بعد عام على تصنيفها كـ”جائحة”.. 8 حقائق على فيروس كورونا
السياسية:
نشرت صحيفة The Washington Post الأمريكية تقريراً حول التنبؤات التي أغرقت العالم حول جائحة فيروس كورونا وذلك بعد مرور عام على إعلان منظمة الصحة العالمية تفشي فيروس كورونا باعتباره “جائحةً”. وحتى بحلول ذلك الوقت، كان الفيروس قد بدأ بالفعل يقلب الحياة رأساً على عقب في كل مكان تقريباً. في تلك الأشهر الأولى كان العالم غارقاً بالتنبؤات، بعضها كان قائماً على الحقائق والنظريات العلمية، وبعضها كان يعتمد على المصالح السياسية والتضليل.
وإليكم مدى صحة 8 من أكثر التوقعات أو التنبؤات انتشاراً.
1- فيروس كورونا سيكون موسمياً مثل الإنفلونزا: خطأ
فبينما تتزايد حالات الإصابة بالإنفلونزا في أشهر الشتاء الأكثر برودة وتتراجع في الربيع والصيف، لا يتبع فيروس كورونا نفس النمط.
في الواقع مع أنَّ الأطباء في الولايات المتحدة كانوا يخشون من أنَّه سيتعين عليهم التصدي لعاصفتين شتويتين من فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) والإنفلونزا، ظلَّت إصابات الإنفلونزا منخفضة، ربما كفائدة جانبية للاحتياطات التي اتُخِذَّت بسبب فيروس كورونا مثل التباعد الاجتماعي، والعمل والدراسة عن بعد وارتداء الكمامات وغسيل اليد المتكرر.
2- الكمامات ليست ضرورية: خطأ
أصبح ارتداء الكمامات من بين أكثر التدابير الصحية إثارة للجدل في عصر الجائحة. ففي البداية قال المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها إنَّه لا يتعين على الأمريكيين الأصحاء وضع أغطية الوجه خارج المنشآت الطبية. كان ذلك في جزء منه يعود إلى نقص الكمامات المتاحة للعاملين بمجال الرعاية الصحية والخشية من التسبب في نفاد الموارد الضرورية.
لكن ثَبُتَ أنَّ هذا التوجيه خاطئ على نحوٍ خطير، بعد تزايد الإصابات والوفيات ومعرفة العالم المزيد بشأن طريقة انتشار الفيروس من خلال الجهاز التنفسي والرذاذ المحمول في الهواء. يوصي المركز الآن الأمريكيين بارتداء كمامة مزدوجة، أو ارتداء كمامات طبية حين تكون متاحة.
وفي الصين ومناطق أخرى في آسيا، حيث كان ارتداء الكمامات أثناء المرض أو للحماية من التلوث أمراً شائعاً بالفعل، كان الناس بصفة عامة أكثر تقبُّلاً لهذه الممارسة. لكن في الولايات المتحدة تبقى المسألة استقطابية ومُسيَّسة للغاية.
3- مخيمات اللاجئين ستكون الأكثر تضرراً بالفيروس: مختلط
تمثل مخيمات اللاجئين والمهجرين ظروفاً مثالية لانتشار فيروس كورونا، فهذه الأماكن المكتظة والمعوزة موطن لعدد كبير من السكان، فضلاً عن الانتشار الكبير للمشكلات الصحية الموجودة سلفاً، وتكون في كثير من الأحيان مفتقرة إلى الموارد الأساسية للصحة والنظافة الشخصية. مع ذلك لم تتحقق معظم التنبؤات السوداوية بشأن آثار الفيروس في مثل هذه المخيمات. ومحدودية اختبارات الكشف عن فيروس كورونا تعني على الأرجح أنَّه جرى إغفال بعض حالات التفشي. لكنَّ هذا مجرد جزء من القصة.
فلمواجهة هذه المخاطر من البداية، دخلت مخيمات اللجوء من بنغلاديش مروراً باليونان ووصولاً إلى كينيا وغيرها في حالة إغلاق مبكراً بعد ظهور الجائحة. ففي الأشهر التي تلت ذلك وحتى الآن، خضع اللاجئون في الكثير من المناطق لقيود حركة أكثر صرامة بكثير من تلك المفروضة في الدول المضيفة لهم. وفي حين يبدو أنَّ هذه اليقظة أتت ثمارها، فإنَّها جاءت بثمن عاطفي واقتصادي كبير بالنسبة للمهاجرين واللاجئين.
لكن هذه المخيمات ليست بمأمن بعد. فالكثير من الدول لم تشمل اللاجئين صراحةً ضمن برامج التطعيم، وهو ما يعني أنَّ الخطر مستمر.
4- ستصبح تلك الشواطئ بؤر انتشار هائل للفيروس: خطأ
مع اقتراب حلول الصيف الثاني في نصف العالم الغربي في ظل كوفيد 19، يشعر الناس بحماسة للعودة إلى الشواطئ، حيث يقول الخبراء إنَّ انتشار الفيروس أقل سهولة مما هو في الأماكن المغلقة.
لكن في هذا الوقت من العام الماضي، كانت المخاوف كبيرة من أن تتحول الشواطئ المكتظة إلى بؤر انتشار هائل للفيروس. وفي أوروبا الصيف الماضي، أقامت بعض الحكومات فقاعات وحواجز ومواقع تتتبَّع أعداد مرتادي الشواطئ. واستخدمت أخرى طائرات بدون طيار لمراقبة التباعد الاجتماعي.
لكنَّ علماء الأوبئة يقولون إنَّ المخاوف لم تكن في محلها بعض الشيء، إذ أظهر تتبُّع حالات التفشي الكبرى أنَّ مصدرها لم يكن التجمعات الشاطئية. مع ذلك تنشر الأنشطة المرتبطة بالشواطئ، مثل الحفلات، الفيروس بالفعل.
5- العنف المنزلي سيتزايد: صحيح
منذ اللحظة التي أعلنت فيها مدينة ووهان الصينية أول حالة إغلاق في يناير/كانون الثاني 2020، حذَّر النشطاء من أنَّ حالات الانتهاكات ستزداد في ظل هذه الظروف. وازدادت فعلاً، إذ تزايد العنف المنزلي على مستوى العالم في ظل إصدار المزيد من الدول أوامر للسكان بالبقاء داخل المنازل وتنامي الضغوط الاقتصادية والأسرية.
كان الخبراء محقين في أنَّ إجراءات الحد من الجائحة غالباً ستكون كابوساً لضحايا العنف المنزلي. إذ تُرِك العديد منهم محبوسين مع منتهكيهم.
6- فقدان الوظائف وإغلاق المدارس سيؤثر على النساء على نحو غير متناسب: صحيح
تختلف آثار الوباء بصورة كبيرة باختلاف المجموعة السكانية. لكنَّ إحدى النتائج الشائعة هي أنَّ النساء على مستوى العالم أكثر عرضة لفقدان وظائفهن أو تركها وتحمُّل المزيد من عبء رعاية الأطفال، في ظل ضغوط التعلم عن بعد وإغلاق المدارس والأعمال المنزلية.
في غضون أشهر، أدت الجائحة إلى تراجع المكاسب الاقتصادية التي كافحت الكثير من النساء لعقود من أجل تحقيقها.
كانت النساء في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل بالفعل أكثر احتمالاً للعمل في الاقتصاد غير الرسمي، التي أضرَّ بها كوفيد 19 بشدة. وبحسب هيئة الأمم المتحدة للمرأة، أصبحن الآن من بين الأقل احتمالاً لاستعادة وظائفهن وأكثر احتمالاً للسقوط في براثن الفقر مقارنةً بالرجال.
7- حظر السفر سيُوقف انتشار الفيروس: مختلط
مع إغلاق الحدود العام الماضي، تدافع الناس لتأمين حجز رحلات الطيران. وظل بعضٌ من أولئك الذين لم يتمكنوا من العودة إلى الديار في الوقت المناسب محبوسين لعدة أشهر. أبقت الكثير من الدول على تطبيق درجات من قيود السفر، وشددتها بعض الدول مجدداً مع انتشار السلالات سريعة الانتشار.
أشار دونالد ترامب مراراً لقراره بحظر المسافرين من الصين في فبراير/شباط 2020 ومن أوروبا في مارس/آذار من العام الماضي باعتباره مهماً في احتواء الفيروس في الولايات المتحدة. لكنَّ الفيروس كان قد أخذ في الانتشار بالفعل بحلول ذلك الوقت. وربما ساهم أيضاً تدافع الأمريكيين للعودة إلى البلاد دون تطبيق إجراءات حماية في تصاعد الإصابات.
يبقى الحد من الحركة والتفاعلات بين الناس ضرورياً لإبطاء انتشار الفيروس. لكن وفقاً لخبراء الصحة العامة، كي يكون حظر السفر فعَّالاً، يتعين تطبيقه كجزء ضمن مجموعة من إجراءات الحجر الصحي المُطبَّقة تطبيقاً جيداً، مثل اشتراط اختبار المسافرين قبل السفر وحجرهم عند العودة.
8- تطبيقات تتبع المخالطين للمصابين ستكون هي الوضع المعتاد الجديد: خطأ
تنوعت مستويات تتبع المخالطين للمصابين بفيروس كورونا بصورة كبيرة عبر البلاد وداخلها. إذ خصصت بعض الحكومات موارد كبيرة لتطبيقات تتبُّع المخالطين. وأثار المنتقدون والمشككون الشكوك بشأن حقوق الخصوصية وتجاوز الحكومات المستبدة.
وجاءت بعض البلدان بطرق فعَّالة لتتبُّع الفيروس، وكذلك مواطنيهم. إذ جعلت الصين وكوريا الجنوبية وسنغافورة وإسرائيل تتبُّع المخالطين جزءاً من استراتيجياتها. لكن بالنسبة لمعظم العالم لم تنطلق مثل تلك البرامج مطلقاً. ورفض الأوروبيون المهتمون بالخصوصية هذه الفكرة خوفاً من افتقار التطبيقات للضمانات لتأمين البيانات. وفي الولايات المتحدة أضرَّت القيود القانونية وغياب استراتيجية مركزية بالكثير من الجهود على مستوى الولايات.
عربي بوست