السياسية – وكالات:

إستهجن الكاتب الفلسطيني الدكتور ابراهيم فؤاد عباس ما دأب عليه قادة الدول الغربية، خاصة امريكا من مقولة درجت على ترديدها إثر كل مذبحة أو عدوان يشنه الكيان الصهيوني على الفلسطينيين بـ “ان إسرائيل إنما تفعل ذلك من منطلق الحق في الدفاع عن النفس” .

وقال الكاتب الفلسطيني في مقال له على موقع (دنيا الرأي) الثقافي لعله من قبيل السخرية أن تسمي (إسرائيل) جيشها “جيش الدفاع الإسرائيلي”، وهو ما يطرح السؤال: هل كانت حروب إسراائيل ضد الفلسطينيين والعرب بدءً من حرب 1948م، حروباً دفاعية؟..

ويتسائل الدكتور ابراهيم عباس قائلاً هل كانت مذبحة دير ياسين – على سبيل المثال- دفاع عن النفس وهل يعتبر العدوان الإسرائيلي على مصر عام 1956م واحتلالها سيناء وقطاع غزة دفاعاً عن النفس؟.

ويشر الكاتب الى ما يلخصه المفكر الفلسطيني البروفسور جوزيف مسعد أستاذ سياسة العرب الحديثة وتاريخ الأفكار في جامعة كولومبيا مفهوم (إسرائيل) لحق الدفاع عن نفسها بأنه يشمل “الحق في احتلال الأرض الفلسطينية، وفرض الحصار على الأهالي الفلسطينيين بوضعهم في بانتونات محاطة بجدار الفصل العنصري، وأيضًا الحق في تجويعهم، وقطع الكهرباء والوقود عنهم، وشن الغارات عليهم بين الحين والآخر، إضافة إلى حق قتلهم واغتيال قادتهم”.

ويضيف “أما المعضلة الكبرى فتكمن في السؤال الذي تتهرب (إسرائيل) وواشنطن من الإجابة عليه : لماذا تملك إسرائيل هذا الحق وتستنكره على ضحاياها.. ولماذا تتمتع بحيازة أحدث أنواع الأسلحة التي تستخدمها ضد شعب أعزل؟..

ويتابع لعله من قبيل السخرية أيضاً أن تتذرع إسرائيل بين الحين والآخر، وبتأييد ودعم من واشنطن، وفي كل مرة تشن فيها عدواناً أو مجزرة ضد الشعب الفلسطيني،  بالحق في الدفاع عن نفسها، في الوقت الذي يعتبر جيشها من أقوى جيوش العالم عدداً وعدة، تدريباً وتسليحاً.

ويضيف ان البعض قد يتسائل : وهل (إسرائيل) في حاجة إلى الدفاع عن نفسها.. وضد من؟.. فلم يعد ثمة ما يسمى شرق أوسطياً بالجبهة الشرقية بعد ما ألم بالعراق وسوريا من ضعف وتفكيك، وبعد أن اعتبر الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات حرب أكتوبر 1973 آخر الحروب مع إسرائيل، وبعد تفكك البنية العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية على إثر حرب 1982، وبعد نزع السلطة الوطنية الفلسطينية لسلاح المقاومة.

واكد الكاتب ان استعمال (اسرائيل) للقوة بين الحين والآخر ضد أهداف مدنية فلسطينية تشمل قتل وجرح وحرق الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير المنازل فوق رؤوس أهلها، ردًا على عمليات مقاومة مشروعة ضد الاحتلال لا يمكن تبريرها على أنها دفاع عن النفس في الوقت الذي يحجم فيه المجتمع الدولي والأمم المتحدة عن القيام بتوفير الحماية للفلسطينيين في أراضيهم المحتلة.