما كان لمُقَدِّمة قوله: “ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم”، معنى.
ومعنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم “من كنت مولاه فعليٌ مولاه”، من كنت مُتقلِّداً أمره وقائماً به فعليٌ متقلدٌ أمره وقائم به، وهذا صريحٌ في قيادة الأمة وإمامتها وولايتها، لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قيادة الأمة ووليها وسلطانها والقائم بأمرها، فثبُت لعلي عليه السلام ما ثبُت له من الولاية العامة والقيادة التامة.
المفكر المصري الدكتور أحمد محمود صبحي حاول مقاربة الحقيقة في توضيح سبب إنكار المنكرين لحديث الغدير: “لما كان أهل الظاهر والسلفيون يوالون معاوية، فإنه لم يكن لديهم مفر من اختيار إما ترك هذه الموالاة أو القدح بشتى الوسائل في حديث الغدير، ..، وبالرغم من أنه من المفروض أن تخضع العقائد للنصوص، إلا أن كثيراً من أصحاب المذاهب قد أخضعوا الأحاديث لأهوائهم ومذاهبهم”.
حقاً إن الأمر لعجيب .. وما علينا إلا أن نقول كلمة واحدة لا نملك غيرها: لك الله يا علي ما أنصفوك في شيئ لا حيا ولا ميتاً!!!
المراجع:
1 – أحمد محمد الهادي، السيرة النبوية، مركز النور للدراسات – صعدة، الطبعة الأولى 1415 هـ.
2 – السيد العلامة مجدالدين المؤيدي، التحف شرح الزلف، مركز أهل البيت للدراسات الإسلامية – صعدة.
3 – العلامة محسن علي البلتستاني الباكستاني، النهج السوي في معنى المولى والولي، مكتبة النجاح – طهران، الطبعة الثانية 1999.
4 – العلامة مرتضى العسكري، معالم المدرستين، الجزء الأول، المجمع العلمي الإسلامي – طهران، الطبعة الخامسة 1993.
5 – العلامة محمد حسن آل ياسين، الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام “سيرة وتاريخ”، المكتب العالمي للطباعة والنشر – بيروت، الطبعة الأولى 1987.
6 – الإمام المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري، الآمالي الخميسية، عالم الكتب – بيروت، الطبعة الثالثة 1983.
7 – زيد يحيى المحبشي، عيد الغدير لماذا؟، بحث مخطوط ، 15 أغسطس 1999.