السياسية:

خلال العامين المنصرمين عاد الاشتعال إلى شبه القارة الهندية بعد التوتر بين الهند وباكستان على إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين، بعدما فرضت نيودلهي أمراً واقعاً على الإقليم؛ مما أثار التوقعات باندلاع حرب في المنطقة الحساسة.

ولهذا الموقع الجغرافي عيوبه بالطبع؛ إذ تُواجه الهند على جبهتين دولاً نووية قوية خاضت معها حروباً- الصين وباكستان.

وتُعد أقوى خصوم الهند هي الصين، التي خاضت معها حرباً حدودية قصيرة عام 1962؛ إذ تحول جيش الصين المتنامي البلاد من مجرد التهديد الأرضي إلى التهديد متعدد الأصعدة مع أصولٍ قوية في الجو والبحر وحتى الفضاء.

أما ثاني أقوى خصوم الهند، فهي باكستان التي كانت خاضعةً أيضاً للتاج البريطاني. وقد خاضت الهند مع باكستان أربع حروبٍ منذ عام 1947، ودائماً ما يبدو وكأن البلدين على حافة الحرب الخامسة.

هذه التوترات السائدة تعزز فرضية اندلاع معركة بين الهند وأي من القوتين النوويتين الجارتين، ففي حال اندلاع هذه الحرب فما هي الأسلحة التي قد تعتمد عليها الهند؟

 مجلة The National Interest الأمريكية نشرت في تقرير أهم أنواع الأسلحة التي يقتنيها الجيش الهندي والتي قد تعزز موقعه في حال اندلاع معركة مع الصين وهي:

إن اختيار الهند الأباتشي AH-64D لتكون مروحيتها الهجومية المستقبلية هو خير مثالٍ على تفضيل التكنولوجيا بدلاً من القوة البشرية. وتعدد استخدامات الأباتشي يعني أنّها ستكون قادرةً على تنفيذ أي مهمة سواء بالاشتباك مع تشكيلات الدبابات في حربٍ تقليدية، أو مطاردة المقاتلين في عمليات مكافحة التمرد خلال حرب عصابات.

وتستطيع مروحيات أباتشي شديدة التسليح وسريعة الحركة أن تتصدى لأي عددٍ من التهديدات الأرضية ضد الهند؛ إذ يمكنها استشعار مركبات العدو المدرعة باستخدام الرادارات فائقة العلو على هيكلها، قبل تدميرها باستخدام صواريخ هيلفاير وصواريخ هيدرا-70 المضادة للمدرعات والرشاش المحمول عيار 30مم. وتستطيع المروحية كذلك رصد المتمردين المتخفيين باستخدام مستشعرات الصور الحرارية، والاشتباك معهم باستخدام القنابل المضادة للأفراد أو الرشاش المحمول.

وبعكس المروحيات الهجومية الأخرى؛ فقد أثبتت الأباتشي فاعليتها القتالية في المعارك، ودمرت المدرعات في العراق، وجبال أفغانستان.

بعد طلبها في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2013، صارت INS Vikramaditya هي أحدث حاملات الطائرات الهندية وحاملة الطائرات الوحيدة التي تقطن المحيط الهندي. وفي حالة الحرب، سيجري استخدام حاملة الطائرات لحصار كراتشي- أكبر موانئ باكستان- أو قطع شريان الحياة الاقتصادي الصيني الذي يربطها بمنطقة الخليج وما وراءها.

ويصل طول حاملة الطائرات إلى 282 متراً بوزنٍ إجمالي يبلغ 44 ألف طن، مما يجعلها أصغر بـ20% من نظيرتها الصينية Liaoning. ولكن بعكس Liaoning، فإنّ حاملة الطائرات الهندية تعمل بكامل طاقتها مع جناحٍ جوي قادر على فرض الهيمنة الجوية، وشن حرب ضد الأهداف الأرضية والسفن والغواصات أيضاً. ومن المتوقع أن يتألّف الجناح الجوي لحاملة الطائرات من 24 مقاتلة من طراز ميغ 29K أو تيجاس هال، إلى جانب 10 مروحيات حربية مضادة للغواصات. وقد طلبت الهند بالفعل 45 مقاتلة من طراز ميغ 29K.

وستعمل حاملة الطائرات Vikramaditya كمحورٍ لمجموعة قتالية تتألف بالكامل من حاملات الطائرات، وتحميها مدمرات الدفاع الجوي الجديدة التي تحمل اسم Kolkata. ومن المخطط إنتاج اثنتين من حاملات الطائرات الأخرى بتصميمٍ محلي، ليرتفع إجمالي قوة حاملات الطائرات الهندية إلى ثلاث.

أسفر مشروع هندي-روسي مشترك عن إنتاج الصاروخ الجوال فائق السرعة وقصير المدى BrahMos، والذي يُمكن إطلاقه من مختلف المنصات. ويُعَدُّ BrahMos واحداً من أكثر الصواريخ تقدماً في العالم، لقدرته على ضرب الأهداف في البر والبحر بكل دقة. كما أن تنوع استخداماته يعني قدرته على استهداف السفن المعادية ومعسكرات التدريب الإرهابية بكل سهولة.

ويمكن لطائرةٍ نفاثة أن تطلق صاروخ BrahMos بسرعات تصل إلى 3 ماخ، أو 1.020 متر/ثانية. أما النسخة المضادة للسفن فتحمل لقب “الكاسحة البحرية”، التي تُحلّق فوق أمواج البحر مباشرةً وتمنح العدو تحذيراً قبلها بـ35 ثانيةً فقط.

وبحسب منصة الإطلاق، يجري تسليح صواريخ BrahMos برأس حربي يخترق الدروع من المتفجرات الشديدة بوزنٍ يتراوح بين 200 و300 كغم، مع مدى يتراوح بين 300 و500 كم.

وهذا المزيج من السرعة والقوة التدميرية يجعل صواريخ BrahMos تمثل مصدر قلقٍ كبيراً للبحرية الباكستانية، التي تفتقر سفنها السطحية إلى الدفاعات الجوية المناسبة. كما ستجد البحرية الصينية صعوبةً في مواجهة صواريخ BrahMos، لأنّها ستكون أمام تهديدٍ تصل سرعته إلى 3 ماخ ويمكن إطلاقه من الجو، وبطاريات الدفاع الساحلية، والمدمرات، والغواصات.

تُعد هذه واحدةً من أحدث المقاتلات الهندية بتصميمها المُحدّث من طراز أواخر السبعينيات؛ إذ جرت ترقية المقاتلة من نسختها الأصلية Su-27 Flanker، لتتحول إلى مقاتلةٍ بعيدة المدى بمحركين ورادار قوي، إلى جانب 12 قطعة لتركيب الأسلحة.

ويشمل تسليح المقاتلة من أسلحة الجو-جو صواريخ R-73 الموجهة بالأشعة تحت الحمراء، وصواريخ R-77 وR-27 الموجهة بالرادار. كما تُثير صواريخ نوفاتور K-100 المنتظرة اهتماماً خاصاً لقدرتها على ضرب أهداف على بُعد يتراوح بين 300 و400 كم. أما بالنسبة للأهداف الأرضية، فبإمكان المقاتلات إسقاط قنابل موجهة بالليزر، وصواريخ هجوم أرضي من طراز Kh-59، وصواريخ BrahMos.

وتمتلك القوات الجوية الهندية 200 مقاتلة تفوق جوي من طراز سوخوي Su-30MKI في الخدمة، كما طلبت 27 أخرى. وجرى أيضاً تعديل عددٍ من تلك المقاتلات بواسطة إسرائيل من أجل تأدية مهام الاستطلاع الاستراتيجية.

دخلت أول غواصات الهجوم النووي الهندية INS Chakra الخدمة باعتبارها غواصةً تابعة للبحرية الروسية، وجرى تمويلها حتى الانتهاء من بنائها بواسطة البحرية الهندية مقابل عقد إيجارٍ مدته 10 سنوات.

وهذه الغواصات، المبنية على طراز Akula II الخاص بالاتحاد السوفييتي، قادرة على حمل ثمانية آلاف طن؛ مما يجعلها أكبر بمرتين من جميع غواصات الهند، سواءً Type 209 ألمانية الصنع أو Kilo روسية الصنع. ويمكن لهذه الغواصات التحرك بسرعة 30 عقدة في الدقيقة تحت الماء، كما يمكنها الغوص حتى عمق يصل إلى 520 متراً. وتمتلك الغواصة ثمانية أنابيب تمكنها من إطلاق الطوربيدات الموجهة، وصواريخ Kh-55 الجوالة، والطوربيدات التكهفية Shkval التي يمكنها الانطلاق بسرعة 220 عقدة لمسافة تصل إلى 15 كم.

وباعتبارها غواصةً نووية، فإنّ Chakra قادرةٌ على البقاء مغمورةً تحت الماء لفترات مطولة، مما يزيد صعوبة رصدها. وفي وقت الحرب ستُطارد الغواصة المتقدمة أهدافاً عالية القيمة، مثل الغواصات الباكستانية (التي يُحتمل أن تحمل صواريخ جوالة برؤوسٍ حربية) والصينية، والمدمرات، وحاملات الطائرات.

عربي بوست