عبدالجبار الغراب

تماشت الوقائع والمتغيرات الحالية عكس المخططات السابقة, وبرزت ظواهر وأحداث منعتهم من تحقيق الأحلام والأهداف, وخرجت شواهد واضحة قلبت المعادلات وغيرت الموازين, وتصاعدت قوى في سلاحها وحققت الانتصارات, وتغيرت كامل القواعد والأركان, وتم إيجاد تسميات جديدة ومصطلحات, وأصبحت القوى المقاومة لقوى الشر والاستكبار كلها ضمن مسارات واستراتيجيات واحدة واتفاق, وتساندت مع بعضها البعض في إيجاد مختلف المعادلات الجديدة لاستخدامها ضد الصهاينة والأمريكان, لتعلن عن موقفها الموحد لخلق معادلة جديدة في الردع والإمتداد, وجعلها إقليمية اذا ما تم الاعتداء على القدس: ليكون للصهاينة والأمريكان وضعهم المنكسر في ازدياد, وخروجهم تدريجيا عن كل أحلامهم وآمالهم بفعل هزائم توالت, وانكسارات تلاحقت, ومواقف سياسيه وتخبطات مستمرة وتراجعات في القرارات المتخذه, هشاشة وعدم جديه في الكثير من محطاتهم السياسية, وفشل تصاعدي في التمثيل والتفاوض في جميع جبهاتهم العسكرية. والسياسية في بلدان العرب والمسلمين وبالخصوص في دول محور المقاومة الإسلامية في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وسوريا وإيران وفلسطين.

وعلى هذا الانكسار والانهزام والتراجعات للأمريكان والصهاينة وأدواتهم الأعراب المطبعين مع الكيان، تم استخدام مختلف الأساليب والمسالك لخلق فرص ومحاولات لأدوارهم واسترجاعها لأغراض وبدائل قد تحقيق نصر او انتصار لم يستطيعوا تحقيقه في كل البلدان التى قادوها عسكريا وعلى مدار سنوات, فلا للملف الإنساني والابتزاز نجاحه في استخدامه للضغط على اليمنيين كان له نجاح,  ولا في سوريا تحقق لهم المراد, ولا في عراق الجهاد الذين يلقونون الأمريكان المحتلين الدروس العسكرية لطردهم من البلاد, وفي فلسطين كان للصهاينة انتكاستهم الأخيرة بمعركة سيف القدس, وعلى واقع الحال يتم إحداث الاختراق في لبنان والعمل على بعثرت الجهود لتشكيل حكومة تنقذ اللبنانيون من أزمتهم المفتعله من قوى التآمر مع الغرب والأمريكان, ومن هنا يتم الاعتذار للرئيس المكلف الحريري من تشكيل حكومة في لبنان ليقول الله يعين البلد, لينجح الإيرانيون في انتخاباتهم الرئاسية في اختيار رئيسهم الجديد إبراهيم رئيسي المقاوم لقوى الشر والاستكبار, ومع مرور سبع جولات تفاوضيه في سير المحادثات حول الملف النووي الإيراني عرف العالم بمد الإصرار الحقيقي الواضح المطالب والعادل للشعب الإيراني في احقيتهم في تطوير برنامجهم النووي للأغراض السلمية, فلا كانت للمؤامرات وبأحجامهم المختلفة ولا للعوائق والعراقيل وإيجاد الأوراق والبدائل نجاح في ترتيب لوضعهم من جديد, ليكون اللجوء الى مساعيهم القديمة الجديدة لعلهم في ذلك يحققون التعويض عن كل خسائرهم طوال أعوام من شنهم حروب على اليمن وسوريا وبمحاولات مساعي السلام ابتدع الأمريكان أكاذيبهم الإعلامية لتسويقها لدواع احلال السلام, لتتوضح مدى مغالطاتهم في إفشال متعمد لكل محاولات إحلال السلام, وللضغوطات كانت للأمم المتحدة مسالكها المتواصلة في إدخال معظم دول محور المقاومة كما حصل مع اليمنيين ووضعهم ضمن المرتكبين للجرائم حرب ضد الأطفال, ولإبعاد المسلمين عن شعائرهم الإسلامية كانت للصفقات والاتفاق التى ينفذها الأعراب المطبعين مع الكيان لأجل الإضرار بالمقدسات الإسلامية وإبعاد المسلمين عن زيارة الأراضي المقدسه لأداء فرضية الحج, وافتتاح للسفارات في أبو ظبي وتل أبيب.

وعلى هذا الحال المفروض واقعيا وعلى الأرض سارت كل الأحداث في صالح قوى محور المقاومة الإسلامية, وبفعل كامل الانجازات العسكرية والتطورات والصناعات الحربية وتغير قواعد الاشتباك وتحقيق توازنات الردع وقلب للمعادلات, وانكسارات للصهاينة مؤخرا في معركة سيف القدس وتفوق المقاومة الفلسطينية وخروج مئات الملايين من العرب والمسلمين ومعهم بعض شعوب العالم الحر وتأييدهم المطلق والكبير ووقوفهم مع الشعب الفلسطيني ومقاومته الإسلامية في دفاعها على مقدساتها وحقها في استعاده أراضيها المحتلة وظهور ذلك التلاحم والاصطفاف الفلسطيني غير المسبوق من غزة إلى الضفة الغربية وعرب 48 وجميع الشعب الفلسطيني مع مقاومته الإسلامية، شكل عامل قوه وردع كبيرة حققت الانتصار وأوصلت رسائل ودلالات لوقائع قادمة جديدة منطلقها التعاون والتلاحم والاصطفاف الإسلامي وتشكيل جبهة واحده أساسها محور المقاومة وفرضه لمعادلة جديدة معركة المقدسات الإسلامية والدفاع عنها مجتمعين وجعلها حرب إقليمية وعدم ترك الفلسطينيون وحدهم يدافعون عن مقدسات المسلمين أجمعين, معادلة المنطقة والمواجهة الجديدة في التصدي لكل محاولات الأضرار بالقدس وجعلها حرب إقليمية, مسمى أطلقه سماحة السيد حسن نصر الله وكان لقبوله والتأكيد عليه قائد الثورة سماحة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي عن استعداد اليمن الدخول ضمن هذه المعادلة في إطار محور المقاومة الإسلامية, ليكون للبناء الاستراتيجي واقعها الواحد بين دول محور المقاومة وضمن مسارات واحده متفق عليها فمن توحيد الخطاب الإعلامي وتبادل الخبرات وجعلها ضمن مسارات تحقق الأهداف لخلق قادم تلاحم واصطفاف يساهم في ردع دول الشر والاستكبار وينطلق على إثرها حقائق واضحة كشفت انتهاكات وجرائم العدوان في اليمن والصهاينة في فلسطين وحصارهم وفرضهم العقوبات على السوريين والإيرانيين, ولتعزيز الانتصارات وجعلها في إطار قوة واحده ملتحمة مع بعضها خلق وإيجاد معادلة جديدة تضع القدس قضيه يحق للمسلمين الدفاع عنها مجتمعين وليس على الفلسطينيون وحدهم.

وعلى هذا المنطلق المتصاعد الآن, ووجود العديد من السيناريوهات التى تسعى إلى إيجادها دول الشر والاستكبار والموضوعة لتلافي كل خسائرها في مواجهة دول محور المقاومة الإسلامية, والتى كان لبعض أحداثها الحالية خيباتها السريعة في الحدوث فلا كان لإشعالهم الحرب في محافظة البيضاء اليمنية وتحديدا في مديريات الزاهر والصومعة واستقدامهم للآلاف من العناصر الإرهابية من تنظيمي داعش والقاعدة لأجل السيطرة واحتلال محافظة البيضاء, لكن سرعان وخلال ساعات من انكشف ضعفهم وجبنهم في خسارتهم وطردهم السريع من المديرتين, وما يحدثه حاليا الأمريكان من استهدافه لمواقع الحشد الشعبي العراقي إلا ضعف بأن قادم الحال سوف يكون عليهم مغادرة العراق بفعل قوة موجودة إيمانية عراقية من مجاهدين الحشد الشعبي الذين بفضل الله وبهم كان للإرهابيين هزيمة نكراء وطردهم من أراضي ومدن وقرى العراق ومن تبقى منهم هم في إطار المتابعة  والملاحقة العراقية حتى يتم تطهير العراق من كل الدواعش والإرهابيين التابعين لأمريكا وإسرائيل، لتظهر حقيقة واحدة, أنه لا مجال من إحداث لجديد خيارات لقوى الشر والاستكبار في ظل تصاعد قوى واضح لمحور مقاومة إسلامي متحد في مواقفه ومتفق في مساراته واستراتجياته لخلق معادلة جديدة تضع نهاية للمستكبرين وتطردهم من كامل أراضي العرب والمسلمين.

وان غداً لناظرة لقريب.