أسوشييتد برس

(صحيفة: الغارديان، البريطانية- ترجمة: أنيسة معيض-لإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ)

يقول مسؤولون عسكريون في اليمن إن الإمارات تبني مدرجاً في جزيرة ميون ، وهي نقطة  شحن مهمة يتم بناء قاعدة جوية غامضة على جزيرة بركانية قبالة اليمن تقع في واحدة من النقاط  البحرية المهمة في العالم لشحنات الطاقة والبضائع التجارية.

وفي حين لم تدع أي دولة بأنها وراء تشييد قاعدة ميون الجوية في مضيق باب المندب، فإن حركة الشحن المرتبطة بمحاولة سابقة لبناء مدرج ضخم عبر الجزيرة التي يبلغ طولها 3.5 ميلاً منذ سنوات ترتبط بالإمارات العربية المتحدة.

يقول مسؤولون في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً إن الإماراتيين يقفون وراء هذا المحاولة الأخير أيضاً، على الرغم من أن الإمارات أعلنت في عام 2019 أنها تسحب قواتها من حملة عسكرية بقيادة السعودية تقاتل الحوثيين في اليمن.

قال جيريمي بيني، محرر الشرق الأوسط بشركة جينيس للاستخبارات مفتوحة المصدر، الذي تابع أعمال البناء في ميون لسنوات: “يبدو أن هذا هدف استراتيجي طويل المدى لتأسيس وجود دائم نسبياً”. قال إن الأمر “ربما لا يتعلق فقط بحرب اليمن وعليك أن ترى أن وضع الشحن أمر أساسي إلى حد ما هناك”.

ولم يرد مسؤولون إماراتيون في أبو ظبي وسفارة الإمارات في واشنطن على طلبات للتعليق.

المدرج في جزيرة ميون يسمح لمن يسيطر عليه بإبراز قوته في المضيق وشن غارات جوية بسهولة على البر الرئيسي لليمن، الذي دارت فيه حرب دامية استمرت سنوات. كما أنها توفر قاعدة لأي عمليات في البحر الأحمر وخليج عدن وشرق إفريقيا القريب.

يمكن أن يستوعب مدرج بهذا الطول طائرات الهجوم والمراقبة والنقل. وقد بدأ العمل  فالسابق في نهاية عام 2016 وتم التخلي عنه لاحقاً ، حيث حاول العمال بناء مدرج أكبر يبلغ طوله أكثر من 3 كيلومترات ، مما يسمح بأثقل القاذفات.

وقال مسؤولون عسكريون من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، والتي يدعمها التحالف الذي تقوده السعودية منذ 2015، إن الإمارات تشيد المدرج. وقال المسؤولون ، الذين تحدثوا إلى وكالة أسوشييتد برس شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأنهم لم يكن لديهم تصريح بإطلاع الصحفيين، إن السفن الإماراتية نقلت أسلحة ومعدات عسكرية وقوات إلى جزيرة ميون في الأسابيع الأخيرة.

وقال المسؤولون العسكريون إن التوتر الأخير بين الإمارات والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي جاء في جزء منه من مطالبة إماراتية لحكومته بتوقيع اتفاق إيجار لمدة 20 عاما لميون. ولم يعترف المسؤولون الإماراتيون بأي خلاف.

واتى مشروع البناء الأولي الفاشل بعد أن استعادت القوات الإماراتية والقوات المتحالفة الجزيرة من مقاتلي الحوثيين المدعومين من إيران في عام 2015. وبحلول أواخر عام 2016، أظهرت صور الأقمار الصناعية أن أعمال البناء جارية هناك.

ساعدت القاطرات المرتبطة بشركة “إيكو كارغو آند شيبينغ”، ومقرها دبي، ومراكب إنزال وناقلات تابعة لشركة “بن ناوي” للخدمات البحرية، ومقرها أبو ظبي، في جلب المعدات إلى الجزيرة في تلك المحاولة الأولى، وفقاً لإشارات التتبع التي سجلتها شركة البيانات “ريفينيتيف”. وأظهرت صور الأقمار الصناعية في ذلك الوقت أنهم أفرغوا المعدات والمركبات في ميناء مؤقت على شاطئ البحر.

وامتنعت شركة “إيكو كارغو آند شيبينغ” عن التعليق، بينما لم ترد شركة “بن ناوي” على مكالمات أسوشيتد برس لطلب التعليق.

وتُظهر بيانات شحن مؤخراً، عدم وجود أي سفن مسجلة حول الجزيرة، ما يشير إلى أن كل من قدم وسيلة النقل البحري لآخر بناء أوقف تشغيل أجهزة التتبع لتجنب التعرف عليها.

توقف البناء في البداية في عام 2017، ربما عندما أدرك المهندسون أنهم لا يستطيعون الحفر في جزء من المعالم الصخرية للجزيرة البركانية لدمج موقع المدرج القديم. وأُعيد البناء بشكل جدي على المدرج الجديد في 22 فبراير، وبحسب صور الأقمار الصناعية ، بعد عدة أسابيع من إعلان الرئيس جو بايدن أنه سينهي دعم الولايات المتحدة للهجوم الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين.

يأتي القرار الواضح للإماراتيين باستئناف بناء القاعدة الجوية بعد أن فككت الإمارات أجزاء من قاعدة عسكرية كانت تديرها في دولة إريتريا الواقعة في شرق إفريقيا كنقطة انطلاق لحملتها في اليمن.

قالت إليونورا أرديماغني، المحللة في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، إنه على الرغم من أن القرن الأفريقي أصبح “مكاناً خطيراً” للإماراتيين بسبب المنافسين ومخاطر الحرب المحلية، إلا أن جزيرة ميون يقطنها عدد قليل من السكان وتعد موقعاً ذا قيمة لمراقبة البحر الأحمر. لقد كان هناك نسبة عالية في الهجمات والحوادث في المنطقة.

وقالت أرديماغني: “لقد تحول الإماراتيون من سياسة خارجية لاستعراض القوة إلى سياسة خارجية لحماية القوة”. فهي تزيد من “قدرتها على مراقبة ما يحدث ومنع التهديدات المحتملة من قبل جهات فاعلة غير حكومية مقربة من إيران”.

وقيل إن قوة القدس الاستكشافية التابعة للحرس الثوري الإيراني قامت بعملية مماثلة على سفينة شحن كانت متمركزة منذ فترة طويلة بالقرب من اليمن قبل أن يتم استهدافها على ما يبدو من قبل هجوم إسرائيلي.

تقع جزيرة ميون، المعروفة أيضاً باسم جزيرة بريم، على بعد ميلين من الحد الجنوبي الغربي لليمن. واعترفت القوى العالمية بالموقع الاستراتيجي للجزيرة منذ مئات السنين ، خاصة مع افتتاح قناة السويس التي تربط البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر.

*  المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع