الأراضي المحتلة تشهد يوماً ساخناً بسبب ما يسمى بـ”مسيرة الأعلام” والمقاومة تستنفر
السياسية : مرزاح العسل
تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة اليوم الثلاثاء، يوماً ساخناً وغضباً شعبياً شاملاً وخاصة بعد أن قررت سلطات الاحتلال أن تضع القدس مجدداً كاختبار لكافة الأحرار في العالم وخاصة العرب والمسلمين الذين لم يعلو صوتهم حتى الآن ليختاروا موقف المتفرج.. فيما استنفرت كل فصائل المقاومة وبمختلف توجهاتها ودعت إلى الدفاع عن القدس والأقصى وكل المقدسات.
وكان المستوطنون الصهاينة قد أعلنوا في 10 مايو الماضي عن “مسيرة للأعلام” في البلدة القديمة بالقدس المحتلة ليكون رد المقدسيين واضحاً، وتدك صواريخ المقاومة البلدات المحتلة وتتوقف المسيرة.
وها هي المسيرة الاستفزازية تعود مجدداً للواجهة بعد يوم واحد على تولي نفتالي بينت رئاسة حكومة الاحتلال لتكون هي الاختبار الأول لحكومة الاحتلال التي قررت استمرارها في تحد واضح لكافة التهديدات والمطالبات لكبحها.
وكانت فصائل المقاومة الفلسطينية وبمختلف توجهاتها، قد أكدت أن القدس كانت ومازالت وستبقى عربية إسلامية وهي محور الصراع العربي الصهيوني ولن تسمح بتهويدها أو استمرار العدوان عليها.. وحملت الاحتلال تداعيات تنفيذ “مسيرة الأعلام” واستمرار العدوان على القدس وأحيائها والأقصى وساحاته.
وقالت الفصائل في بيان لها: إن “المقاومة فرضت معادلة ثابتة في معركة سيف القدس مفادها أن الاعتداء على الأقصى والقدس وأحيائها لن يمر مرور الكرام وأنها جاهزة لتقول كلمتها بالأفعال وليس بالأقوال”.
وأوضحت أن خيار المقاومة هو الخيار الأمثل والاستراتيجي للتعامل مع العقلية الصهيونية القائمة على القتل والإجرام وسفك الدم الفلسطيني.. مؤكدة أن استمرار إعدام الاحتلال لأبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس ما هو إلا استمرار لمسلسل الإرهاب الصهيوني ويجب أن يُجابه بتصعيد كل أشكال الاشتباك مع الاحتلال في كافة ميادين وساحات الضفة والقدس.
كما دعت الفصائل أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس والداخل المحتل لشد الرحال للرباط في المسجد الأقصى للتصدي لاقتحامات الاحتلال وتدنيسه لساحاته ومحاولاته فرض أمر واقع.
وخرجت مسيرات شعبية ووقفات إسنادية في محافظات قطاع غزة، مساء اليوم، رفضاً لـ”مسيرة الأعلام” الصهيونية ودعماً لمدينة القدس المحتلة.
وذكرت وكالة “فلسطين اليوم” أن الفلسطينيين تجمعوا على مفترقات الطرق في كافة محافظات القطاع، ورفعوا أعلام فلسطين، وأطلقوا نداءات عالية وصرخات تطالب بوقفة جادة لإيقاف انتهاكات المستوطنين المتواصلة.
وبعد أن وصلت “مسيرة الأعلام” الاستفزازيّة في القدس المحتلة، مساء اليوم، إلى محيط باب العامود.. أدى المستوطنون “رقصة الأعلام” وهتفوا “الموت للعرب” في ساحة باب العامود في محيط المسجد الاقصى المبارك.
ووسط صيحات “الموت للعرب” ودعوات لإحراق قرى فلسطينية، وصل عضو الكنيست اليميني المتطرف ايتمار بن غفير ساحة باب العمود.
وقالت وكالة “فلسطين اليوم” الإخبارية إن “مسيرة الأعلام” الاستيطانية الاستفزازية وصلت لباب العامود وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل شرطة الاحتلال، وسمحت شرطة الاحتلال للمستوطنين بالنزول لساحة باب العمود.
وكانت قوات الاحتلال قد أغلقت مساء اليوم، منطقة باب العمود بالقدس بالحواجز الحديدية.
وأفادت مصادر محلية بالقدس بأن قوات الاحتلال تواصل منع الشبان الفلسطينيين من التجمع في باب العمود لتسهيل مرور مسيرة المستوطنين.
كما أغلقت قوات الاحتلال عددا من متاجر المواطنين في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، تمهيداً لاقتحام المستوطنين ضمن ما يسمى “بمسيرة الأعلام”.
وأُصيب أكثر من 27 فلسطينياً خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيليّ في محيط البلدة القديمة في المدينة.
وبعد اقتحامهم لـ”باب العمود”.. توجه المستوطنون بـ”مسيرة الأعلام” الاستفزازية نحو ساحة حائط البراق، انطلاقا من ساحة باب العمود في القدس التي اقتحموها بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، رغم أنه لم يكن ضمن مخطط الاتفاق مع شرطة الاحتلال الإسرائيلية.
ولدى مغادرة المستوطنين ساحة باب العامود متجهين لساحة حائط البراق شتموا “الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وبصقوا على الأرض”.. بينما ذكرت “قناة 20″ العبرية أن المستوطنين هتفوا الموت لـ”محمد الضيف” القائد العام لكتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس.
وكان مئات المستوطنين تجمعوا وهم يحملون الأعلام الإسرائيلية في شارع الأنبياء بالقدس برفقة عدد من أعضاء الليكود، ثم انطلقوا بمسيرة إلى باب العمود، وخلال انطلاق المسيرة رفع المستوطنون أعضاء الكنيست المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير على الأكتاف.
ونظمت عشرات المستوطِنات مسيرة في منطقة السوق في الحي الإسلامي بالقدس ضمن مسيرة الأعلام.. وخلال المسيرة، أطلق مستوطنون هتافات ضد رئيس حكومة الاحتلال الجديد نفتالي بينت، مثل “نفتالي خائن”، ورفعوا شعارات مثل: “خطر.. يسرقون الديمقراطية”.
في المقابل رفع يهود مناهضون للاحتلال العلم الفلسطيني وتظاهروا في القدس ضد مسيرة الأعلام الإسرائيلية.
وقبيل وصول المسيرة إلى باب العمود، وصل عدد من الأعضاء العرب في الكنيست، منهم أحمد الطيبي وأيمن عودة وأعضاء من القائمة العربية المشتركة إلى باب العامود، وقال الطيبي للصحفيين: “العلم الشرعي الوحيد في باب العامود هو العلم الفلسطيني.. العلم الإسرائيلي رمز للاحتلال.. نحن هنا لوقف المسيرة ووقف إخلاء الشيخ جراح وسلوان”.
وقبيل مسيرة الأعلام، قمعت قوات الاحتلال المقدسيين في عدة مناطق بالقدس القديمة، حيث أفاد الهلال الأحمر بالقدس بأن طواقمه تعاملت مع 27 إصابة خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في محيط البلدة القديمة في القدس، وكانت الإصابات بالمطاط والاعتداء بالضرب وقنابل الصوت، وجرى نقل 4 إصابات منها للمستشفى، بينما تم منع طواقم الهلال من نقل إصابة بالرصاص الحي وتم اعتقالها.
كما اعتقلت قوات الاحتلال شابًا فلسطينيًا من ساحة باب العامود بعد وصوله للمكان رغم الإجراءات الأمنية المشددة ومحاولته مهاجمة المستوطنين، بينما سقط جندي من فرق خيالة الاحتلال أثناء المواجهات في محيط باب العامود، وكذلك حطم شباب حافلة للمستوطنين بشارع صلاح الدين بالقدس المحتلة.
من جانب آخر، منعت قوات الاحتلال عشرات الحافلات من الداخل الوصول إلى مدينة القدس.
وأفادت وكالة “فلسطين اليوم” بأن شرطة الاحتلال قامت بالاعتداء بشكل همجي على سيدة فلسطينية رفعت العلم الفلسطيني في باب العامود.
وكان عضو الكنيست” الصهيوني اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، قد صرح في وقت سابق بأن “مسيرة الأعلام” ستقام مساء اليوم دون الحاجة إلى إذن من حماس والجهاد الإسلامي.
وفي وقت سابق اليوم اندلعت حرائق عدة في مستوطنات “غلاف غزة” بفعل بالونات وطائرات حارقة أطلقت من قطاع غزة.
وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن حرائق عدة اندلعت في المجلس الاقليمي “شاعر هنيغيف” في “غلاف غزة” دون أن يبلغ عن وقوع اصابات أو اضرار.
واندلعت الحرائق الكبيرة في مستوطنات “غلاف غزة” بعد إطلاق وحدة برق الجهادية دفعات كبيرة من البالونات والطائرات المتفجرة تجاه مستوطنات “الغلاف” احتجاجًا على ما تُسمى بـ “مسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس”.
وكانت وحدة برق الجهادية حذرت المستوطنين في “غلاف غزة” من البقاء في منازلهم قائلة لهم: “انتظروا اللهب والنار”.
وأفادت وسائل إعلام عبرية اليوم بأن عدد الحرائق التي اندلعت منذ صباح اليوم في غلاف غزة ارتفع إلى 21 حريقاً تأكد رسميا أنها بفعل بالونات حارقة.
بدوره قال موقع “حدشوت بتحون سدي” العبري: “ارتفع عدد الحرائق في مستوطنات “غلاف غزة” إلى 21 حريقاً”.
وكشفت مصادر عبرية مساء اليوم عن تهديدات “إسرائيلية” للمقاومة في غزة، بالرد القاسي على إطلاق البالونات من قطاع غزة.
وذكرت القناة العبرية 12، أن “إسرائيل” أرسلت رسالة للوسطاء المصريين، أن الرد على البالونات الحارقة التي تطلقها المقاومة في غزة، سيكون عقب انتهاء مسيرة الأعلام في القدس، والمنعقدة مساء اليوم.. وفق زعمها.
من جهة ثانية أصيب مستوطنين اثنين أحدهما بجراح متوسطة في الوجه جراء رشق سيارتهما بالحجارة قرب قرية عزون جنوب قلقيلية.
ويشار إلى أن ذلك يأتي في ظل محاولة مستوطنين متطرفين اقتحام مدينة القدس المحتلة قرب باب العمود.
وكان جيش الاحتــلال الاسرائيلي قد نشر صوراً لعدد من بطاريات القبة الحديدية التي قام بنشرها قبيل “مسيرة الأعلام” التي سينفذها المستوطنون في ضواحي القدس، تخوفًا من قصف المقاومة بغزة.
كما أعلنت وسائل إعلام عبرية عن نية جماعات استيطانية إقامة 14 مسيرة أعلام قرب قرى فلسطينية في الضفة الغربية يوم الاثنين المقبل.
وقالت: إن المسيرات تأتي احتجاجاً على البناء الفلسطيني في المناطق المصنفة “ج” بالضفة الغربية المحتلة، وللمطالبة بهدم مبان فلسطينية في هذه المناطق.
وفي صباح اليوم، نفذ العشرات من قطعان المستوطنين الصهاينة اقتحاماً لباحات المسجد الاقصى المبارك بقيادة المتطرف “يهودا غليك” وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال.
وذكرت وكالة” فلسطين اليوم” أن اقتحامات المستوطنين تأتي بالتزامن مع تهديداتهم بتنفيذ “مسيرة الاعلام” اليوم بعد أن فجرت الأوضاع الأمنية سابقاً في 11 مايو المنصرم.
وأبدى سكان مستوطنات غلاف غزة، تخوفهم من دفع ثمن “مسيرة الأعلام” المقررة مساء اليوم في القدس.. وعبروا عن خشيتهم من الانجرار لموجة تصعيد جديدة، يدفعون خلال الثمن.
وفي مساء اليوم أصدرت حكومة الاحتلال “الاسرائيلية” قراراً بتحويل مسار حركة الطائرات في مطار “بن جوريون” التي ستهبط في “إسرائيل تخوفا ًمن إطلاق صواريخ”.
وأفادت صحيفة “معاريف” تعليقا على ذلك: بأن “المقاومة الفلسطينية تغير المعادلة حتى بدون إطلاق صاروخ واحد”.