السياسية: نصر القريطي

احدثت حرب الطائرات المسيرة نقلةً نوعية في المعركة سواءً في اليمن ضد قوى العدوان أو في دول أخرى مثل العراق وغيرها..

لكن في بلادنا أثبتت القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير ان كعبها عالٍ جداً في اختراق الدفاعات الجوية والصاروخية السعودية وبدت غرف عمليات العدوان التي يديرها الأمريكان عاجزةً أمام أسراب الطائرات المسيرة التي جعلت من العمق السعودي كعبةً تحج إليها بصورة شبه يومية دون انتظار تأشيرةً من الدفاعات الجوية السعودية والباتريوت الأمريكي الشهير..

في بادئ الأمر سخر إعلام العدوان والإعلام العربي والغربي من طائراتنا المسيرة وقال عنها أنها مجرد ألعاب تعرض على الانترنت بمئات الدولارات..

لاحقاً استشعرت قوى العدوان قدرة سلاح الجو اليمني المسيّر واليوم وصلت تصريحات العدو ذروتها بالاعتراف بفشلها في اعتراض اسراب “الدرونز البسيطة” التي باتت تخترق اجواء المملكة بصورةٍ شبه يومية..

اعتراف واشنطن الصريح بفشل منظومات الدفاع الصاروخية الأمريكية في التعامل مع الطائرات المسيرة الصغيرة التي أرهقت القوات الأمريكية في العراق يضعنا أمام حقيقة فشل منظومات الدفاع الصاروخي الأمريكية ونظيراتها الغربية التي باعوها بمئات الملايين من الدولارات للسعودية والإمارات وبقية دول الخليج والمنطقة..

وفقاً لـ”وكالة “بلومبيرج” فقد كشف جنرال أمريكي رفيع المستوى أن قواته تبحث عن حلول للطائرات المسيرة الصغيرة التي تستهدف القوات الأمريكية المتواجدة في العراق وأنها باتت تؤرق القيادة المركزية للجيش الأمريكي نتيجة فاعليتها..

يجب ان نخضع هذه التصريحات لمقاربة مشروعة بين فاعلية الطيران المسير في العراق والطيران المسير للقوة الصاروخية اليمنية التي أرهقت الدفاعات الجوية السعودية التي يشرف على تشغيلها الخبراء العسكريين الأمريكان والتي معظمها من نوع الباتريوت الأمريكي الشهير ..

يقول الجنرال ماكنزي قائد القيادة المركزية أن إيجاد طرق أفضل لمواجهة الهجمات بالطائرات المسيرة بات يمثل أولوية قصوى بالنسبة للجيش الأمريكي مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لا تزال متأخرة في إيجاد هذا النوع من الحلول..

لم يقل الجنرال الأمريكي وهو أعلى قائد أمريكي في الشرق الأوسط أن بلاده فشلت في مواجهة حرب المسيرات لكن التأخر في ايجاد حلولٍ لهذه المعضلة لا معنى له سوى الفشل والفشل الذريع..

بالعودة إلى المقاربة المشروعة التي تحدثنا عنها فإن مما لا شك فيه أن غرف عمليات العدوان السعودي الإماراتي يديرها الامريكان ومنظومات الدفاع الصاروخي السعودية أغلبها إن لم نقل كلها أمريكية وبالتالي فإن النجاحات التي حققها سلاح الجو اليمني المسير تعني بالضرورة فشلاً ذريعاً للأمريكان ولمنظوماتهم الدفاعية الاسطورية التي حطمتها القوة الصاروخية اليمنية وجعلت سمعتها في الحضيض..

تأكيدات الجنرال ماكينزي بتأخر الجيش الأمريكي في ايجاد حلول للهجمات التي يتعرضون لها بالطائرات المسيرة في العراق هو اعترافٌ بفشل كل منظومات الدفاع الصاروخي الأمريكية في المنطقة وعلى رأسها السعودية التي تنتشر فيها هذه المنظومات الدفاعية بصورةٍ مكثّفة والتي أثبتت فشلها في وضع حدٍّ لحرب المسيرات التي استحدثتها القوة الصاروخية اليمنية في احدث جولات الصمود في وجه العدوان على بلادنا..

يقول القائد العسكري الأمريكي الرفيع بأنه يجب على الولايات المتحدة أن تجد المزيد من السبل لمواجهة استخدام هذه الطائرات من قبل أعداء أمريكا في الشرق الأوسط..

يقول ماكنزي بأننا “منفتحون على كل الأمور والجيش الأمريكي يعمل بكل جدية لإيجاد الحلول المناسبة” مضيفاً: “لكنني لا أعتقد أننا في المكان الذي نريد أن نكون فيه”.. وهو اعترافٌ آخر باستمرار الفشل في ايجاد حلول عملية لمعضلة الطائرات المسيرة التي حطمت اسطورة “الباتريوت”..

لسنا بحاجةٍ لاعتراف الأمريكان بفشلهم في ايقاف زحف المسيرات اليمنية تجاه السعودية لكن هذا الاعتراف هو مسمارٌ آخر يدق في نعش هذا العدوان المجرم الظالم على اليمن والذي ستكون جنازته قريبةً بإذن الله..