السياسية:

رغم أن قطاع الطيران المدني يمر بأسوأ أزماته على الإطلاق بسبب تفشي جائحة كورونا، فإن عدداً من شركات التصميم مازالت تعمل جاهدة على تطوير الخدمات التي تمنحها الطائرات لركابها سواء في المقصورة أو بالمقاعد الاقتصادية، وهو الأمر الذي تعكسه قيمة الأعمال التي فازت بجوائز “كريستال كابين” التي تدعم أكثر الأفكار ابتكاراً وحماسة في التصميمات الداخلية للطائرات.

حسب تقرير لشبكة CNN الأمريكية، امس الجمعة ، فإن جوائز هذا العام تذهب إلى تصاميم تشمل مقصورة مستقبلية ذات اتصال فائق وتناسب الاحتياجات الشخصية والتصميم الداخلي الفخم لطائرة ركاب كهربائية، وعلى الرغم من أنَّ القائمة المختصرة اختيرت في مناخ ما قبل الوباء، فإن التصاميم الجديدة ستكتسب أهمية كبيرة في أعقاب “كوفيد-19”.

دعم الابتكار 

فقد كانت الفترة الأخيرة غريبة لقطاع الطيران المدني، وبالنسبة لكثيرين منا مر أكثر من عام منذ أن شاهدة الشكل الداخلي للطائرة.

كارمن كراوس-بوسترلينج، مديرة مشروعات في اتحاد جوائز كريستال كابين، لموقع CNN Travel، تعتقد أنه “إذا كان الطلب على السفر الجوي سيزداد مرة أخرى، فإنَّ المطلوب الآن هو أفكار مُقنِعَة تلهم الركاب وتمنحهم شعوراً جيداً”، مضيفةً أنَّ الجائزة تشير إلى “كيفية استجابة الصناعة لتحديات عصرنا”.

تضمنت القائمة المختصرة الأصلية لجوائز “كريستال كابين” مجموعة من الأفكار المثيرة للاهتمام؛ منها تصميم “Flex Lounge” -أو ردهات مرنة- لشركة Heinkel Group الهندسية، والذي وضع تصوراً عن تكوين مرن لصفوف المقاعد في الكبائن الاقتصادية.

الفكرة من وراء هذا المفهوم هي أنه بعد الإقلاع يمكن للمضيفات إعادة ترتيب الصفوف بحيث يكون بإمكان المسافرين الذين يسافرون معاً مواجهة بعضهم بعضاً، ولا يتميز هذا التصميم بأنه مناسب لـ”كوفيد-19″، لكنه بالتأكيد لافت للنظر.

من بين الفائزين هذا العام، شركة Alice للطائرات الكهربائية والتي فازت عن فئة “تصورات الكبائن”.

واشتهرت شركة Alice بمقصورتها الداخلية المبتكرة، التي يمكنها نقل ما يصل إلى تسعة ركاب لمسافة 1000 كيلومتر. تغلَّب التصميم على تجربة المقصورة في “بوينغ 777 إكس” ومقصورة الطبقة العليا لخطوط فيرجن أتلانتيك الجوية.

وستُصمَّم المقاعد داخل طائرة Alice في ترتيب جلوس “متعرج عكسي”؛ مما يعني أنَّ جميع الضيوف سيواجهون النوافذ الكبيرة للطائرة.

وفي فئة “تصورات حالمة” كُرِّمَت شركة “إيرباص” عن مفهوم مقصورة الجيل القادم “قمرة المجال الجوي: رؤية 2020”.

ويوفر تصميم المقصورة هذا مقاعد مرنة و”بيئة مميكّنة رقمياً”؛ وضمن ذلك تفضيلات بسط المقاعد الاختيارية المُبرمَجة مسبقاً، إضافة إلى مقصورات الأمتعة العلوية التي تضيء باللون الأحمر أو الأخضر، اعتماداً على ما إذا كانت ممتلئة أو فارغة.

وفي حديث عن التصميم التكنولوجي في أكتوبر/تشرين الأول 2019، قال إنجو فوغتزر، نائب الرئيس للتسويق “في إيرباص”، لموقع CNN Travel، إنَّ المفهوم كان مبنياً على فكرة أنَّ “ما تختبره على الأرض، ستستمر في تجربته على متن طائرة”.

مستقبل الطيران المدني

في فئة “معدات راحة الركاب” لهذا العام، كرَّمت جوائز كريستال كابين للمقعد الاقتصادي شركة Safran Seats التي طوَّرت مقعد Modulair S الاقتصادي بالتعاون مع كلية التصميمات الفرنسية ENSCI، وصُمِّم لجعل الدرجة الاقتصادية أكثر راحة من خلال توفير إضافات مثل دعامة الرقبة وحامل الكمبيوتر اللوحي.

وترشَّح أيضاً في هذه الفئة مقعد ROW1 الذي طورته المصممة سييرا كروفورد، وهو مقعد طائرة يسمح بوضع كرسي متحرك بسلاسة في الصف؛ مما يعزز تجربة طائرة يسهل الوصول إليها.

وحازت Safran جائزتين أخريين في حفل هذا العام؛ الأولى عن نظام الترفيه على متن الطائرة المزودة بتقنية بلوتوث، التي تسمح للركاب باستخدام سماعات رأس شخصية بدلاً من سماعات الرأس التي توفرها الطائرة، والثانية عن فئة “أنظمة الكبائن” لعربة طائرة تجمع البيانات وتنقلها لحظياً.

وفي فئة “الجامعة”، تفوقت جامعة سينسيناتي بتصميم على طراز “المقهى”، وهو مفهوم يعيد تصور كيفية عمل المسافرين من رجال الأعمال في أثناء الرحلة.

لم يُعلَن الفائزون بعد عن فئتي “جائزة اختيار لجنة التحكيم” و”السفر الجوي الآمن والنظيف”، وهما جائزتان استُحدِثتا في أعقاب الوباء، ومصممتان للتعرف على تأثير “كوفيد-19” في الطيران.

ومن المقرر تقديم الجوائز في معرض التصميمات الداخلية للطائرات الذي أرجئ عقده إلى نهاية شهر أغسطس/آب، في مدينة هامبورغ الألمانية.

عربي بوست