أعرف اليمن جيدا.. وخططنا لضرب ناقلة اسرائيلية في باب المندب..إليكم القصة
بسام أبو شريف*
من يتخيل أن العائلة السعودية تملك القدرة على وقف الحرب على اليمن … لاشك ساذج, فالحرب وان داعبت أحلام الوهابيين بما وعدتهم به من خيرات، وميزات اليمن لم تشن بقرار سعودي ….بل كان قرارا اميركيا اسرائيليا اوروبيا.
والحرب شنت في لحظة برز فيها أنصار الله كمدافعين عن الوطن، الذي يتعرض للتدمير والغزو، وهذا ما اعتبره الاسرائيليون والادارة الاميركية شكلا مقبولا للرأي العام عندهم كونه الشكل، الذي يعني تصويب البنادق لايران، وخطر الهيمنة الايرانية على البحر الأحمر، والممرات المائية الأهم في العالم والأخطر على أمن الطاقة في بلدان الغرب الاستعماري .
لماذا اليمن العربي الفصيح :
أنا يمني لأنني عربي، وقاتلت جنبا الى جنب مع اخوتي في العروبة، والاسلام في اليمن الأصيل ضد الاستعمار الانجليزي، وخلال سنوات من اطلاعي على خبايا، وأسرار اليمن وما تكتنفه أرضها تعلمت الكثير، وعلمت ما لم أكن أعلم عن اليمن، وخضت في تاريخها المجيد، وتاريخ أساطيلها التي وصلت من القوة ما مكنها من ارسال اسطول للدفاع عن ليبيا في وجه الغزوات، لكن المهم هو أن أرض اليمن شمالا، وجنوبا تكتنز ثروات مائية ونفطية وغازية تفوق ماتحتويه صحراء الجزيرة العربية، هذا هو السر الكبير، والسبب الأكبر في تخطيط اسرائيل، وواشنطن لاستخدام العملاء أدوات لغزو اليمن.
والتصدي للعدوان لن ينتهي بتحرير مأرب، بل سيستمر وبوسائل شتى أهمها العمليات الخاصة الذكية والقوية، والقادرة على تكسير أضلاع الغزاة، وقواعدهم العسكرية الكرتونية في سوقطرة، والبريم، وكل جزر باب المندب، وعلى الشريط البحري المطل على البحر الأحمر .
في شهر حزيران من العام 1971، قضيت أياما تحت شمس حارقة في جزيرة البريم التي لم يكن يسكنها سوى العقارب السوداء السامة، والأفاعي، والحشرات، كنا نحضر بأسلحة تعد الآن لعب أطفال لضرب أضخم ناقلة نفط اسرائيلية تعبر باب المندب دوريا تحمل نحو مئة الف طن من النفط لاسرائيل، كان لدينا زورق فايبر سريع، وآر بي جي، ورشاشات ديكتريوف، وكلاشنكوف، ودوشكا، الدوشكا نصبت في الجزيرة حيث نصبت خيمتان صغيرتان، وأحيطت بما يضمن منع العقارب والأفاعي، كانت الناقلة من الضخامة بمكان بحيث أن الموج الذي يكونه اندفاع انفها القوي، ويبلغ من العلو أكثر من ثلاثين مترا، وماذا يستطيع قاربنا المسكين أن يفعل أمام هذا الموج، فهو قادر على ابتلاعنا، وابتلاع الأسلحة الخفيفة التي نحمل، وجاء القائد وديع حداد للجزيرة لبحث العملية، ووضع الخريطة أمامه ورحنا نتدارس، وشرح كيف نلتف على الموجة، ونواكبها، ونستفيد من قوتها ( لاشك أن بحارة اليمن يعلمون ذلك)، فهم بحارة مهرة لأنهم ولدوا، وترعرعوا في البحر الأحمر ودرست القياسات من حيث المسافة القاتلة لقذيفة الآربي جي، وقوة الاندفاع، ومايترتب عنها من تأثير على القارب السريع، واستبدال الرصاص برصاص ” خارق حارق “، بدلا عن الخارق فقط، وبدأ التمرين … مشهد كأنه مشهد كرتوني مضحك : قارب صغير يحمل أربعة رجال يحملون مدافع الآربي جي، وناقلة نفط عملاقة بالكاد أن يشاهد قبطانها من غرفة القيادة ذلك القارب الذي تلهو به الأمواج، وكم من مرة أثناء التدريب واجه القارب أسماكا مفترسة ضخمة أنواعا لم نشاهدها من قبل من سمك القرش، وفي فكيه أسنان كالمناشير، وجاء اليوم المحدد للعملية :
وانطلق القارب، قائد المجموعة بطل من أبطال بلادنا اسمه ابو حنفي، أتمنى أن أعرف أين هو الآن، وماهي أوضاعه … انه بطل حقيقي، مناضل مجرب لامثيل له، له من القامة 195سم، قوي البنية، لوحته شمس بلادنا سمارا عربيا داكنا، قليل الكلام، كثير الفعل حاول الزورق الاقتراب قذفته الأمواج بعيدا، ورأيناه ينطلق بسرعة أمام الناقلة، ويلتف ويعود نحوها وجها لوجه مسرعا مع اياب الموج، وانطلقت أول قذيفة، والثانية، والثالثة كلها خلال دقيقة …انها يد ابو حنفي الماهرة، واندلعت النيران في غرفة القبطان، وأماكن اخرى …. التف الزورق تحمله موجة عارمة على كتفيها، فبان كأنه ريشة في مهب الموج لكنه كان منطلقا، وبأقصى سرعة نحو اليمن الشمالي …. أقرب نقطة له …. كانت اليمن للأبطال الفلسطينيين أرضا موحدة عربية، الجنوب والشمال أرض واحدة، وشعب واحد بدأوا من اليمن الجنوبي، ولاذوا بالأمن باليمن الشمالي، أردت من ذكر هذه العملية البطولية أن أقول : مهما كان سلاحنا بسيطا يبقى السلاح الأقوى، والذي لايستطيع العدو مواجهته، هو سلاح الايمان بالحق، والعدالة، وامتلاك الارادة الصلبة التي لاتتزعزع، والتصميم على ضرب المعتدين .
معركة اليمن ستستمر لأن أطماع العدو لن تتوقف، ولا استقرار في شرقنا العربي الا بهزيمة اسرائيل، وعملائها أنظمة وأنذالا يهللون من كل حدب وصوب بمبادرة السعودية، هذه الكذبة التي سحقها الزمن في كل مرحلة من مراحله .
إنهم يحاولون : –
– احراج القوى المقاومة في اليمن .
– وتطويقهم اعلاميا .
– وتجنيد الدول والقوى الداعمة للعدوان بعد أن تفككت أوصالها .
– ودفعت مبالغ طائلة ثمن بيانات لأنظمة عربية معروف خضوعها لواشنطن .
– ويستمر بناء القواعد العسكرية في الجنوب، والجزر، والمهرة، وميدي .
– ودفع نحو مأرب بآلاف المرتزقة من الارهابيين.
انهم يحاولون كسب الوقت، وتأجيل سقوط مأرب، يريدون أن يخدعوا العالم كي يلتقطوا أنفاسهم، لكن مايريح عقولنا وقلوبنا أن الله منح اليمن قائدا شابا وابنا يحيط به مجموعة من الرجال الرجال الواعين لمصلحة الشعب العربي اليمني، والعارفين لطبيعة تحالف العدوان وتحكم اسرائيل، وواشنطن به …… أخونا عبدالملك الحوثي ابن بدر الدين، ورفاقه الأشاوس ورجال المقاومة في الجيش اليمني، واللجان الشعبية …يعرفون الحقيقة، وسيحررون مأرب وبعدها يشعلون نار جهنم تحت أقدام الغزاة في سوقطرة، وباب المندب، والبحر الأحمر .
سوف يصل المقاومون العرب في اليمن الى معادلة ” الحصار بالحصار ” …. يحاصرون اليمن، وستحاصرهم اليمن ان لم يفكوا الحصار ….. لن تستطيع العائلة تصدير النفط ان هي استمرت بالحصار .
* المصدر : رأي اليوم