السياسية :

في مجمع يضم أيضاً مكتبة ومسرحاً ومساحات مفتوحة للأنشطة حيث يتعلم الصغار والكبار المزيد عن حماية البيئة

يقدم مقهى في قطاع غزة نموذجاً فريداً للإبداع في مجال إعادة التدوير والاستفادة من الأشياء القديمة في استخدامات جديدة، بأحد أشد الأماكن اكتظاظاً بالسكان على وجه الأرض.

ومع قهوة الصباح المميزة، يتيح المقهى جرعة صحية من المعلومات والدروس في حماية البيئة.

يمثل المقهى المطل على شاطئ البحر جزءاً من مجمع بناه الكاتب المسرحي علي مهنا ومجموعة من الأصدقاء من أعمدة الخشب المعاد استخدامها وحاويات وقوارير بلاستيكية وإطارات وبقايا قراميد وطوب.

“السعادة”

وقال مهنا الذي اتخذ من باب ثلاجة قديمة باباً لمكتبه، ومن أبواب غسالات قديمة نوافذ للمكان، “هذه قصة شخصية، أمي كانت ترغب في أن أصبح دكتوراً”. وأضاف، “أنا اليوم في المجال الذي اخترته أترك أثراً جيداً جداً، ولا ينبغي أن أكون دكتوراً للبشر، من الممكن أن أكون دكتوراً للبحر، أو دكتوراً للمجتمع الذي يعاني أمراضاً كثيرة”.

يضع مهنا، الذي يرتدي زياً أزرق اللون، نصب عينيه التخفيف على الأقل من قسوة الظروف والأحوال المعيشية عبر جهود يبذلها في موقع يضم أيضاً مكتبة ومسرحاً ومساحات مفتوحة للأنشطة والفعاليات، حيث يمكن للصغار والكبار تعلم المزيد عن حماية البيئة من الأخطار.

وقالت حنين السماك، وهي أم لأربعة أطفال بعد أن تعلمت كيف يمكنها إعادة استخدام الأشياء التي كانت تتخلص منها في السابق، “الحاويات الفارغة استخدمناها وزرعنا فيها، والزجاجيات ملأناها بالرمل ووضعنا فيها إضاءة”.

وخصصت حنين ركناً في منزلها تجمع فيه الأشياء القديمة لإحضارها إلى مهنا لإعادة تدويرها. وقالت لوكالة “رويترز”، “أي شيء في البيت لا يمكن أن أستخدمه أضعه جانباً وأحمله لاحقاً بالسيارة وآتي به” إلى المجمع. وأضافت وهي جالسة على كرسي ملون مصنوع من إطارات السيارات، “بالنسبة لي هذه سعادة”.

تغيير نظرة الناس

وقال مهنا إن الأطفال الذين يزورون المكان الذي خصصته بلدية غزة، أصبح لديهم فهم واضح بضرورة حماية البيئة.

وأضاف، “الوصفة تأتي منهم، فحين أسألهم مذا ينبغي أن نفعل لنعالج البحر، يقولون ممكن أن ننظم حملة تنظيف، وممكن أن نعد لافتة صغيرة وممكن أن ننزل لنحكي مع الناس”.

وإضافة إلى إحضار مواد لإعادة تدويرها بدلاً من دفع أموال، يمكن للزبائن الراغبين في استئجار مكان أو مساحة مفتوحة لإقامة مناسبة التطوع بساعة من وقتهم للمساعدة في تنظيف الشاطئ من القمامة.

وقال مهنا إن دخول المجمع مجاني، “لكن العائلة التي ترغب في المجيء إلينا عليها أن تحمل معها أي نوع من النفايات الصلبة الموجودة لديها في البيت، إن كانت أواعي مستعملة أو أدوات مطبخ أو قوارير مياه”.

وقال مسؤول في سلطة جودة البيئة في غزة، إنه يتم جمع 2000 طن من النفايات الصلبة في القطاع يومياً، نصفها من المنازل.

الفنان التشكيلي يحيي أبو صقر قال من جانبه إنهم في المجمع يقومون بـ “إعادة تدوير النفايات الصلبة مثل الزجاج والبلاستيك والملابس المستعملة والعلب المعدنية والأشياء التي لم تعد صالحة بنظر الناس”. ويضيف، “نعمل على تغيير نظرة الناس إليها، فعوض أن تكون نفايات تصبح أشياء جميلة تغير سلوك الناس تجاهها”.

ويكسب آلاف الفلسطينيين المال من بيع هذه المواد إلى مصانع إعادة التدوير.

المصدر : ذي اندبندنت